(الى لونا حفيدتنا الاولى ) |
. |
انا في يديك كما كنت في ظلّ ذاك الزمانْ |
صبيّا يفيق على دعوة الطير فجرا |
ويغدو مَشوقاً اليها بمطَّاطة الصيد بين الجِنانْ |
يناديه صوتان: صوت العصافير فوق القناة على غصن رمَّانة آمنه |
وصوت الدفاتر تدعو الى الدرس في الساعة الثامنه |
وبين النداءين شيء من الوقت كيما يغافلَ كيما يصيدْ |
وليست تعين على الصَّيب عين سديده |
كما لاتعين على الرمي ايدٍ شديده |
فيعزو الى الحظّ ، حتى الى اليوم ، خيباته العاثره |
ويمضي الى الدرس علَّ الدفاتر تُغنيه عن هذه اللعبة الخاسره |
*** |
اكون لديك سعيداً كما كنت في ظلّ ذاك الزمانْ |
وبين زماني وذاك الزمان عتاب طويل على الذاكره |
وفي بحر عينيك ما يُغرق الذاكره |
ويُلقي سلاماً على العمر عَبْر المشيب الى الآخره |
ويجعل بالي خليًّا ويومي هنيًّا |
ولا شيء يقتات وقتي |
سوى وجه لونا |
ونظرة لونا |
وضحكتها العَذبة الغامره |
*** |
وعيناك بحرٌ |
هما زرقة البحر عند الظهيره |
ويُسْراهما ، للذي يعشق العوم ، فيها جزيره |
وعاقبة العَوْم في بحر عينيك تبدو عسيره |
ولا بدَّ من مأمن – بقعة للنجاه |
وعيناك ، يا حلوتي ، تعشقان الحياه . |
*** |
وعيناك بحر |
وفي البحر ، اذْ يغطِس الغاطسون ، سِرٌّ ملوَّن |
من البدء لون ولون يخالف ممّا تكوَّن |
وفيه الغرائب فيه العجائب ما لا يُعَدُّ |
وفيه لمن يرقب الكون جزرٌ ومدُّ |
وفيه وفيها ، لمن يعشقُ الحسن ، ماء ووعدُ |
*** |
على بحر عينيك خُضْرُ الأهلَّة مِثل الزوارقْ |
تُحيط ببدر من المسك طافٍ وغارق |
خريطة عينيك ميناء فوضى |
اساطيل تأتي وأخرى تفارق |
وما من رقيب على ايّ مارق |
*** |
وعيناك بحر اذا الدمع يجري |
يُحَرِّق قلبي كقنديل بحر |
تسيل الدموعُ سلاماً عليك |
وتبقى عليَّ كحبَّات جمْر |
*** |
انا رهنُ عينيك يا حلوتي |
انا تحتَ امرك يا دميتي |
ولكن بشرط بعيد المدى |
تكونين أُولى حكايا الصباح |
فتُلقين عني غطاء الكرى |
وكابوسَ ليل طويل سرى |
اذاالليل فتَّح بعض الجراحْ |
انا خاتم طيِّع في يديْك |
اذا الصبح من وجنتيك ابتدا |
*** |
اكون سعيدًا كما كنت في ظلِّ ذاك الزمان |
سعيداً بشعرك ينساب مثل الحكايا الغريبه |
سعيدًا بوجهك يشبه وجهي كما أدّعي ... |
لعلّي أعيد اليّ بهذا التشابه شيئًا من العمر والذكريات الحبيبه |
يَمُدُّ يديَّ اليك الولَعْ |
يَصُدُّك عنّي كثير الدَّلَع |
اقبِّل خدَّيْك حتى الأذى |
اعضعضُ زنديك حتى الوجع |
والعب دوْرا لكي ترجعي |
وترمين قدَّك في اضلعي |
وأغلق خلفك باب الجَنانْ . |
*** |
وعيناك بحر |
وفي بحر عينيك تصفو السماءْ |
ارى فيهما كيف يزهو الضياء |
ارى فيهما كيف ينمو الشتاء |
ارى صورةَ اللهِ اكثرَ ما قد يكون النقاء |
أصلِّي لعينَيك يا حلوتي |
وادعو ليقبل ربي الدعاء... |
*** |
كفركنا – آب 2008 |