دَعَا الوَفَاءُ وَهَذَا وَقْتُ تَبْيَانِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دَعَا الوَفَاءُ وَهَذَا وَقْتُ تَبْيَانِ | فَاجْهَرْ بِمَا شِئْتَ مِنْ فَضْل وَإحْسَانِ |
وَاذْكُرْ صُروحاً لِسَمْعَانَ مُشَيَّدَةً | لَمْ يَبْنِهَا من عُصُورٍ قَبْلَهُ بانِي |
نَهَى تَوَاضُعُهُ عن أن تَشِيدَ بِهِ | فَاليَوْمُ لاَ تَكُ لِلنَّاهِي بِمِذْعَانِ |
وَحَدِّثِ الشَّرْقَ وَالأَقْوَامُ مُصْغِيَةً | عَمَّا أحَدَّ لَهُ فِيهَا من الشَّانِ |
ألَمْ يَكُ الشَّرْقُ مَهْدَ الفَجْرِ أجْمَعِهِ | فِي كُلِّ فَنِّ أَخْذَنَاهُ وَعِرْفَانِ |
تَجَاهَلَتْ قَدْرُهُ الدُّنْيَا وَمَا جَهَلَتْ | لَكِنَّ قَدِيمٍ رَهْنُ نَسْيَانِ |
تِلْكَ القِوَى لَمْ تَزَلْ فِي القَوْمِ كَامِنَةً | وإن طَوَتْهَا اللَّيَالِي مُنْذُ أزْمَانِ |
هِيَ الكُنُوزُ الَّتِي لَوْ قُوِّمَتْ لأَبَتْ | نَفَاسَةً كُلِّ تَقْويمٍ بِأَثْمَانِ |
ظَلَّ الجُمُودُ عَلَى أَبْوَابِهِ رَصْداً | حَتَّى تَجَلِّتْ فَفَاقَتْ كُلَّ حَسْبَانِ |
أمْجِدْ بِسَمْعَانَ إذْ أَبْدَى رَوَائِعِهَا | وَرُدَّ حُجَّةَ من مَارَى بِبُرْهَانِ |
فَقَدْ أمَاطَ حِجَابَ الرَّيبِ عن هِمَمٍ | إن أُطْلِقَتْ سَبَقَتْ فِي كُلِّ مَيْدَانِ |
وَسَارَ فِي طَلَبِ العَلْيَاءِ سِيرَتَهُ | لاَ يَرْتَضِي بِمَقَامٍ دُونَ كِيوَانِ |
فَعَزَّ فِي شَمْلِهِ وَالشَّمْلُ عَزَّ بِهِ | وَرُبَّ فَرْدٍ بِهِ بَعْثٌ لأِوْطَانِ |
فَتْحٌ جَدِيدٌ لِهَذَا العَصْرِ يُقْرَأُ فِي | عُنوَانِهِِ اسْمُ سَلِيبٍ وَاسْمُ سَمْعَانِ |
سَليمٌ العَلَمُ الفَرْدُ الَّذِي بَعُدَتْ | بِهِ النَّوى وَهْوَ فِي آثَارِهِ دَانِي |
الحَازِمُ العَازِمُ المَرْهُوبُ جَانِبُهُ | وَالمَانِحُ الصَّافِحُ المَحْبُوثُ فِي آنِ |
فِي دَوْحَةِ الصَّيْدْنَاوِيِّ الَّتِي بَسَقَتْ | إلى العَنَانِ هُمَا فِي النُّبْلِ صِنْوَانِ |
صِنْوَانِ إنْ يَكُ حَالَ البَيْنُ بِيْنَهُمَا | فَقَدْ زَكَا بِمَكَانِ الأوَّلِ الثَّاني |
وَفِي فُرُعِهَمَا مَن تُسْتَدَامُ بِهِ | خَيْرُ الحَيَالتَيْنِ لِلْبَاقِي وَلِلْفَاني |
مِنْ كُلِّ رَيَّانِ ذِي ظِلٍّ وَذِي ثَمَرٍ | صُلْبٍ عَلَى الدَّهْرِ أن يَعْصِفْ بِحُدْثان |
سَمْعَانُ دَامَتْ لَكَ النُّعْمَى وَدُمْتَ لَهَا | فَأَنْتَ أوْلَى بِهَا من كُلِّ إنْسَانِ |
خَمْسُونَ عَاماً تَقَضَّتْ فِي مُجَاهَدَةٍ | شَرِيفَةٍ بَيْنَ تَأثِيلٍ وَبُنْيَانِ |
لَقَيْتَ مُنْفَرِداً فِيهَا العَنَاءَ وَمَا | نَسَيْتَ فِي الغَنْمِ حَظَّ البَائِسِ العَانِي |
سَلْسَلْتَهَا فِي كِتَابٍ كُلُّهُ غُرَرٌ | مِنَ المَحَامِد لَمْ تُوصَمْ بِأَدْرَانِ |
إلَيْكَ بِاسْمِ مِئَاتٍ أنْتَ كَافِلُهُمْ | مِنْ حاسِبينَ وَكُتَّابٍ وَأَعْوَانِ |
وَبِاسْمِ آلافِ أَطْفَالٍ تُقَوِّمُهُمْ | عَلَى مَبَادئِ تَهْذِيبٍ وَإيْمانِ |
وَبِاسْمِ شَتَّى جَمَاعَاتٍ تُؤَازِرُهَا | عَلَى تَبَايُنِ أجْنَاسٍ وَأدْيَانِ |
أُهْدِي التَّهَانِي فِي شِعْرٍ نَظَمْتُ بِهِ | أَغْلَى القَلاَئِدِ مِنْ دُرٍّ وَعِقْبَانِ |
شَفَّافَةٍ بِسَنَاهَا عَنْ سَرَائِرِهِمْ | وَمَا أكَنَّتْهُ مِنْ وُدِّ وَشُكْرَانِ |
لاَ زَالَ بَيْنُكَ مَا مَرَّتْ بِهِ حِقَبٌ | حَلِيفَ نُجْحٍ وَإقْبَالٍ وَعُمْرَانِ |
يَعْتَزُّ مِنْكَ بِتَاحٍ ثَابِتٍ أبَداً | وَمِنْ بَنِيكَ بِأعْضَادٍ وَأَرْكَانِ |
لاَ فَرْقَ فِي ابْنٍ إذَا عُدُّوا وَلاَ ابْنِ أخٍ | وَهَلْ هُمْ غَيْرُ أَنْدَادٍ وَإخْوَانِ |
مَهمَا يُولَّوهُ مِنْ أمرٍ فَإنَّ لَهُمْ | فِيهِ تَصَارِيفَ إبْدَاعٍ وَاتْقَانِ |
هُمُ الشَّبَابُ الأُولَى تَعْتَزُّ أُمَّتُهُمْ | بِهِمْ إذَا أُمَمٌ بَاهَتْ بِفُتيَانِ |