المستجيرة
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
(وتنكرت فى ذاتى، فقدمت لى الرحيق لتروى ظمأها من عذابى... | ثم جـاءت تســتجير)* | وقالت : أجرنى ! | فقلت: اخسئـى | فمن غير رب السماء المجير ! | تعاميت .. حتى ركبت الظلام | على هودج من ضباب الغرور | جناحاه من شهوات الحياة | *** | ومن يأسها فى لقاء المصير | هوى بـك فى قاع ليل بهيم | تدورين فــيـه بخطو الضرير | دعينى ..فمالى يد فى أساك ! | ولا عبرت فى طريقى خطاك | تنكرت .. حتى وهى ساعداك | فأقبلت،نادمة تستجير | *** | تنكرت فى ..وصورتنى | لوجه الحياة كما تشتهين | ففى الروض ،كنت نديم الربى | وأنت التى بالشذى تسكرين ! | تقولين:هذا ربيع الجمال | فأظما .. وأنت التى تشربين ! | وأسرى بدرب الحياة العميق | *** | فأرنو ..وأنت تعبرين ! | أنادى .. وللسر يمضى صداك | وأشدو ..وبالسحر يحظى غناك | وأشقى ..وما كان الا شقاك | وأدعو ..وما كان الا دعاك | يداى الى الله مبسوطة | وأنت التى طيها تضرعين !! | *** | لبست بى الشبح المستعار | وزورتنى بين زور الحياة | وأبكى بدمعك ..لكننى | أرى لك سخرية من أساه | تلثمت بى فى هدوء الظلام | وفى الهول ألقيتنى فى دجاه | وجئت تنادين غوث الهلاك | وممن ؟ من المشتكى من لظاك ! | وممن غدا رزؤه من نداك ! | وممن غدا دعوة فى سماك | مضيعة أرجعتها الغيوب | الى صدرها من طريق الاله !! | *** | دخلت بى الحان فى مرة | وكان اتجاهى الى المعبد | وكان صلاتى قبل الصلاة | مزمير علوية المورد | فخطفتها من دمى للحريق | وقلت لى :اليوم قبل الغد ! | اذا كنت للنور صب الحنين | فقرب شفاهك من موقدى | ..وقربت :حتى طوانى هواك | وذوبتنى قطرة فى صفاك | ولما انتهى السر .. طارت خطاك | وأومت لسر بعيد عصاك.. | فوليت وجهى الى سحره | كأنى مصلٍ بلا مسجدا ! | فلاحت لقلبى سفوح وضاء | وروض عرفناه منذ الازل | أزاهيره مؤمنات العبير | وأطياره قانتات الزجل | وأنهاره من ضفاف المتاب | تحدرن بالندم المشتعل | فألقيت عمرى بأعتابه | وناديت حتى تلاشى الأمل | وأومأت شوقا لعلى أراك | لعلى أرى شافعا من لقاك | لعلى ..بقبضة نور يداك | تضئ السبيل !! فصدت سماك | وخلفتنى فى الفلا استجير | وأزمعت بين ربيع وظل !! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمود حسن إسماعيل) .