أما قتلتَ ديارَ الحيِّ عرفانا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أما قتلتَ ديارَ الحيِّ عرفانا | يومَ الكفافة ِ بعدَ الحيِّ إذ بانا |
إلاّّ توهُّمَ آياتٍ بمنزلة ٍ | هاجَتْ عليكَ لُباناتٍ وأَحْزانا |
قِفْ ساعَة ً ثمَّ أمّا كنتَ مُدَّكِراً | وباكياً عَبْرَة ً يوماً فَمِلْ آنا |
ولو بكيتَ الصِّبا يوماً وميعتهُ | إذَنْ بَكَيْتَ على ما فاتَ أَزمانا |
من شِرَّة ٍ من شَبابٍ لَسْتَ راجعَهُ | حتَّى يزورَ ثَبِيراً صَخْرُ لبْنانا |
لم يُعْطَ قلبُكَ عن سُعْدى ولو بَخِلَتْ | صبراً ولم تسقِ عنها النَّفسَ سلوانا |
فاقْصِدْ برأيِكَ عنها قَصْدَ مُجْتَنِبٍ | ما لا تطيقُ فقد دانتك أديانا |
عَهْدِي بها صَلْتَهَ الخَدَّينِ واضِحَة ً | حَوْراءَ مثلَ مهاة ِ الرَّمْلِ مِبْدانا |
مُقْنِعَة ً في اعتدالِ الخَلْقِ خَرْعَبَة ً | تكسو الترائبَ ياقوتاً ومرجانا |
يصفو لنا العيشُ والدنيا إذا رضيت | وقد تكدّرُ ما لم ترضَ دنيانا |
لولا الحياءُ طلبنا يومَ ذي بقرٍ | مِمَّنْ تَغَوَّرَ قَصْدَ البيتِ أَظْعانا |
بيضُ السوالفِ يورثنَ القلوبَ جوى ً | لا يستطيع له الإنسانُ كتمانا |
قالَ العَواذِلُ قد حاربتَ في فَنَنٍ | من الصِّبا وشباب الغصنِ ريعانا |
ومن يطعهنَّ يقرع سنهُ ندماً | ولا يَكُنَّ لهُ في الخيرِ أَعوانا |
لا يرضَ من سخطة ٍ والحقُّ مغضبة ٌ | من كان من فضلنا المعلومِ غضبانا |
تلقَى ذُرَى خِنْدِفٍ دُوني وتَغْضَبُ لي | إذا غَضِبْتُ بنو قيسِ بن عَيْلانا |
حيّاً حلالاً نفى الأعداءَ عزُّهمُ | حتَّى أَطَرْنا بهمْ مَثْنَى وَوُحْدانا |
أَوفَى مَعَدِّ وأولاهُمْ بِمَكْرُمَة ٍ | وأعظمُ الناسِ أحلاماً وسلطانا |
من شاءَ عدَّ ملوكاً لا كفاءَ لهم | منا ومن شاءَ منّا عدَّ فرسانا |
إذا الملوكُ اجرَهَدَّتْ غيرَ نازعة ٍ | كانوا لها في احتدامِ الموتِ أقرانا |
حتَّى تلينَ وما لانوا وقد لقيت | أَعداؤُنا حَرَباً منهم ولِيَّانا |
فهمُ كذلكَ من كادوا فإنَّ لهُ | إنْ لَمْ يَمُتْ مِنْهُمُ ذُلاَّ وإثْخانا |
لا ينكرُ الناسُ من ورائهم | في الحربِ نرعاهُمُ واللَّه يرعانا |
أحياؤنا خيرُ احياءِ وأكرمهم | وخيرُ موتَى من الأمواتِ موتانا |
منَّا الرسولُ نخيرُ الناسَ كلَّهمُ | ولا نِحاشِي من الأقوامِ إنْسانا |
وذاكَ نورٌ هدى الله العبادَ بهِ | من بعدِ خبطهمُ صمّاً وعميانا |
فأبْصَرُوا فاستبانَ الرُّشْدَ مُشعِرة ً | بعد الضلالِ قلوبُ الناسِ إيمانا |
فينا الخلافة ُ والشُّورى وقاداتها | فَمَنْ له عند أمرٍ مثلُ شورانا |
أَو مثلُ أَوَّلِنا أَو مثلُ آخِرِنا | أَو مثلُ أَنسابِنا أَو مثلُ مَقْرانا |
وكلُّ حيِّ لهُ قلبٌ يعيشُ بهِ | في الناسِ أصبحَ يرجُونا وَيَخْشانا |
نبغي قريشاً ويأبنى الله ربُّهمُ | الا اصطناعَهُمُ نَصْراً وإحْسانا |
وما قريشٌ إذا غضَّت حروبهمُ | يوماً بأَكْلَة ِ جافي الدينِ غَرْثانا |
وما أرادهمُ باغٍ يَغُشُّهُمُ | يبغِي الزيادَة الا ازدادَ نُقصْانا |
قومٌ إذا الحمدُ لم يوجد له ثمنُ | ألفيتَ عندهمُ للحمدِ أثمانا |
قُماقِمُ العِزِّ لا يَفَرى خطيبُهمُ | ولا يقومُ إذا ما قامَ خَزْيانا |
قد جَرَّبتهمْ حروبُ الناسِ واقتبستْ | منهم ثواقِبُ نارِ الحربِ نيرانا |
فلم يلينوا لهم في كلِّ معجمة ٍ | ولم يَرَوْا منهمُ في الحربِ إدْهانا |
إذا الشياطينُ رامتهم بأجمعهم | لم يبقِ منهم جنودُ الله شيطانا |
هُمُ العرانينُ والأثرونَ قبض حَصى ً | وَجَوْهَرِ السَّرِّ والعِيدانِ عِيدانا |
والأكرمونَ نِصاباً في أَرُومتِهم | والأثقلونَ على الأعداءِ أركانا |