دُكَّانُ أمين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كانَ دُكَّانُ أمينْ | مِنْ زواياهُ يَمُرُّ العَالَمُ الثالثُ | و الرَّابعُ و العاشِرْ !! | يَمُرُّ الناسُ | و الأطفالُ يأتُونَ بأسلاكِ النُّحَاسْ | و يَبِيعُونَ التَّعَبْ | و يَبِيعُونَ قليلاً | مِنْ شَقَا قَيلولةِ كَسْلَى | يَبِيعُونَ قليلاً | مِن ظِلالِ النخلِ | و الفَقرِ الجَميلْ !! | *** | كانَ دُكَّانُ أمينْ | مِنْ تجاعيد الأساطير القَديمَةْ | و بقايا البَحرِ في قَلبِ المدينةْ | رَقَدَ العُمْرُ على أعتابِهِ | والتواريخُ غَفَت | تَلْثُمُ الأمسَ | وتَشتَمُّ حَنينَهْ | كانَ عُنواناً خُرافياً جَميلاً | مِنْ عناوينَ المدينةْ | *** | كانَ | كانَ | وَيحَ كانَ ! | تَحَّفَت حُلمَ القَمَرْ | تَحَّفَت مَوّالَنا البَحرِيْ | و ألعَابَ الصِّغَرْ | سَردَبَتنا في كُهوفِ الذاكِرةْ | وَيحَ كانَ | عِندما صِرنا بلا وَجهٍ !! ، أتتنا ! | تَرسُمُ الماضيَ وَجهاً ! | و مِنَ اليوم المُقَرصَنْ | سَرَقَت ساعاتِنا !! | وَيحَ كانَ | تَخلُقُ الأعذارَ و الحُزنَ | لِيَومٍ مُنكَسِرْ ! | *** | يا أمينْ | يا أمينْ | عُدْ وخُذْ ما شِئتَ | مِنْ غَيرِ ثَمَنْ | يا أمينْ | عُد حنيناً و اشتياقاً | مِن خلايا سُوقِنا المسقوفِ | بالذكرى و أحلامِ التُرابْ | عُد بما أبقَيتَ مِنْ ذاكرةِ المِلحِ | و أنفاسِ الفَخَارْ | يا أمينْ | عُد بِوَجهَينِ | لأِرضٍ و وَطَنْ | وضَعِ الميزانَ للقلبِ | وخُذ ما شِئتَ | مِنْ هذا الشَّجَنْ | *** | سَيِّدَ السوقِ القديمْ | كيفَ تَرضى | أنْ تُزَاحِمَني وجُوهٌ | مِنْ رُخامٍ و دُخَانْ ؟ | كَيفَ تنساني | مَع النسيانِ و الأحزانِ | كَيفْ ؟! | يا أمينْ | لَنْ أقولَ اليومَ | مَنْ أنتَ | و مَنْ هذا الزمانْ ! | لَنْ أُعَرِّي قَدَريْ | يا أمينْ | رُبَّما أنت كقَلبي | تَعشَقُ الصمتَ و تَمضي | بَعدَ إِنزَالِ الستائِرْ | و انـهِزَامِ البَهلَوانْ !! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سالم أبوجمهور القبيسي) .