لا أناديكِ... فأنتِ الآن صوتي |
ونواحُ القلبِ، |
موسيقى انهمارِ الفلِّ في الأجراسِ |
في زرقةِ وقتي |
أنتِ تلقائيّةُ النَّهرِ الرّبيعيِّ |
ومن ضفّةِ نيسانَ ولدتِ... |
لو رأيتُ الطّفلةَ العذراءَ في المهدِ |
وداعبتُ بأطرافِ مسائي قدميها |
ما الَّذي يُمْكنُ أن يحدثَ لوْ عادت بنا أحصنةُ العمر |
إلى مرعى البداياتِ؟ |
أأختارُ مراياكِ؟ وأنحازُ إلى الغامضِ في عينيكِ، |
والواضحِ في نهديكِ؟ |
هل آخذُ شكل الكرنفالِ المتنامي |
شجراً يرمي علينا ماءَ موسيقى على يَنبوعها الأعلى ارتفعتِ؟ |
هل أرى الأنثى الّتي بالأمسِ كنتِ؟ |
وأشدّ الكونَ من أطرافهِ، أطويهِ مابين يديها؟ |
وأسلِّي وحشةَ الرَّقصِ بإيقاعٍ لقاءٍ أم خصامْ؟ |
هل تجيئينَ من الماضي هديلا |
فيه أهتزّ أراجيحَ من اللّوزِ، |
وتصطادينَ أعماقي غزالاً نافراً |
نوَّرَهُ عشبُكِ، فانداحَ على الأرضِ جميلاً؟... |
....... ........ ........ |
عاد نيسانُ إلى أهدابكِ الحرّة حرّاً |
يتشظَّى رغبةً في رغبةٍ |
برعماً في برعمٍ |
وحشيشاً طازجاً في أرض أحلامي... |
أعيديني إلى ماعادَ من نيسانَ، |
كيفَ الصّبحُ يَعْرَى خلفَ شبَّاكِكِ، |
كفّاكِ امتدادٌ لحنيني المترامي |
عاد نيسان... فنامي |
في فراشٍ ناعمٍ بين عظامي |
عاد نيسان... وهذا أوّل التَّطوافِ |
حول الجسدِ الحافي |
على سجّادةِ الحلْمِ الخرافي |
عاد نيسان.. فإنْ عوّدتُ نيسانَ على تقبيلِ أقدامِكِ، |
أو تطريزِ شفَّاف الثَّنايا |
وقطافِ الصَّحوِ من يَنبوعِكِ الصافي |
وإن أفرغتُ ياقوتاً من الشَّهواتِ في إبريقِكِ |
الماسيِّ، |
لا تنطفئي، ما أنتِ من يطفئ نيرانَ القوافي |
عندما تنزل من أعلى دمي حتَّى تُداني |
شجرَ الأعماقِ في قلبكِ، |
إذ تحلو عناقيدُ القِطافِ |
أنتِ من خفتُ عليها |
وتكسَّرتُ عليها كمرايا من حنانٍ |
فإذا جئتُكِ مجنوناً من الألوانِ، |
أعياداًمن الماءِ، |
على ردفيكِ أغلقتُ ضفافي |
لا تخافي |
هي خطْواتٌ إلى ربٍّ صغيرٍ |
قد نربّيه معاً، |
نطعمُهُ الفستقَ والبندقَ واللَّوزَ وحبَّات العنبْ |
هو: شبَّاكٌ على نيسان يدنو بعد يومينِ |
وعرسينِ، فلا تبتعدي إمَّا اقتربْ |
أنتِ بابُ الجمرِ في هذا الصَّقيعِ المحتجَبْ |
لهبُ الخلق وخلقٌ من لهبْ... |
___________ |
29/آذار/ 1995 |