مركب ووقود
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ناموا وصوت العز أفضل غائبِ | ونأوا فصار القلب أول ذائب |
كيف السكوت وقصدهم غير الحمى | كيف السبيل لردع جل مصائبي |
كان الغرام بصحوتي لي سلوة | وخياله عند الهجود مصاحبي |
يا غائبين عن الفؤاد لهجركم | أعتى من السهم المدبب صائب |
يا راحلين إلى الكرى بنهارهم | نوم الضحى كنوازل ونوائب |
قد قيل إن العرب ضاق فضاؤها | من قال إن القوم دون مآرب |
فأشعة خلف المساء وضوءها | للقوم نور بعد ليل راسب |
وضربت آفاق الفضاء بمركب | من خلفه نيرانه كثواقب |
وعناصر الغازات حرق صارخ | ألوان طيف في دخان لاهب |
ويرى العباد شعاعه ووميضه | لكأنه نجم بغير شوائب |
ويرى النجوم مدارها مستهلك | فيدور حول الكون أمرح لاعب |
شبح يطير إلى الفضاء محاذيا | قمم الجبال وحد صوت صاخب |
كالريح هاجت كي تزيح صخورها | فتهشمت وسرت كرمل سائب |
قد ثبتت بين الضلوع زعانف | تزهو كرمح مستدب الجانب |
بأمامه نبل دقيق جارح | وشراره كالشهب ليس بشاحب |
جسد ويلمع في السماء حديده | من حجمه يرسو كقطب جاذب |
إن مر فوق الأرض وقت ظهيرة | لا نسل جنح الليل تحت الحاجب |
في حوضه شاشات راءٍ همها | في جني صورة نجمة في حاسب |
والمركز الآلي فيه محطة | فيها خيالات لكل حواسبي |
لي مقودي خلف الزجاج ومقعدي | لي خوذتي تبدو كرأس محارب |
بعد المجال وشدها في سكرة | فالأرض جرم يختفي من غائب |
ولقد عرفت نجومكم ودروبها | وأنا لقومي بتُّ أحسن راغب |
يا طالبين فلاح شرق أينكم | إني لوحدي لن أنال مطالبي |
إني بكوكب حبكم وغرامكم | نفذ الوقود وكلَّ عزم الراكب |
يا ملهمين دمار شرق ويلكم | إن تتركوا نفطي تهلُّ مواكبي |