اللوز المرّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا لعينيك ِ ، ولا للّوز ِ ، | ان مرّ بعينيك ِ ، | ولا للخُضرة النشوى على جفنيك ِ | أعراقُ رمادي | لم يعُدْ لي في جوازي | صورةٌ قد يطرب القلب اليها | صفحةٌ قد تختم الغِيد عليها | فلقد سلّمتُ للخمسينَ | أوراق اعتمادي | انني أعبر في عينيك مسحوراً | الى عهد الطفولهْ | وحكاياتي الجميلهْ | ودعاء ٍ طالما عادته أمّي : | " خضَّر الله سِنيكْ !" ، | صورته في الأذن لحنُ | وقعه في القلب أمنُ | ولعيني في دياجي العمر | - ما أكثرَ – عينُ | ولأمّي في دُعاها | خضرة العينين واللوز | وذكرى ليس يمحوها المشيبْ: | يزحف الليل وامضي | حاملاً باكورة اللوز ِ | الى الثغر الحبيبْ | ارتمي في حضنها الدافي | وألقي في يديها بضع حبات ٍ | لاُجزى قُبلة كالطلِّ | في الغصن الرطيبْ | قبل أن تأكل منه ساءلتني : | " أيُّ نوع ذاكَ ؟ " | قلت : " الحلوُ يا أمي ! " ، | وصار الحلو مرَّا | صرخت أمي ، طحَتْني : | " كبَّ كلَّ اللوز برَّا " | وأنا المجروح منها لم أفكِّرْ | ان أمي قد تُجازيني | على الاكرام طرَّا : | "ليس في لوزاتنا في الكرم | فوق العين حلوٌ ، | كلّه مرٌّ ، وما احضرتَهُ | حلو على اصحابه ، مرٌّ علينا ، | رجست منك اليدانْ " . | وهما ما زالتا ، | ان رمتُ وجهًا ، | قبل أن ابدأ فيه ، | تُرعَدان : | أهو المرّ الحلالُ | أم هو الحلو الحرامُ ؟ | اصبح المرّ حليفا | وغدا الحلو مخيفا | وأنا واللوز حتى اليوم | ضدّان على مرّ الزمانْ . . . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (جريس دبيات) .