أرشيف الشعر العربي

إنْ هو إلاَّ و حيٌ....

إنْ هو إلاَّ و حيٌ....

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

أحبّكِ كيفما اتّجه الكلامُ‏

أنا المبعوثُ بين يديكِ، يُوحى‏

إليَّ الشّعرُ، يشرق بي سلامُ‏

حرائق عالمي الآتي تراءتْ‏

وجوهكِ من نوافذها البعيدَهْ‏

ورمَّمني اللّهيب، فلست أدري‏

جحيمٌ في الأصابع أم قصيدَهْ؟‏

ذهلت عن الحضورِ، وكلُّ وجهٍ‏

سواكِ يلفُّه غبشٌ قديمُ‏

ضجيجُ الكائناتِ هنا خريفٌ‏

تدورُ به رؤى سودٌ عقيمُ‏

خلعتُ نسيجهم عنّي، فطقسي‏

قريباً أم بعيداً في عراءٍ‏

كلامُكِ في يدي ذهبٌ مشعٌّ‏

أنا في صَفْوه أبداً مقيمُ‏

ليَكْثُرَ بيننا خَلْقٌ عظيمُ‏

أزفّ بك القصائدَ، وهي ظلٌّ‏

لنوركِ، وهي قرآن كريمُ؟‏

سأدخلُ بابكِ العالي مطلاًّ‏

على ينبوع ميلادٍ مصفَّى‏

هنا الأسرارُ تكتمها الخلايا‏

تشفّ، وتصطفيني كي أشفَّا‏

أخافُ عليكِ من ذكرى رمادٍ‏

تفاجئُ عريكَ الرّيّانَ خوفاً‏

أخافُ بكاء قلبَيْنا شتاءً‏

ونحن نموت كي نختارَ صيفاَ‏

صَفَوْنا يا معذّبتي غراما‏

ونحن من الدّموع الزّرق أصفى‏

إليكِ خروجُ روحي في مداها‏

تقِّطرُ بوحَها الشِّعريَّ نزفا‏

جفوني كونُ أشواقٍ تعالى‏

تعاطى خمرةَ الملكوتِ صِرْفا‏

سكرتُ وهمتُ حتَّى طيَّرتْني‏

رياحُ الوجدِ تعصفُ فيَّ عصفا‏

أمدّ بساطَ أضلاعي وأغفو‏

وأعلم جَهْرَ أحزاني وأَخْفى‏

وكان الكونُ قرب يدي صغيراً‏

ووجهكِ طائرٌ في القلبِ رفَّا‏

أنا مزمارُ شهوات خصيبٌ‏

يجلُّ الصَّوتُ فيه أن يجفَّا‏

أنا فَتْحُ الخطايا تحت جلدي‏

ولدتُ لمرَّةٍ ، لأحبَّ أَلْفا...‏

... ... ...‏

أحبّكِ أنتِ نسياناً وذكرى‏

ومائدةً من الصَّبواتِ سكرى‏

أشيّدُ فيكِ ميلاداً جليّاً‏

أباركُ عنده قلبي المعرَّى‏

ومتَّهَمٌ بغزلانِ البوادي‏

وليس سوى دمي المسفوحِ عُذْرا‏

صُلبتُ على جمالكِ، لم أُشبَّهْ‏

لمن يبنون للشّبُهاتِ جسراً‏

أنا فيضانُ حسٍّ كارثيٍّ‏

مراثٍ أُنْهِكَتْ مدّاً وجزْراً‏

أنا خَتْمُ النُّبوّةِ فوق ظَهري‏

أرتّل للهوى سِفْراً فسِفرا‏

أنا الأُمِّيُّ في غار العذارى‏

يناديني الفضاءُ البكرُ: إقرا...‏

يشل الجمرُ، من وجدٍ، لساني‏

فأقرأُ آيةً، وتضيعُ أخرى‏

يظلّلني غمام أنثويٌّ‏

وأنضَحُ في الطّريقِ إليكِ عطرا‏

أتيتكِ ناسياً فِقْهَ الوصايا‏

فصُبِّي فيَّ علمِكِ يا (بحيرى)...‏

___________

2/أيار/1995‏

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (علاء الدين عبد المولى) .


روائع الشيخ عبدالكريم خضير