أَلأُسْرَتانِ كمَا توَدُّهُمَا العُلَى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَلأُسْرَتانِ كمَا توَدُّهُمَا العُلَى | وَالنَّبَعانِ مِنَ النَّجَادِ الأَشْرَفِ |
مَا أكْرَمَ الصِّلةَ الَّتِي جَمَعَتْهُمَا | وَقوَامُهَا كَلِفٌ بِغيْرِ تكلَّفِ |
قدْ بُورِكتْ فسَمِعْتُ ترْنِيمَ المْنى | وَسَمعْتُ لِلأَمْلاَكِ أَطْيَبَ معْزِفِ |
فِي ليْلَةٍ نَفَحَتْ غوَالِي عِطْرَهَا | نفْحاً يُذَّكيهُ أَرِيجُ القرْقفِ |
بَذَلَ السَّخاءُ بِهَا الأَطايِبَ وَانْتحَى | نحْواً جَمِيلاً فِي طِرَازِ المقْصِفِ |
فتَلأْلأَتْ أَنْوَارُهَا وَتناثرَتْ | أَزْهَارُهَا وَنِظامُهَا اللُّطْفُ الخفِي |
آيَاتُ سَيِّدَةِ الحِمَى وَبَنِي الحِمَى | أَنَّ السَّمَاحَةَ عِنْدَهُمْ فِي مَأْلفِ |
جُورجِيتُ فِي رَوْضِ الأَوَانِسِ زهْرَةٌ | مِنْ عُنْصُرِ الزَّهْرِ الأَحَبّ الأَلْطفِ |
ناهيك مِنْ فنِّ وَمِنْ فِطَنٍ بِلا | زهْوٍ وَمِنْ ظرْف بِغيرِ تظرُّفِ |
أَلنُّبْلُ حَيْثُ تِميلُ فِي أَعْطافِهَا | وَبِغْيرِ تقْوَى اللهِ لمْ تتعَطَّفِ |
بَيْنَ ازْدَهارِ جَمالِهَا وَحَيَائِهَا | تقِفُ العُيُونُ بِهَا وَلم تسْتوْقَفِ |
زفَّتْ إِلى رُوبرتُ وَهْوَ أَحَقُّ مَنْ | تخْتارُهُ ذاتُ الكمَالِ وَتصْطفِي |
أَدَبٌ وَأَخْلاقٌ سَمَتْ وَمَعَارِفٌ | مَهْمَا يرِدْ مِنْ حَوْضِهَا لاَ يَكْتَفِ |
وَسَرِيرَةٌ نزَهَتْ وَنفْسٌ حُرَّةٌ | لمْ تَصْطَنِعْ شِيماً وَلمْ تتصَنَّفِ |
مَا أَبْهجَ الكفُوئَينِ ضَمَّهُمَا الهَوَى | يَقِفَانِ مِنْهُ مِثْلَ هَذَا المَوْقِفِ |
مُتَمَاثِلَيْنِ سَجيَّةً وَمَزِيَّةً | مُتَعَاهِدَيْنِ عَلَى هُدَى وَتَعَفُّفِ |
فَلْيَسْعَدا وَلْتَتَّسِقْ لَهُمَا المُنَى | فِي كلِّ مَعْنىً مُوِنقٍ وَمُشْرَّفِ |