بين الله والإنسان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إن كنت لا تعرف سر دمعة يذرفها الفقير | يسقي بها خريفه العطشان في لهاثه المرير | فيزرع الوهم على جفونه بستانه النضير | ثماره دانية القطاف | ظلاله وارفة الضفاف | لكنها لا شيء حين ينحني ويبسط اليمين | حزينة مسكينة مقـهورة الدعاء والأنين | تقول من حسرتها رباه | يامسرعا في خطوة لله | خفقة قلب تنقذ الحياه | وتخدع المحروم عن أساه | إن كنت لا تبصر هذا السر في خشوعك القرير | فأي شيء نحوه سبابة كذابة تشير | إن كنت لا تسمع سر آهة على فم اليتيم | تسمعها لكنها تمرق من ريائك الرخيم | أنشودة من وتر عاثت عليه رعشة النسيم | يعزفها تلفت سجين | من نظرة شلت على الجبين | يغتالها المـلال والحيرة والتوجـع الدفين | ويشتكي إباؤها الشقي من سخرية العيون | يصيح من أغلاله رباه | يامسرعا في خطوة لله | خفقة قلب تنقذ الحياة | قبل اتجاه الخطو للصلاة | إن كنت لاتسمع هذا السر في بكائه الأليم | فأي رب نحوه اتجهت في سجودك العظيم | *** | إن كنت لاتدري بأن الله لم يظللك في نعمته | إلا لتمتد بها للبائس المحروم من لقمته | لكل كف شلها البغي لتنساب إلى نظرته | وتغتدي بوجهه الرحيق | يلعق منه زيفك العريق | ويترك الإحساس بالإنسان في إيمائها الحزين | متاهة صماء رن فوقها تفجع السنين | يصيح من أساه يارباه | ياساجدا بوجهه لله | يامغرق الوجوه في تقاه | وسابحا بالزورفي هداه | إن كنت لم تدر ضياء الله فيم شع من رحمته | فكيف يازور التقى كفنت هذا السر في سجدته | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمود حسن إسماعيل) .