بِعِنَايَةِ اللّهِ الجَدِيدَةِ أَبْشِرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بِعِنَايَةِ اللّهِ الجَدِيدَةِ أَبْشِرِ | وَاهْنَأْ بِطَالِعِهَا السِعيدِ المُسْفِرِ |
جَاءَتْ عَلَى أَثرِ النَّجَاةِ فَضاعَفَتْ | مَعْنى رِعَايَةِ رَبِّكَ المتَكَبِّرِ |
فَاحْمَدْ لِرَبِّكَ يَا مَلِيكِي فَضْلَهُ | فِيما بَدا مِنْهُ وَفِي المُتنَظَّرِ |
أَرأَيْتَ يَا مَوْلاَيَ شَعْبَكَ مُعْرَبِاً | لك عَنْ هَوًىَ فِي صِدْقِهِ لَمْ تمْترِ |
شَعْبٌ هُوَ الحرُّ اسْترقَّ لِبُؤْسِهِ | فأَعَدْتَهُ بِاليُسْرِ حقَّ محَرَّرِ |
أَكرَمْتَهُ فرَفَعْتَه فِي نفْسِهِ | فَإِذَا تَفانَى فِي هَوَاكَ فَأَجْدِرِ |
صَرَّفْتَ فِي إِصْلاَحِهِ وَصَلاَحِهِ | رِفْقَ الحَلِيمِ وَفِطْنَةَ المُتَبَصِّرِ |
سُبْحَانَ مَنْ آتَاك جُودَ سَحَابَةٍ | وَجَلاَءَ صَمْصَامٍ وَهَيْبَةَ قَسْوَرِ |
حَسْبُ الكِنانةِ أَنَها بِكَ أَصْبَحَتْ | قَطْبَ العُرُوبَةِ بَدْوِهَا وَالحُضَّرِ |
تسْعَى مَمَالِكهَا إِليْكَ وَقدْ رَأَتْ | بِيَدَيْكَ رَايَةَ الاتَّحَادِ الأَكْبرِ |
هَيْهَاتَ يُنسَى مِنْ جَمِيلِك مَا وَقى | لُبنانَ صَوْلَةَ الاِعْتِدَاءِ الأَنكرِ |
مَا أَشبَهَ الفَاروقَ بِالفارُوقِ مِنْ | مُتَقَدِّمٍ عَهْداً وَمِنْ مُتأَخِّرِ |
أَلعاهِلُ الوَرِعُ الَّذِي هُوَ قدْوَةً | وَهُدىً لِكلِّ مُهلِّلٍ وَمُكبِّرِ |
أَوْلَى شُؤُونَ الدِّينِ جُهْداً جَاءَ فِي | عُنْوَانِهِ إِعْلاءُ شَأْنِ الأَزْهَرِ |
هَلْ بِالكِنَانِة حَاجَةٌ لَمْ يَقْضِها | لِرُقِيِّهَا فِي مَخبَرٍ أَوْ مَظْهَرِ |
تتسَاءَلُ الطَّبَقَاتُ أَيَّتُهَا الَّتِي | فَازَتْ مِنَ النُّعْمَى بِحظٍّ أَوْفَرِ |
مَا فِي القَضَاءِ وَلاَ الإِدَارةِ عَامِلٌ | إِلاَّ واسْتَمَدَّ شُعَاعَ ذَاكَ النَّيِّرِ |
فِي كلِّ أَجْزَاءِ الحكومَةِ أَمْرُهُ | كُلٌّ وَتصْدُرُ كُلُّهَا عَنْ مَصْدَرِ |
أَنْمَى المَعَارِفَ وَالفُنُونَ وَأيُّهَا | فِي ظِلِّهِ وَبِفَضْلِهِ لَمْ يُزْهِرِ |
مَنَحَ الريَاضَةَ فِي اخْتِلاَفِ ضُرُوبِهَا | حِسّاً وَمَعْنىً هِمَّةً لَمْ تُنْكَرِ |
أَزْكَى ذَخَائِرَ الاقْتِصادِ زِرَاعَةً | وَصِنَاعَة بِعَزِيمَةٍ لَمْ تُذْخَرِ |
أَوْفَى عَلَى جيْشٍ غَدا وَنِظَامُهُ | أَرْقَى مِثَالٍ فِي نِظَامِ العَسْكرِ |
مسْتَكمِلٌ عُدَدَ الجِلادِ وَدونَهَا | بَأْسٌ كفِيلُ النَّصْرِ إِنْ لَمْ تَنْصُرِ |
أَمَّا السَّوَادُ فَقَدْ جَبَاهُ مَلِيكُهُ | بِمَآثرٍ عَنْ غَيْرهِ لَمْ تُؤْثَرِ |
كَثُرَتْ بِما يعْدُو مُناُه وَإِنَّمَا | هِي مِنْكَ يَا مَوْلاَيَ لَمْ تُسْتَكْثَرِ |
أَوْرَدْتَهُ مِنْ نِيلِهِ مَاءً صَفَا | لِلوَارِدِينَ وَطَابَ طِيْبَ الكَوْثَرِ |
وَغَذوْتَهُ وَكسَوْتَهُ وَأَسَوْتَهُ | وَكَفَيْتهُ عِلَلَ المَرِيضِ المُعْسِرِ |
وَبَعَثْتَ هِمَّةَ كُلَّ مُقتَبَلِ الصِّبَا | وَغَمَرْتَ بِالأَلْطَافِ كُلَّ مُعَمَّرِ |
جُودُ المَلِيكِ بِهِ الغَنَاءُ وَكَمْ يَد | قَدْ ضَاعَفَتْهَا فِطْنَةُ المُتَخَيِّرِ |
مَنَحَ القِرَى أَهْلَ الدَّساكِرِ وَالقُرَى | وَالشَّهْرُ عِنْدَ اللّهِ خَيْرُ الأَشهُرِ |
وَاسْتَمْتَعَ الطُّلاَّبُ حَولَ سِمَاطِهِ | بِالعِزِّ فِي ذَاكَ الجَنابِ الأَخْضَرِ |
إِذْ يَطْعَمُ الفَمُ فِيهِ أَشْهَى مَطْعمٍ | وَالعَيْنُ تَنْظُرُ فِيهِ أَبْهى مَنْظَرِ |
ويُثَابُ بِالإِقْبَالِ عَزْمُ مُبَرِّزٍ | وَيُحَثُّ بِالآمَالِ عَزْمُ مُقَصِّرِ |
هَذا هُوَ الفَضْلُ الَّذِي مابَعْدَهُ | فَضلٌ وَليْسَ وَرَاءَهُ مِنْ مَفْخَرِ |
فَارُوقُ عِشْ وَابْلُغْ نِهَايَاتِ العُلَى | وبِمَا تَشَاءُ مِنَ الأَمَانِيِّ اظْفَرِ |
وَلْتهْنَإِ الدُّنْيَا بِنَسْلِكَ وَلَيَدُمْ | يُمْنُ التَّسلْسُلِ فِي شَرِيفِ العُنْصُرِ |