نداء العجوز
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعوني فالحياة بكم رياءُ ! | ذروني في الفلا ، ظل وماءُ |
لئن عظمت عقول في جفاء | لقد صغرت قلوب والبناء |
ضعيف صرح إنسان إذا ما | علا يوما وداخله عراء |
يسير الوقت في وقف الليالي | ويسرح فيه من وجد نقاء |
ويصرخ من خلال الوقت جسر | ويعبر في محطته الفناء |
ويعلو بالكرامة من سـقاها | ويأسر قلب حاملها الوفاء |
ويمشي بالسفاهة من رعاها | ويغلب صوت صاحبها العواء |
إليها تسعة لن يتركوها | ومنها يرحم المرء الدعاء |
تجاهل قوم أرضي ما أذاهم | وشيدتِ المصانع والقباء |
صروح قبّـلتْ نجم الأعالي | برأس مصمت حُقنت سماء |
ولكن يرتمي للقاع كنز | نفوس قدرها ألف وباء |
عبيد للزمان وفيه غدر | يذل المرء لو مُنح الطلاء |
عديم اللب لا يرجو صوابا | وجمع حصاده كيس هباء |
جسور للحياة فلا نراها | فبين الوصل للعليا خلاء |
وروحي كانت الأيام تسقي | دواء كان يدفعه البلاء |
بعيد عن ملاحم أهل أرضي | فلا درع ، ولي يهوى الشقاء |
تئن الروح من وجد وقرح | فيهرم في مداخلها العزاء |
فعند الفطم نادتها عجوز | تراها كيف يرسمها البقاء ؟ |
بوجه من أخاديد لعهد | ومنها حكمة وبها بهاء |
وقالت : يا قديرا في حنين | لقد كبرت بحارتك الجراء |
حنيني للأراضي بات شهما | حنيني روضة وبها ثواء |
ومالي للذي فيها حنين | جموع ليس ينفعها عطاء |
طربنا للسلامة يا صديقي | وجيل اليوم يطربه الغناء |
ونترك طفلنا من غير دفء | بيوم ليس يعجبنا العناء |
وجاء الغرب يعرك في مصير | وعند الغرب من جاعوا سواء |
تمن حياتنا ما قد رعتنا | ونجهل ما لنا تعطي السماء |
لئن ضاعت مواكب أهل عزم | وباتت في مخالبه ظباء |
لقامت في ديار القوم جند | بفكر شاحذ خرج الضياء |
فحرب الفكر أقسى من قتال | وحرب الفكر عقل واتقاء |
ينال الفكر في وقت مقاما | فيبعث في جوانبه الشتاء |
يهاب الخصم فكرا في عقول | يضيء على مرابعها المساء |
فيا قوما أهيبوا بالمعالي | فتنصقل المعادن والرواء |