ما منهم لك معتاض ولا خلف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما منهم لك معتاض ولا خلف | فكَيف يَصبُر عنهمُ قلبُك الكَلفُ |
إن جَارَ صَرفُ اللَّيالِى في فِراقِهمُ | فليسَ عنهُمْ، على الحَالاتِ، مُنْصَرَفُ |
هم الهوى إن تناءوا عنك أو قربوا | هم المنى أقبلوا بالود أو صدفوا |
لا تعتذر بالنوى إن الهوى أبداً | سِيَّانِ فيه التَّدانِي، والنَّوى القُذُفُ |
فالشَّوقُ تُطوى لَه الأرضُ الفَضاءُ، كَما | تطوى إذا استوعبت مضمونها الصحف |
جَاهرْ بوَجْدِك واعصِ الَّلائمِين، وَبحُ | بِحُبِّهم، إنّ كْتمَان الهوَى تَلَفُ |
فَكاتِمُ الحُبِّ إن لم يَقْضِ من كَمدٍ | فإنه لإصابات الردى هدف |
كَسَاتِر النَّارِ في أثْوابِه غَرَراً | بها، تُحرِّقُه يَوماً وتنكَشِفُ |
هَل يَخْتَفي الحبُّ، أو يُغنى الحُجودُ، إذا | تحدثت بالهوى أجفانك الذرف |
كم من هوى للمغالي فيه رتبة من | نَالَ المَعَالِي، وفي إسرَافِه شَرفُ |
ويح المفارق لا صبر يؤازره | ولا تشتت شمل الحيي يأتلف |
يزيده يأسه منهم بهم شغفاً | وقلَّما يتَلاقَى اليأسُ والشَّغَفُ |
على شَفَا جُرُفٍ من شَوقِه، وأَرى | أن سَوف يَنْهَارُ من وجدٍ به الجُرفُ |
يا غافلين عن القلب الذي كلموا | بَيْنِهِم، وعَنِ الطَّرفِ الذى طَرَفُوا |
تَفديكُم مُهجتى ، لا أرتَضى لكُمُ | فداء جسمي وهو الناحل الدنف |
حاشاكم من جوى قلبي ولوعته | عليكُمُ، وحَشاً للوَجْدِ تَرتجِفُ |
لَن ألُومُ! ومَن ذَالي يَرّق إذا | شكوت بَثِّي، أو أَرْدَانَى ِ اللَّهَفُ |
أنا الذي شط عن أحبابه ثقة ً | بصبرِه، وهو بالتَّفرِيط مُعترفُ |
فارقتُهمْ، وهُمُ عصرُ الشَّباب، ومَا | من الشَّباب ولاَ مِن عصرِه خَلَفُ |
وحيثُ كانُوا، وشطَّتْ دَارُهُم، فَلَهم | منّي هوًى بُسَوِيْدَا القلب مُلتَحِف |