يا لعهد الصبا تقضي وشيك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا لعهد الصبا تقضي وشيكا | بين أهل فارقتهم غير سال |
في بلادٍ ردت إليها فؤادي | كل أرضٍ حططت فيها رحالي |
أي شجوٍ تثيره في حشا المش | تاق ذكرى سهولها والجبال |
أي ماء عذبٍ وأي هواءٍ | أرج في الرياض والأدغال |
أي بحر زمردي محاط | بإطارٍ من عسجدي الرمال |
أي حسنٍ في كل ما تقع العي | ن عليه من مونقات المجالي |
من كأبنائها وقد نازلوا الده | ر فزكوا أحسابهم بالنزال |
إن يقلوا عدا فسل في مدى ال | قطبين عنهم جلائل الأعمال |
علمتهم صم الجلاميد في جو | ن الأخاديد أو ضواحي القلال |
ما هو الحزم في إتقاء المهاوي | ما هو العزم في إرتقاء المعالي |
ما يقول الأقدام في كاذب الأو | جال تلقاء صادق الآجال |
يا بني أمنا الأولى اغتربوا عن | ها وجالوا في الأرض كل مجال |
بين معمورها وغامرها بي | ن الجنوب النائي وبين الشمال |
وبحسن البلاء في كل قطر | يمموه كانوا فخار الجوالي |
فأعزوا مواطناً أنبتتهم | بضروب من باهرات الفعال |
يا بني أمنا بمصر ومنهم | عن يميني أعزةً وشمالي |
أمة الشرق تزدهي بالبنين الصي | د منكم وبالبنات الغوالي |
ورجال في كل علمٍ وفن | وابتداعٍ هم صفوة في الرجال |
ونساء بكل حسن وإحسا | ن شريف هن الغواني الحوالي |
إن مصر التي نفرنا إليها | بحمولٍ من الهموم ثقال |
يوم كانت ربوعنا تحت رقٍ | وبنوها الأحرار في الأغلال |
والدعاة الهداة إلا إذا | لاذوا بمصر يسقون مر النكال |
أنزلتنا داراً من العز تسلى | كل ناءٍ عن داره غير قال |
لم يضق صدرها الرحيب على ما | كلفته بلاجئ أو بجال |
ذاك عصر عانى به العرب | ما عانوه من محنةٍ ومن إذلال |
فتقضى لا يصحب الحمد ذكرا | ه وجاءت أيام الاستقلال |
دول حرة تجدد فيها | تالد المجد بعد الإضمحلال |
تتولى مصر الزعامة فيه | وهي حقٌ ما حوله من نضال |
جنه عند جنه عند أخرى | آهٍ لو ظل حبلها في اتصال |
وطن واحدٌ فإن نقل الأو | طان فالجمع فيه جمع اشتمال |
كلا اللَه وادي النيل هل | أوتي وادٍ كحسنه والجلال |
وكهذا الخصب العجيب الذي كا | ن وما زال مضرب الأمثال |
وكهذا الشعب الأمين الذي أو | تي أحلى شمائلٍ وخصال |
وكهذا شعبٌ حر السجايا سخى | وأبى عن عزة لا اختيال |
دائب شاد مجده خالد الآ | ثار من بكرة القرون الخوالي |
باسلٌ لم تزده إلا ثباتاً | غمرات رمته بالأهوال |
صابرٌ طاول الزمان إلى أن | رد أدباره إلى إقبال |