وابتزني رأي عز الدين مستلباً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وابتزني رأي عز الدين مستلباً | من بعدما عَّمنِي إحسانُه وضَفَا |
أضَافَنِي عتبهُ هما شَجيتُ به | أبان عن ناظري طيب الكرى ونفى |
أتته عني أحاديث مزخرفة | ما إنْ بِها عنهُ، وهو الألمعي، خَفَا |
لكنها وافقت من قلبه مللاً | لم يستبن صحة الدعوى ولا كشفا |
وما الرِّضَا ببعيدٍ من خَلائِقهِ | وهي السلافة راقت رقة وصفا |
يا من حوى قصبات السبق أجمعها | فما يرى اثنان في تفضيله اختلفا |
أنفقت مذهب عمري في رضاك وما | رأيت منفق عمر واجداً خلفا |
لكَّننِي اعتضْتُ منه حُسنَ رأيِكَ لي | فنلت منه العلا والعز والشرفا |
حتى إذا أنا ماثلت النجوم علاً | وقلتُ: قَد نِلتُ من أيامَي الزُّلَفَا |
أريتني بعد بشر هجرة ً وقلى ً | وبَعد بِرٍّ ولطفٍ، قَسوة ً وجَفَا |
فَعُدتُ صِفَر يدٍ ممَّا ظفرت به | كأنَّ ما نِلتُه من كَفِّي اختُطِفَا |
هْبني أتيتُ بِجَهل ما قُذِفتُ به | فأين حلمُك والفضلُ الَّذي عُرفَا |
ولاَ، ومَن يعلَم الأسرارَ حِلْفَة َ من | يَبرُّ فيما أتَى ، إن قَال، أو حَلَفَا |
ما حدثتني نفسي عند خلوتها | بما تعنفني فيه إذا انكشفا |
لكنَّها شِقوة ٌ حَانَتْ، وأقضية ٌ | حبتني الهم مذ عامين والأسفا |
تداولَتْنِي أمورٌ غيرُ واحدة ٍ | لو حمل الطود أدنى ثقلها نسفا |
وأقصدتني سهام الحاسدي على | فَوزِي بقُربِك حتى قَرطَسُوا الهَدَفا |
وبعد ما نالني إن جدت لي برضاً | فقد غفرت لدَهرِي كلَّ مَا سلَفَا |
وذاك ظَنّي، فإن يَصدُقَ فأنت لما | رجوتُ أهلُ، وإن يُخفِق فوا أَسفَا |
حاشاك تغدو ظنوني فيك مخفقة ً | أو يَنثِني أمَلِي باليأسِ مُنْصرِفاً |
وجنتي من زماني حسن رأيك بي | أكرم بها جنة ً لا البيض والزغفا |
ألفتُ منكَ حُنواً منذ كنتُ، وقَد | فقدته وشديد فقد ما ألفا |
وغيرُ مُستنكَرٍ منكَ الحُنُوُّ علَى | مثلي ولو زاغ يوماً ضلة ً وهفا |
فعد لأحسن ما عودت من حسن | يا من إذا جاد وفى أو أذم وفى |
واسلَمْ لنا ثالِثاً للَّنيِّرينِ عُلاً | وزِدْ إذا نَقصَا، واشرُفْ إذا كُسِفَا |
أيَّامُنا بك أعيادٌ بأجمعِهَا | فدُم لنا ما دَجَا ليلٌ، وما عَكَفَا |