هذِي الْمَفَاخِرُ فِي تَبَايُنِهَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذِي الْمَفَاخِرُ فِي تَبَايُنِهَا | مَجْمُوعَةٌ لَمْ يَحْوِهَا قَصْرُ |
فِي كُلِّ مَوْقِع لَحْظَةٍ عَجَبٌ | يَصْطَادُ مِنْهُ اللَّذَةَ الفِكْرُ |
تُحَفٌ مِنَ الْفَنِّ الرَّفِيعِ يُرَى | فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ بِهَا سِحْرُ |
فِيهَا أَفَانِينُ الرَّوَائعِ مِن | عَصْرٍ يَلِيهِ بِغَيْرِهَا عَصْرُ |
هَذَا هُوَ الْكَرَمُ الْخَلِيقُ بِهِ | مَنْ لاَ يُسَامِي قدْرَهُ قَدْرُ |
فِي بَيْتِ مَجْدٍ كَانَ مِنْ قِدَمٍ | بَيْتاً تَتِيهُ بِجَاهِهِ مِصْرُ |
نُورُ الهُدَى أَبْهَى الحُلَى بِه | وَشُعَاعُهَا الأَخْلاَقُ وَالطُّهْرُ |
يَا رَبَّةَ الصُرْحِ الْمُنِيفِ وَمَنْ | زِينَاتُهُ الآدابُ وَالشِّعْرُ |
كَمْ فِي رِحَابِكِ عُزَّ مُنْتَسِبٍ | وَزَكَا عَلَى تَفْرِيعِهِ الأَصْرُ |
الْيَوْمُ نُؤْنِسُ مِنْ نِدَاكِ بِهَا | طَرْفاً وَمِلْءَ صدُورِنا شكرُ |
سِيزَا فَتاةُ ثَقَافَةٍ وَحِجىً | نَبَغَتْ وَمَا أَنْدَادِهَا كُثْرُ |
فِي نَهْضَةِ الْجِنْسِ اللَّطِيفِ لَقَدْ | دَرَتِ الكِنَانَةُ أَنَّهَا الْبِكْرُ |
تَبِعَتْ هُدَى فَاعْتَزَّ جَانِبُهَا | وَلِكُلِّ مَنْ تَبِعَ الْهُدَى الْفَخْرُ |
اشْهَدْتنَا فِي يَوْمِ خُطْبَتِهَا | يَوْماً يَضِنُّ بِمِثْلِه العُمْرُ |
نِعْمَ الْعَرُوسُ أَصَابَ خُطْوَتِهِ | فِي قَلْبِهَا كَفْؤُ لَهَا حُرُّ |
قَدْ نوَّلَتْ يَدَهَا صُنَّاعُ يَدٍ | فِي الْفَنِّ مَرْفوعاً لَهُ ذِكْرُ |
يَبْنِي التَمَاثِيلَ الحِسَانَ وَفِي | كُلٍّ يَرُوعُ الصَّوْغُ وَالسِّرُّ |
كُفُؤَانِ قَدْ صَلحَا لِيَنتظِمَا | فِي الْبَيْتِ أَكْمَلَ شَطْرَهُ الشّطْرُ |
لِتَدُمْ مُجَارَاةُ الْمُنَى لَهُمَا | وَيَظلُّ فِي إِقْبَاِلهِ الدَّهْرُ |