"1" |
يخرج ُ ( المهديُّ ) من عزم الرجال ْ |
حين نبني من وثوب الشوق ِ |
شمساً للسنابل ْ |
ونقيمُ الليلَ من أحلامنا , |
من دمنا , |
وشبابيك العيون ْ |
من أماني القادمين ْ |
ورجاء الراحلين ْ |
تركوا غُصَّتهم فينا وساروا في الغمام ْ |
"2" |
يخرج المهديُّ من حزن المساكين ِ |
والآمِ العراةِ الفقراء ْ |
ويتامى |
غزلوا البؤس لباساً ورجاء ْ |
وتعروا للسماء ْ |
غير مستائين َ |
فالجوع ُ كما الموتُ .. قضاء ْ |
" 3" |
يخرجُ المهديُُّ من سيف أبي ذرٍ |
وأشلاء الحسين ْ |
خبأته كربلاء ْ |
في عيون الطلقاء ْ |
في أحتمالات ِ و إيماء الكلام ْ |
في شرود القمحِ |
في ليل ٍ كنضج الدمِ أرخى |
وجدَه ُ للريحِ |
في شرخ النجوم ْ |
والمداءاتِ وموّال الفصول ْ |
"4" |
جرحُنا أكبر من تهويمة الصوفي |
وأوهام الحداثه ْ |
قتلوا ، حُمقاً ، أباهم ، واستباحوا |
الخيلَ والليلَ وخبتَ الكلمات ْ |
وتداعوا في نفايات البلاغة ْ |
واستداروا يفقئون المتنبي |
ويشيعون : |
" على القوم السلام ..." |
جرحنا أكبر من سحر الحداثة ْ |
ومسيخ ِ الكلمات ْ |
يخرجُ المهديُّ من بين دماء المتنبي |
وشرود المتنبي |
قلقٍ في المتنبي |
وحريقِ ِ المتنبي .. |
بيرقاً للمؤمنين ْ |
الحفاة الحالمين ْ |
سكنوا ماء َ الكلام ْ |
"5" |
جرحنا أكبر لو كنت عليماً |
بلغات الخيل والسيف وأسرار القتال ْ |
لرأيت الموت َ حلماً عربياً ، |
ومضى |
في حُلمك الأقصى الحسينُ بن علي |
"6" |
حرجنا أكبر لو يدري الطُغاة الظالمون |
من سراب النُّصب الجُّلى |
وأشباه الرجال ْ |
وكرابيج السجون ْ |
خيلنا مسمولةُ العينين غرثى والزمانُ العربي |
والبطولاتُ |
استدارت للوراء |
ثم عادت للوراء |
ثم طاب العيش في بهوًّ الوراء ْ |
"7" |
من لهذا الجرحِ في عز النزيف ْ |
من لهذا الجرح في عصر السلام ْ |
وأكاذيب السلام ْ |
واشتقاقات السلام ... |
جرحنا رفضُ الخرافة ْ |
وحصارُ الليل من كل الجهات ْ |
ولقاء الأعور الدجال ِ |
في ليل القيامة ْ |
___________ |
صنعاء /3/8/1996 م |