إلى مقرئ منتصف الليل*
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أيها الصوت العميق كالذكريات، كحفر القنابل | أعدني إلى البصرة.. إلى تهامة | وصيفاً للأميرات | أو راوياً في مجالس الملوك | لا تتركني وحيداً أنا وصرتي | على قارعة القرن العشرين. | * | ماذا أفعل بهذه المدن واللافتات والشوارع | لست راقصة لأعيش تحت الأضواء | ولا بطلاً لأحيا بين الجماهير | إنني مجرد بدوي مشقق الروح والقدمين | يضع خفه تحت إبطه | وينتقل من عصر إلى عصر | كما ينتقل المشرد من قطار إلى قطار. | أيتها الكلمات المزخرفة كمقابض السيوف | والآيات المتشابكة كالزيزفون في الربيع | بك أحتمي | وبك أستجير | عندما تنزع الأوتاد وترغي الجمال وتطفأ النيران | ادرجوني أنا واسمي وذكرياتي وأحلامي | كبساط.. كخيمة | وانقلوني تحت ضوء القمر | إلى أعماق الصحراء | إن رائحة الإبل | تعشش في صدري كحليب الأم | وحداء القوافل الغابرة | يتعالى من قمة رأسي كدخان البراكين. | ____________ | * الشيخ محمود خليل الحصري | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد الماغوط) .