أرشيف الشعر العربي

باب على نيسان

باب على نيسان

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

لا أناديكِ... فأنتِ الآن صوتي‏

ونواحُ القلبِ،‏

موسيقى انهمارِ الفلِّ في الأجراسِ‏

في زرقةِ وقتي‏

أنتِ تلقائيّةُ النَّهرِ الرّبيعيِّ‏

ومن ضفّةِ نيسانَ ولدتِ...‏

لو رأيتُ الطّفلةَ العذراءَ في المهدِ‏

وداعبتُ بأطرافِ مسائي قدميها‏

ما الَّذي يُمْكنُ أن يحدثَ لوْ عادت بنا أحصنةُ العمر‏

إلى مرعى البداياتِ؟‏

أأختارُ مراياكِ؟ وأنحازُ إلى الغامضِ في عينيكِ،‏

والواضحِ في نهديكِ؟‏

هل آخذُ شكل الكرنفالِ المتنامي‏

شجراً يرمي علينا ماءَ موسيقى على يَنبوعها الأعلى ارتفعتِ؟‏

هل أرى الأنثى الّتي بالأمسِ كنتِ؟‏

وأشدّ الكونَ من أطرافهِ، أطويهِ مابين يديها؟‏

وأسلِّي وحشةَ الرَّقصِ بإيقاعٍ لقاءٍ أم خصامْ؟‏

هل تجيئينَ من الماضي هديلا‏

فيه أهتزّ أراجيحَ من اللّوزِ،‏

وتصطادينَ أعماقي غزالاً نافراً‏

نوَّرَهُ عشبُكِ، فانداحَ على الأرضِ جميلاً؟...‏

....... ........ ........‏

عاد نيسانُ إلى أهدابكِ الحرّة حرّاً‏

يتشظَّى رغبةً في رغبةٍ‏

برعماً في برعمٍ‏

وحشيشاً طازجاً في أرض أحلامي...‏

أعيديني إلى ماعادَ من نيسانَ،‏

كيفَ الصّبحُ يَعْرَى خلفَ شبَّاكِكِ،‏

كفّاكِ امتدادٌ لحنيني المترامي‏

عاد نيسان... فنامي‏

في فراشٍ ناعمٍ بين عظامي‏

عاد نيسان... وهذا أوّل التَّطوافِ‏

حول الجسدِ الحافي‏

على سجّادةِ الحلْمِ الخرافي‏

عاد نيسان.. فإنْ عوّدتُ نيسانَ على تقبيلِ أقدامِكِ،‏

أو تطريزِ شفَّاف الثَّنايا‏

وقطافِ الصَّحوِ من يَنبوعِكِ الصافي‏

وإن أفرغتُ ياقوتاً من الشَّهواتِ في إبريقِكِ‏

الماسيِّ،‏

لا تنطفئي، ما أنتِ من يطفئ نيرانَ القوافي‏

عندما تنزل من أعلى دمي حتَّى تُداني‏

شجرَ الأعماقِ في قلبكِ،‏

إذ تحلو عناقيدُ القِطافِ‏

أنتِ من خفتُ عليها‏

وتكسَّرتُ عليها كمرايا من حنانٍ‏

فإذا جئتُكِ مجنوناً من الألوانِ،‏

أعياداًمن الماءِ،‏

على ردفيكِ أغلقتُ ضفافي‏

لا تخافي‏

هي خطْواتٌ إلى ربٍّ صغيرٍ‏

قد نربّيه معاً،‏

نطعمُهُ الفستقَ والبندقَ واللَّوزَ وحبَّات العنبْ‏

هو: شبَّاكٌ على نيسان يدنو بعد يومينِ‏

وعرسينِ، فلا تبتعدي إمَّا اقتربْ‏

أنتِ بابُ الجمرِ في هذا الصَّقيعِ المحتجَبْ‏

لهبُ الخلق وخلقٌ من لهبْ...‏

___________

29/آذار/ 1995‏

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (علاء الدين عبد المولى) .


مشكاة أسفل ٢