ما اخْتَصَّ فَاجِعُ خَطْبِكَ التَّمْثِيلاَ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما اخْتَصَّ فَاجِعُ خَطْبِكَ التَّمْثِيلاَ | عَمَّ البِلاَد أَسى وَنَالَ النِّيَلا |
يَا مُحْيِياً فَنا وَمَيْتاً دُونَهُ | يَا لَيْتَ حَظَّكَ مِنْهُ كَانَ قَلِيلاَ |
أَصبَحْتَ مُوجِدَهُ وبِتَّ فَقِيدَهُ | قُتِلَ الْعُقوقُ كَمِ اسْتَبَاحَ قَتِيلاَ |
أَبَتِ السلاَمَةُ أَنْ تُعِيذَكَ بِاسْمِهَا | أَجَلُ الفَتَى لاَ يَقبَلُ التَّأْجِيَلا |
ذَهَبتْ لَيَالٍ كُنْتَ بُلْبُلَ أُنْسِهَا | آناً وَآناً عُذْرَهَا المَقْبُولاَ |
وَالمُسْتَحَبَّ سَمَاعُهُ وَلِقَاؤُهُ | فِي عَالَمٍ أَبْدَعْتَهُ تَخْيِيلاَ |
هَيْهَاتَ يرْجِعُ بَعْضُ ذَاكَ ورُبَّمَا | كانَ الزَّمَانُ بِبَعضِ ذاكَ بخِيلاَ |
عهْدٌ غَنمْنَا الحلْو مِنْ أَوْقاتِهِ | حَتْى اسْتَمرَّ ولَمْ يَكنْ مَمْلولاَ |
وَلَّيتَ مصطحِباً قلوباً لاَ تَرَى | مِن بَعْدِك الصَّبْرَ الْجمِيلَ جمِيلاَ |
تَبْكِي أَبِيَّاً لَوْذَعِيّاً بَالِغاً | فِي فَنَّهِ مَا جَاوَزَ المأْمُولاَ |
غَنَّى ونَاحَ شَجا وَسرَّ مُبَدَّلاً | مَا يَقْتَضِيهِ فَنُّهُ تَبْدِيلاَ |
ظَلَّتْ تُرَدِّدُ شَدْوَهُ أَوْ شَجْوهُ | مُتَعَاقِبَيْنِ تَذَكراً وَذُهُولاَ |
يَعْتَادُهَا مِنْ لَحْنِه مَا اسْتَسْلَفَتْ | فَتُعِيدُهُ نَوْحاً عَلَيْهِ طويلاَ |
لِلهِ نَعْشُكَ فِي السْنَاءِ كَانَهُ | فُلْكٌ تَهَادَى مُوسَعاً تَبجِيلاَ |
يَطْوِي الْعنَانَ ضُحًى وَنَحْسَبُهُ عَلَى | بَحْرٍ تَضَرَّمَ بِالشَّجَى مَحْمُولاَ |
أَرْضَى الولاَءَ مُشَيِّعُوهُ وَإِنَّهُمْ | لَلأَكْرَمُونَ عَلَى الْوَفَاءِ قَبِيلاَ |
فِي رحمَةِ الرَّحْمَنِ فِي رِضْوَانِهِ | فِي عَفْوِهِ وَكَفَى بِهِ مَسْؤُولاَ |
رِدْ فِي حِنَانِ الخُلْدِ أَصْفَى مَوْرِدٍ | تُرْوِي بِهِ ظَمْأَى النُّفُوسِ غَلِيلاَ |
وَاغْنَمْ جِوَاراً لِلْمَلاَئِكِ طَاهِراً | لَيْسَ التَّحِيَّةُ فِيهِ إِلاَّ قِيلاَ |
تُصْغِي إِلَى العُلْوِيِّ مِنْ تَرْتِيلِهَا | وَتُجِيبُهَا بِنَظِيرِهِ تَرِتيلاَ |