جاءوا إليكْ |
والأمر شورى بينهمْ |
وأنا وأنت ومن لهمْ |
ثأرٌٌ عليكْ |
يغتالهمْ |
جاءوا إليكْ |
والفجر ينهل من عمائمهِمْ ضياء الشمس يُلقي بالأسنّهْ |
وتخافتوا بالشرِّ كانوا كلّما مرّوا على طللٍ تدور به النذورْ |
تنمو البذورْ |
وتموت أفئدةٌ على وقع الخُطا |
والسلّ ينخر في الصدورْ |
ونحيب غانيةٍ تكسّر في غصون الليل توغل في المسيرْ |
والرمل يلثم حسن خدّيهَا |
ولا مطرٌ يبلل هامة الشيخ الضريرْ |
تمشي السنون على مفاصل راحتيْهِ |
... وفي الحنايا سرُّ نابشة القبورْ |
تبكي وتنزع من هزيم الليل معوجّ الضلوعْ |
وعلى أظافِرِها |
... زبانيةٌ غلاظْ |
يتوجسون الظلّ في خلل الرمادْ |
يتلاعبون بخصر مرضعة النجادْ |
والشيخ يُغضي والمهابةُ |
... أقفرتْ منها الوهادْ |
والريحُ |
... أُغنية الذئابْْ |
تنسلُّ من وادٍ لوادْ |
تصطاد أجنحة الجرادْ |
تعلو...ويعلوها شهابْ |
والجنُّ تعجبُ |
والسيوف بها فلولٌ من كتابْ |
أزِفَتْ منايا القوم وانتصبتْ على قوس الحجابْ |
عينان تلتمعان في الوجه المكفّن بالسوادْ |
لا، بلْ ... عيونٌ والبراقع والذباب وقوم عادْ |
دلفوا على التاريخ عرياناً |
وفي الكفين حناءٌ وفوق الرأس زادْْ |
أكلوا كما أكلت بهائِمُهُمْ شظاً تحت الوسادْ |
والجهل أولهُ المحبة والقيامة في عقولٍ من رمادْ |
عَقُمَ الجهادْ |
وتطهرتْ من نسلها الأرض اليبابْ |
وعلى الترابْ |
قومٌ حفاةٌ والمنية في أكفِّهمو خضابْ |
يتناهبون الجوع من ثغر الجياعْ |
والذلُّ فيهمْ مااشترى إلا وباعْ |
عدد العيونِ ، وما بكتْ |
عددَ النجومِ ، وما حوتْ |
إني بوجهك أستعيد كرامتي |
... لو كان لي وجهٌ وكانت لي يدانِ |
وقمتُ أذرع قامتِي |
ياربَّ مغتبط بموتي هام يندبُني |
.. وعينُ الديك غائمةٌ.. |
.. ولا مطرٌ يبلل هامة الشيخ الضريرْ |
عيناه في زفرات عرّاف اليمامةِ بيضتان |
ْوالأنف سيفٌ ثلّمتْهُ يد الزكامِ وكل جائحةٍ تُغيرْ |
ونحيب غانية الحِمى |
يرتدُّ كركرةً |
وقد داستْ على القربى بأثواب الحريرْ |
مُبْلى بِهِ ؟ |
زرقاءُ جـزَّ الفارسُ البكريُّ ناصيةَ الهوَى |
وطوتْ سنابكُ ظلِّهِ الشعرَى وماانتفضَ النهارْ |
أغراهُ دفءُ النومِ ... في شَبَقٍ وغابْ |
في حضنِ ناعمةٍ تذيب الصخر في الماء الأُجاجْ |
والدار مقبلةً ومدبرةً وأوحشها سكون الراحلينْ |
من بعد ما غدرتْ بهمْ |
... ثابتْ إلى رُشْدٍ |
وقد كانتْ أمانَ الخائفينْ |
تركوا بها للجوع أجنحةً تصفّقُ للحنادس تستجيرْ |
... بالنائباتِ يلكنَ أَرديةَ الهجيرْ |
ونواح أحفاد الجنادب في سنابك حزنهمْ |
أضغاث أحلامٍ... وماشطةٌ شعور الموت في دمهمْ تسيرْ |
يتكتمون مسيرها فيهم ، وتحْييهمْ أساور من حريرْ |
في قلب مرضعة البطاحْ |
والليل طاح بهامة الشيخ الضريرْ |
متربصٌٌ بالوهمِ تنتفض العُصيّةُ في يديهْ |
وملكتُ أمري باليمينْ |
هل تعلمين بقصة المتجبرينْ |
ملكوا اليمينْ |
والريح من ماء الحميمْ |
عُلّتْ بُعيدَ النهل من كأسٍ عقيمْ |
وتهالكوا بين المحصب من منى والغار تنسجُ |
في يديهِ العنكبوتْ |
