عَظَّمَ اللهُ فِيكَ أَجْرَ الضَّادِ
مدة
قراءة القصيدة :
11 دقائق
.
عَظَّمَ اللهُ فِيكَ أَجْرَ الضَّادِ | وَبَنِيهَا مِنْ حَاضِرٍ أَوْ بَادِي |
رَاعَ آفَاقَهَا نَعْيكَ حَتَّى | لَكَأَنَّ النَّعِيَّ بُوقُ التَّنَادِي |
كُل قطْرٍ فِيهِ فَتىً عَرَبِيٌّ | فِيهِ عَيْنٌ شَكْرَى وَقَلْب صَادِي |
حَدَثٌ أَلهَبَ الصدُورَ التِياعاً | حَيْث دَوى وَفَتَّ فِي الأَعْضادِ |
مِنْ سَمَاءِ الأهْرَامِ جَلَّلَ قَيْسو | نَ وَأَلقَى السَّوَادَ فَوْقَ السَّوَادِ |
وَعَلَى بَهْجَةِ المَرَابِعِ فِي لُبْ | نَانَ أَرْسَى سَحَابَةً مِنْ حِدَادِ |
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُمْسِيَ الشَّامُ وَالأَحْ | زَان فِيه تُقِض كل وِسَاد |
مَا تُرَاهُ يَقْضِي الصَّديقَ الذي بَا | دَأَ بِالفَضْلِ مِنْ حُقوقِ الوِدَاد |
كَيْفَ حَالُ الإخْوَانِ فِي مِصْرَ يَا حَا | فِظُ مِنْ وَحْشَةٍ لِهَذَا البِعَاد |
أَيْنَ زَيْنُ النَّدِيِّ مِنْهُمْ وَهمْ فِي ال | ظَّرْفِ مَا همْ وَأَيْنَ أُنْسُ النَّادِي |
كُلَّ حَفْلٍ شَهِدْتَهُ كُنْتَ فِيه | قِبْلَةَ السَّامِعِينَ وَالأَشْهَادِ |
يَأْخُذُونَ الحَديثُ عَنْكَ كَمَا يَ | شْتَفُّ مَنْ يَرتَوِي مِنَ الورَّاد |
فَإِذَا مَا تَنَادَروا وَتَنَادَرْ | تَ فَأَعْجِبْ بِوَرْيِ تِلْكَ الزِّنَاد |
فطَنٌ تَشْرَحُ الصُّدورَ وَمَا تُؤْ | ذِي دعَابَاتُهَا سِوَى الأَنْكَاد |
ربَّمَا كَانَتِ العِظَات الغَوَالِي | فِي شَظَايَا ابْتِسَامِهَا الوَقَّاد |
كَيْفَ حَالِي وَأَنْتَ أَدْرَى بِمَا خَلَّ | فْتَ لِي مِنْ فَجِيعَةٍ وَسهَاد |
أَسْعِدي يَا هَوَاتِفَ الأَيْكِ شَجوي | أَنا فِي حَاجَةٍ إِلَى الإِسْعَاد |
أَبْتغِي البَثَّ وَالشَّجَا غضَّ مِنْ صَوْ | تِي وَحَرُّ الأَسَى أَجَفَّ مِدَادِي |
وَيْحَ أُمِّ اللُّغاتِ مِمَّا دَهَاهَا | فِي طرِيفِ الفخارِ بَعْدَ التِّلاَد |
ذاقتِ الثُّكْلَ فِي بنُوَّتِهَا الأمْ | جَادِ بَعْدَ الأُبوَّةِ الأمْجَادِ |
فِي رِفاقٍ رَدُّوا عَلَى كل أَصْلٍ | مِن عُلاهَا نضارَة الأعْوَادِ |
نضرَ الله عَهْدَهمْ وَسَقاهمْ | مَا سَقى الأوّلِينَ صَوْبُ العِهَادِ |
نخبَةٌ قلَّمَا أَتِيحَ لِعَصْرٍ | مِثل مَجْمُوعِهِمْ مِنَ الأفْرَادِ |
أَيْقَظُوهَا مِنَ الرُّقَاد وَقَدْ جَا | زَ مَدَاهُ أَقْصَى مَدى لِلرُّقَادِ |
وَأَعَادُوا جَمَالَهَا فِي زُهَاهُ | يَتَرَاءَى قَديمُهُ فِي المُعَادِ |
أَيْنَ سَامِي وَأَيْنَ صَبْرِي وَحِفْنِي | وَرِفَاقٌ جَاوَرْهُمُ فِي الهَوَادِي |
لَحِقَ اليَوْمَ حَافِظٌ بِالمُجَلِّي | ينَ وَمَا كَانَ آخِراً فِي الطِّرَاد |
شَاعِرٌ لَمْ يُبَارِهِ أَحَدٌ فِي ال | أَخْذِ بِالمُسْتَحَبِّ وَالمُسْتَجَادِ |
يُحْكِمُ الصَّوْغَ فِي القِلاَدِ فَمَا يَأْ | تِي صَنَاعٌ بِمِثْلِهَا فِي القِلاَدِ |
نَاثِرٌ تَنْفُثُ البَرَاعَةُ مِنْهُ | نَشْوَةَ الخَمْرِ فِي مُجَاجِ شِهَادِ |
لَمْ يَكُنْ فِي مَصَايِدِ اللُّؤلُؤ الفَا | خِرِ يُبْقِي فَرِيدَةً لاَصْطِيَادِ |
فِي تَرَاكِيبِهِ وَفِي مُفْرَدَاتِ اللَّ | فْظِ حَارَتْ نَفَاسَةُ الحُسَّادِ |
