عذرتُ غيابها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كانتْ إذا ما حدَّثتني | أستثيرُ ركابَها | كيما ألاقي دفئها وسحابَها | كانتْ إذا ما عاتبتني | خلتُ أنَّ الأرضَ ضيقةٌ | وما من خيمةٍ عندي | لأطرقَ بابَها | ما أصعبَ الساعاتِ .. أذكرها | وأذكرُ لهفتي الكبرى | لتفتحَ بابَها | وإذا التقينا في ذُرى الآدابِ | لم نكتبْ من الأشعارِ ما يبقى | ولا يوماً كتبنا قصةً تُحكى | إذا أمْلتْ عليَّ كتابَها | كان موعدنا الضحى | وستائرُ الجدرانِ تعرفنا ضحى | والخوفُ ملحمةٌ من الماضي | كسرنا نابَها | كانت إذا ما جاملتني صدفةً | بين الرفاقِ أتيهُ من فرحٍ | وأدركُ أنني | لامستُ خارطةَ الهنا وقبابَها | ولمستُ رائحةَ الندى | وعصرتُ خاصرة الشذى | وسترتُ عورةَ لهفتي | لما دخلتُ حجابَها | كانت إذا ما أغضبتني .. وهي لمْ | تغضب كثيراً | كنتُ أرفعها على هُدُبي | لتتركَ فوقَ خارطةِ الخصامِ سرابَها | كنت أعشقها وتعشقني | وأحرسها وتحفظني | وأكتبها وتُلهمني | فأكتبُ فوق منتجعِ الرخامِ خطابَها | وقصيدتي الأولى لها | كانت نذوراً | يا أعادَ الله كل نذورها | كي أستردَّ شبابها | كانتْ .. وكم كانتْ | ولكني رضيتُ بقسمةِ المنفى لها | لما عذرتُ غيابَها | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (كريم معتوق) .