أَنْظُرْ إِلى حُسْنِ هَذَا الطَّائِرِ الهَزِجِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَنْظُرْ إِلى حُسْنِ هَذَا الطَّائِرِ الهَزِجِ | وَحُسْنِ بَهْجَةِ زَهْرِ الرَّوْضَةِ البَهجِ |
هَاتِيكَ تُجْلَى وَهَذَا مُطْرِبٌ غَرِدٌ | مِنْ فَوْقِ مِنْبَرِ عُودِ المَنْدَل الأَرجِ |
فَعَاطِنِي يَا رَشِيقَ القَدُ مَا اعْتَصَرَتْ | يَدُ المَلاَحةِ لِي مِنْ طَرْفِكَ الغَنِجِ |
فَمَا المُدَامَةُ في سَلْبِ العُقُولِ بِهَا | مَا لسُّكْرُ أَسْلَبُ مِنْ عَيْنَيْكَ للمُهَجِ |
صِرْفاً فإنْ رُمْتَ مَزْجاً يَا مُنَى أَمَلِي | دَعْهَا بِرِقَّةِ وَجْدِي فِيْكَ تَمْتَزِجِ |
كَمْ بِتُ في لَيْلَةٍ أَرْيَاجُهَا غَلَبَتْ | عَلى التشَعُّثِ ضَوءَ الشَّمْسِ فِي السُّرُجِ |
صَرَخْتُ فِيْهَا بِإِسْمِكَ كَيْ أُصَبِّرَهَا | مِنْ لُؤلُوءٍ بَعْدَ ما كَانَتْ مِنَ السَّيَجِ |
وَكَمْ فَتَحْتُ لِضَيْفِ الطَّيْفِ مِنْ سَرَفِي | بَابَ المَنَايَا فَأَنْبَا عَمَّى لَمْ يَلِجِ |
وَكَمْ سَأَلْتُ حُدَاةَ العِيسِ أَنْ يَقِفُوا | في رَسْمِ مَنْزِلِهِ أَوْ سَفْحِ مُنْعَرَجِ |
وكَمْ بَذَلْتُ جَميِعِي غَيْرَ مُكْتَرِثٍ | وَصُنْتُ سِرِّكَ في قَلْبٍ عَلَيْكَ شَجِي |
وَشِمْتُ بَرْقاً عَلى الجَرْعَاءِ أَخْفَقَ مِنْ | قَلْبِي عَلَيْكَ وَجَفنٍ فِيكَ مُخْتَلِجِ |
حَتَّى سَمِعُتُ لِكَ البُشْرَ لِتَهْنَأَ قَدْ | ذُكِرْتَ ثَمَّ عَلى مَا فِيكَ مِنْ عِوَجِ |
وَصَارَ ثَبْتُكَ في مَجْرَى تَحَنُّنِ فِي | إِيْجَابِ سِرِّى مِنْ نَفْسٍ عَلى نَهَجِ |
فَلَمْ أَقُلْ لِلصَّبَا مِنْ بَعْدِهَا احْتَمِلِي | لِلَمِّ شَخْصِي وَلاَ نَحْوَ الخِيَامِ عُجِي |