اليَوْمَ يَا حَبيبَتِي سَهِرتُ |
ما ذُقتُ طَعمَ النَّومِ حَتى الصُّبْحِ حَتى هَذِهِ الدَّقيقهْ |
رَكِبْتُ جُنحَ مُهْجَتِي وَطِرْتُ |
أسيحُ فِي دُنيَا مِنَ الأحْلامْ |
فتحْتُ أبْوَابَ صُدُورِ العَاشِقينْ |
دَخلتها.. سَمِعْتُ خفقاتِ الهُيَامْ |
قرَأتُ أسْرَارًا دَفينَهْ |
سَفَحْتُ دَمْعَاتٍ سَخينَهْ |
حَمَّلتُ ألفَ آهَةٍ فِي زوْرَقِ السَّكينَهْ |
هَدِيةً للمُسْهَدِينَ الصَّابرينْ |
لِكُلِّ قَلبٍ فِي سَرَابِ الحُبِّ ضَاعَ لمْ يَجدْ طريقهْ |
وَجُلتُ جَناتِ الهَوَى حَديقَةً حَديقَهْ |
نَشَقتُ أرْوَاحَ الغَرَامْ |
عَصَرْتُ أكوَامَ الزُّهورْ |
جَمَّعتُ أكمام الورودِ كلَّها فتحْتُ أكيَاسَ العُطورْ |
صَنعْتُ مِنْ رَحيقِهَا خُمُورْ |
سَكِرْتُ ألفَ مَرَّةٍ دُونَ مُدَامْ |
وتهْتُ فِي الصَّحْرَاءِ يَا حَبيبَتِي ضَيَّعَنِي الغرَامْ |
وَنمْتُ فِي العَرَاءْ |
شَيَّدْتُ ألفَ مَنزِلٍ لِلمَوْعِدِ المَرْجُوِّ.. لِلِّقاءْ |
زَيَّنتُ كُلَّ غُرفَةٍ.. |
بِهِ وَكُلَّ شُرفَةٍ |
لِتُعجِبَ الأميرَهْ |
أَميرَتي حَبيبَتي الحَسناءْ |
بَنَيْتُ آمَالاً كَبيرَهْ |
كَتَبتُ أشعارًا كَثيرَهْ |
كُنتِ بِها الخَيالَ وَالأحلامَ والإلهَامْ |
وَغُصْتُ خَلفَ خاطِري فِي هُوَّةٍ سَحِيقَهْ |
أَبحَثُ عَنْ أُمنِيةٍ غَريقَهْ |
وَالنّاسُ كُلُّ النّاسِ يَا حَبيبَتِي نِيَامْ |
وَليْسَ إلا الصَّمْتُ وَالظَّلامْ |
ثُمَّ رَجَعْتُ خائِباً لا أَعْرِفُ الحَقيقَهْ |
أَشُقُّ أضْلاعِي بنصلِ آهَةٍ عَميقَهْ |
• |
وَالآنَ يَا حَبيبَتِي.. |
تَلَمَّسَت أشِعَّةُ الصَّباحِ شُبَّاكِي |
وارتحل الظلّ بلا وداعْ |
تلهفت رُوحِي لَها وعانَقَتها قَبَّلَت كُلَّ شُعَاعْ |
طارَت إِلَيها إِذ بَدَت في حُسنِ مَرآكِ |
وا دهشتي..! |
طيف الحبيب زارني عطراً مع الأنسامْ..! |
ودونما أحلامْ..! |
يرف دون وجهه وشاحْ |
مطرّزاً ورداً وياسمينَ وابتسامْ |
وا دهشتي أطل طيف حلوتي |
يرفل معْ أشعة الصباحْ..! |
وَلمْ تزَلْ أصَابعِي تُعَانِقُ اليَرَاعْ |
كَتَبْتُ يَا حَبيبَتِي الكَثيرْ |
مَزَّقتُ يَا حَبيبَتي الكَثيرْ |
ولمْ أزلْ أسيحُ فِي السُّطورْ |
كأننِي شِراعْ |
قد ألِفَ الضَّياعْ |
يهيمُ في خِضَمِّهِ الكَبيرْ |
تدفعهُ الرِّيَاحْ |
تقذفه ترفعه دون جناحْ |
فلا يَعِي لأيِّ شَاطِئٍ يَسِيرْ |
حبيبتي، عُذراً فلن أذيِّلَ السُّطورَ بِ "الوداعْ" |
سَأترُكُ القلمْ |
إلى اللقاءِ.. مُرْغَماً حَبيبَتِي سَأترُكُ القلمْ |
. |
1965 |