قالت له التلال |
لما أتاها هارباً من ســاحة القتالْ: |
" ويلٌ لأمثالك ، يا جبانْ ! |
مَن لتراب الوطن المهانْ |
إذا تخلى عنه في محنته الرجالْ !" |
- ما كنتُ يوماً ما جباناً ....إنما السؤال |
من أجل ماذا ينبغي علي أن أموتْ |
أنا الذي لا بيتَ لي في هذه البيـوت |
و لم أرثْ شيئاً سوى الفاقة و الأغلالْ ؟ ! |
* |
لكنها أرضكَ..أنظر هذه التلالْ |
و هذه السهولْ |
ألا ترى تنوع الجمال |
في هذه الأودية الخضْر لدى تنوع الفصول ؟ |
ألا ترى الأدواح وهي تفرش الظلال |
على الثرى ، و الأرض وهي تنبت الثمار و البقول ؟ |
غداً يجيء عسـكر المغول |
يملأ من خيرات هذا الوطن السلال |
و كل ما يملكه شعبك قد يؤول |
إلى غريب طارىء لم يثنِهِ شيء عن الدخولْ ! |
- سيانِ عندي جاء أو لم يجىء الغزاةْ |
فنحن نقتات على الحالين بالفتات ! |
لم نرَ في حياتنا شيئاً سـوى الظــــلام |
و نحن من يُقـتَل في الحرب..و من يُظلم في السـلامْ |
ليغرف الباقون من مباهج الحياة ! |
* |
- و هل نسيتَ ، أيها الناجي من القتال ، |
فتاتك السـمراء ذات الجسد الممشـوق و الغدائر الطوالْ |
ألم تفكر أنها قد تعرف الجوع و قد تواجه الإذلال ؟ |
و ربما يسـلبها الغزاة |
أعز ما تملكه فتاة ؟ ! |
فتاتيَ السـمراء ذات الجسـد الممشـوق و الغدائر الطوال |
- أ واه..ما أعمق ما هيجت من شجونْ |
زُفت إلى منزل شـيخ ٍ طاعن ٍ مأفونْ |
أفرغ في حجر أبيها حفنة ً من مال ! |
* |
و اعتصمتْ بصمتها التلالُ..لكنْ بقي السـؤالْ |
يرن في سـمع الفتى: يا أيها الجبانْ |
من لتراب الوطن المهان |
إذا تخلى عنه في محنته الرجالْ ؟ ! |
__________ |
دمشـق 1972 |