ينامُ المخيَّمُ، |
والأَرزُ متّكأ ويسوعُ بن مريمَ في الجوعِ |
قبلَ اهتزازِ جذوعِ النخيلِ، |
سلامٌ على الأرضِ من شهوةِ الدَّمِ، |
إن السماءَ السخيّةَ تمطرُ ناراً، على |
أمَّةٍ أُخرجتْ، |
ليس يحفظُ ابناءَها الجائعينَ تُقاها، |
وظلّتْ - على طُهرِها - مُذنِبَهْ |
**** |
ينامُ المخيَّمُ، |
والأمَّّهاتُ الحريصاتُ يُخفينَ أبناءَهنَّ المواليدَ |
من غضب البرِّ والبَحْرِ، |
لا يخرجونَ، ولكنّهم، يخرجونَ، |
الشوارعُ مسكونةٌ بالرصاص وإنّ الزوايا |
العتيمات بالقنص، من لا يموتُ يموتُ |
فلا يذهبون إلى الدرس لكنّهم يذهبونَ |
المساطر ملغومة والدفاتر ملغومةٌ |
والمعلِّم خبّأ قنبلة الوقتِ |
في المكتبهْ |
**** |
ينامُ المخيّمُ، |
لا وقتَ للنوم، لا نومَ للوقتِ، |
تختلطُ الأمَّ بالطفل واللحم بالفحمِِ |
والزيتُ بالموتِ، والصحوُ بالقبو |
والليلُ بالويل فليتعبِ الخوفُ من شدةِ الخوفِ |
وليتعب السيفُ من صدأِ السيف وليتعب الوقتُ، |
إنّ الحضارة تتعب من روحها المتعبهْ |
**** |
ينامُ المخيّمُ، |
كان المخيّمُ أمَّ القرى، عرسها الشهم، |
عصفورة النخلِ، نسغ العنادِ، |
وجاءَ الجرادُ المسلّحُ، وابتدأ الزمنُ |
الصعبُ |
هل كان هذا الجرادُ خبيئاً بطِين الجدارِ، |
وكانت خيامُ اللجوءِ تُعشّش في عرصات الكتابةِ - |
منذُ الكتابةِ - في الأتربه؟! |
**** |
ينام المخيّم، |
ليس ينامُ المخيمُ، إن أيقظ الجوعُ |
وعيَ الصفيح، سيصطبغُ الشرقُ بالعارِ والدَّمِ، |
إن البطولات تبدأ في الرحمِ، |
والأرض حين تُلاقحُ فعلَ السماءِ، |
ستُورقُ أغصانُها الطيّبه |
**** |
يقومُ المخيمُ، |
إن القيامة عشقٌ |
وإن الحمامات من سور عكا |
إلى سور صيدا قسا ريشها كالمساميرِ، |
صارتْ تطالُ مناقيرُها الطائراتِ، |
فيا أيُّها الموتُ إشهدْ بأنَّ الحماماتِ |
وقَسّمْ صحونَ الأخوَّة واشهدْ بأنَّا |
السكاكينُ في المأدُبهْ |
**** |
يقومُ المخيّمُ، |
يا أيهذا الحمامُ الحزينُ عشقتَ هديلَ |
الحجارةِ، |
قد اغلق الأخوةُ المتعبونَ |
النوافذ في جسد الملكوتِ، |
وحاصركَ الأهل في البرّ والبحرِ، |
فاهربْ بجلدك ما تحت جلدكَ، |
ما ظلَّ بينكَ شيء وبينكَ، أنت الإشاراتُ |
والأجوبهْ. |
**** |