والشيخ باضتْ في يديهِ حمامتان وتنقران الحبّ من عينيهْ |
تـتناجيان ومكةٌ نارٌٌ ونورْ |
تتوجسان الخوفَ |
... تنطلقان في شَبَقِ النذورْ |
لهما على الفسطاط أجنحةٌ تدورْ |
والبيض يأوي من جوىً |
للكهف يعصِمُهُ من الماء النشورْ |
ينشقّ عن أفراخ قاتلةٍ بها شحٌ وجودْ |
ووراءَ مقلتِها |
آهات مرضعةٍ |
...أعارتْ نهدها للشمسِ |
واتكأتْ على جدرية الأزمان تنحتُ في الوجوهْ |
والشكّ يمأد في ظلالِ اللاتِ والعزّى وينتكس الجمودْ |
يُردي بهِ وهمٌ ولودْ |
وعن الوعودْ |
... حدّثْ أبالسةَ الكنانةِ عن ثمودْ |
ربطوا نسائم حقدهمْ في ظلِّ عودْ |
طبخوا السحابة للجنودْ |
والعير تعرجُ في النفيرِ |
وكلُّ نائحةٍ تطير بهامة الشيخ الضريرْ |
والبحر في فمهِ قياصرةٌ جبابرةٌ يولّون الدبُرْ |
هيَ ساعةٌ نجم الصباحْ |
صلّى وراحْ |
وتقاسموا نخْبَ الجراحْ |
والنور غانيةٌ تراقصهمْ على شدْوِ الملاحْ |
تختار سيدَها يكونُ الموت تُطعمُه الكلابْ |
تجترُّ عين الشمسِ |
تسكن في الخضابْ |
ونوافذ السجانِ يفتحها دمٌ |
ويصكّها هزجُ الذبابْ |
صنعاء تُفتحُ والمدائن والأسنّة في اضطرابْ |
أكلتْ وما شبعتْ ذئاب البيد وانتصبتْ على قوس الحجابْ |
والرغبة العمياءُ تلطم وجهها في كلّ بابْ |
سألتْ ثقيفاً بعض مكرمةٍ |
... فباءتْ بالعذابْ |
والشمس في اليمنى وفي اليسرى سرابْ |
في الصخرة الصماء تعثر أمّةٌ في مظلمهْ |
والصفعة الحمراء من أولاد جفنة في الظلامِ تنصّرَتْ |
وعلى الندامة كلّ عينٍ أمطرتْ |
قِيمٌ على دمن الثرى |
نبتتْ وغالتْها الذرى |
... والقهقرَى |
صامتْ عن القول المباحْ |
وتأبطتْ كتِفَ الزمانْ |
عسراء قد قُطعتْ أصابعُها وتضربُ بالقداحْ |
وصليل أجنحة الجراد سيوف نارٍ جامحهْ |
ملَكتْ فأصمتْ ثم قامتْ ثم ولّتْ رامحهْ |
والدهر علّقَ قلبه في قلب أنثى كالحهْ |
مفقوءة العينين في فمها مرارة عالم الجُـلّى |
٠٠ وأنياب الزمان الجارحهْ |
والذل قيدٌ في رقاب المومساتله بريقْ |
أبداً تُفيقُ من المنام ضحىً... وفي دمها حريقْ |
وبكفّها أشلاءُ عهدٍ في زمازمه عتيقْ |
متسربل بهوى المشقَّرِ في حِمى حلمٍ وضيعْ |
باكٍ على أمسٍ وهذا اليوم في مهدٍ رضيعْ |
أسْمعتُ من لو كان يسمعُني لفداني السميعْ |
لكنَّما ... الأرض قفرٌ والنجومُ بها نجيعْ |
والأينُ معتسفُ الرذيلةِ |
... خلفَ بابٍ كلَّمُوهْ |
فيهِ الضفادع والجنادب والأفاعي لاهياتْ |
يرفلنَ في زبد السنين الخاوياتْ |
وأقولُ :... هاتْ |
كأساً بها تحيا العظام البالياتْ |
أنسى وأذكرُ ماحييتُ وأنطوي |
في داخلي |
أسفي على زمنٍ أتيت بِهِ ... وإنْ لمْ أُسألِ |
قومي همو أكلوا...أخي |
ميْتاً وهمْ ما استكرهوهْ |
هم يضحكونَ وانه |
... شرفٌ لهم إذْ يضحكونْ |
أو ليس منَّا... الماجدونْ |
.... والقاسطونْ |
والثأر ندركُهُ ولا نسأل عمنْ يقتلونْْ |
إني ملكت منيّتي بيدي ، وقلتُ :... تخيَّرِي |
هذا سبيل الراحلينَ بأي أرضٍ فانزِلي |
وتأمَّلي |
... حسنَ المقامِ بكلِّ موتْ |
لا خيرَ في هذا الزمانِ |
وأهلِهِ |
فلترحلِي... |