أغنية لباب توما ..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حلوه عيونُ النساءِ في باب توما | حلوه حلوه | وهي ترنو حزينةً إلى الليل والخبز والسكارى | وجميلةٌ تلك الأكتافُ الغجريةُ على الاسّره .. | لتمنحني البكاء والشهوة يا أمي | ليتني حصاةٌ ملونةٌ على الرصيف | أو أغنيةٌ طويلةٌ في الزقاق | هناك في تجويفٍ من الوحلِ الأملس | يذكرني بالجوع والشفاه المشرده ، | حيث الأطفالُ الصغار | يتدفقون كالملاريا | أمام الله والشوارع الدامسه | ليتني وردةٌ جوريةٌ في حديقة ما | يقطفني شاعرٌ كئيب في أواخر النهار | أو حانةٌ من الخشب الأحمر | يرتادها المطرُ والغرباء | ومن شبابيكي الملطَّخة بالخمر والذباب | تخرج الضوضاءُ الكسوله | إلى زقاقنا الذي ينتجُ الكآبةَ والعيون الخضر | حيث الأقدامُ الهزيله | ترتعُ دونما غاية في الظلام ... | أشتهي أن أكون صفصافةً خضراء قرب الكنيسه | أو صليباً من الذهب على صدر عذراء ، | تقلي السمك لحبيبها العائد من المقهى | وفي عينيها الجميلتين | ترفرفُ حمامتان من بنفسج | أشتهي أن أقبِّل طفلاً صغيراً في باب توما | ومن شفتيه الورديتين ، | تنبعثُ رائحةُ الثدي الذي أرضَعَه ، | فأنا ما زلتُ وحيداً وقاسياً | أنا غريبٌ يا أمي . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد الماغوط) .