كَانَ فِي سَمْعِهِ رَقِيبٌ عَلَيْهِ | يَقِظٌ مِنْ جَهَابِذِ النُّقَّادِ |
يَقَعُ الزَّيْنُ مِنْهُ فِي مَوْقِعِ الزَّيْ | نِ وَيَنْبُو بِالشَّيْنِ نَبْوَ سَدَادِ |
فَالمَعَانِي تَتِيهُ بَيْنَ المَعَانِي | بِسَنِيِّ الحُلِيِّ وَالابْرَادِ |
وَالمَبَانِي تَعِزُّ بَيْنَ المَبَانِي | بِمَتِينِ الأسْبَابِ وَالأوْتَادِ |
عَدِّ عَنْ وَصْفِكَ الأدِيبَ وَقُلْ مَا | شِئْتَ فِي الفَاضِلِ الوَفِيِّ الجَوَادِ |
منْ يُعَزي عَنْهُ المُرُوءَةَ أَمْسَتْ | وَبَنُوهَا الأبْرَارُ غَيْرُ عِدَادِ |
شِيمَةٌ لاَ يُطِيقُ كُلْفَتَهَا غَيْ | رُ أُولِي العَزْمِ وَالحُمَاةِ الجِعَادِ |
مَنْ يُعَزِّي عَنْهُ الوَفَاءَ وَقَدْكَا | نَ يَرَى نَقْضَهُ مِنَ الإِلحَادِ |
خُلُقٌ لَيْسَ فِي الضِّعَافِ وَمَا يَحْ | مِلُ أَعْبَاءَهُ سِوَى الاجْلاَدِ |
لَمْ يُسَاوِمْ بِهِ فَيَنْعَمَ بَالاً | لاَ وَلَمْ يَرْعَ فِيهِ جَانِبَ آدِي |
مَنْ يُعَزِّي عَنْهُ الصَّرَاحَةَ كَانَ ال | غُرْمُ فِيهَا وَالغُنْمُ فِي الإِهْمَادِ |
لَمْ يَسَعْهُ وَفِي الضَّمِيرِ خِلاَف | أَنْ يَرَى الاِعْتِدَالَ فِي المُنَآدِ |
مَا فُتُوحُ الآرَاءِ وَالجُبْنُ يَطْوِ | يهَا كَطَيِّ النِّصَالِ فِي الأغْمَادِ |
مَنْ يُعَزِّي القُصَّادَ عِلْماً تَوَخَّوْا | أَوْ نَوَالاً عَنْ مُسْعِف القُصَّادِ |
ذِي الأيَادِي مِنْ كُلِّ لَوْنٍ وَأَغْلاَ | هُنَّ فِي الْمَأْثُرَاتِ بِيضُ الأيَادِي |
مَنْ يُعَزِّي كِنَانَةَ اللهِ عَنْ رَا | مِي عِدَاهَا بِسَهْمِهِ المِصْرَادِ |
عَنْ فَتَاهَا الشَّاكِي السِّلاَحَيْنِ وَالمَا | ضِيهِمَا فِي شَوَاكِلِ الأضْدَادِ |
إِنَّمَا حَافِظٌ فَتَاهَا وَمِنْهَا | وَبِهَا فَخْرُهُ عَلَى الأنْدَادِ |
نَشَّأْتْهُ وَأَيَّدَتْهُ بِرُوحٍ | عَبْقَرِيٍّ مِنْ رُوْحِهَا مُسْتَفَادِ |
بَعْدَ أَنْ كَانَ حَاكِياً وَهْوَ يَشْدُو | جَعَلَتْهُ المَحْكِي بَيْنَ الشَّوَادي |
نَظمَ الشِّعْرَ فِي الصِّبَا نَظْمَ وَاعٍ | لَقِنٍ نَاشِيءٍ عَلَى اسْتِعْدَادِ |
بَادِيءٍ صَوْغَهُ وَفِيهِ فنونٌ | بَارِعَاتٌ لاَ يَتَّسِقْنَ لِبَادِي |
مَا تَعَاصَى عَلَيْه عَنْ عَفْوِ طَبْعٍ | رُدَّ طَوْعاً لهُ بِفَضْلِ اجْتِهَادِ |
غَيْرَ أَنَّ القَرِيضَ لَمْ يَكُ فِي مُضْ | طَرَبِ العَيْشِ مُغْنِياً مِنْ زَادِ |
أَوْجَبَ الرِّزْقُ فَانْتَأْى حَافِظٌ يَكْ | دَحُ فِي بِيْئَةٍ مِنَ الأجْنَادِ |
مُوحَشاً فِي مَجَاهِلِ النُّوبِ وَالسُّو | دَانِ بَيْنَ الأغْوَارِ وَالانْجَادِ |
تَتَقَضَّى أَيَّامُهُ فِي ارْتِيَاضٍ | وَعَلَى أُهْبَةٍ لِغَيْرِ جِلاَدِ |
وَلَيَالِيهِ فِي الخِيَامِ لَيَالِي | وَسِنٍ رَازِحٍ مِنَ الإِجْهَادِ |
فِي الصَّمِيمِ الصَّمِيمِ مِنْ نَفْسِهِ الحُرَّ | ةِ هَمٌّ مُرَاوِحٌ وَمُغَادِي |
أَيُّ جَيشٍ يُدَرِّبُونَ لِمِصْرٍ | وَوَلِيُّ التَّدْرِيبِ فِيهِ العَادِي |
وَلِمَنْ تَمْلأُ الفَضَاءَ وَعِيداً | عُدَدٌ مِنْ حَدِيدِهِ الرَّعَّاد |
ذَاكَ مَا ظَلَّ فِيهِ حِيناً وَحَسْبُ ال | نَّفْسِ شُغْلاً بِهِ عَنِ الإِغْرَادِ |
غَيْرَ بَثٍّ يَبُثُّهُ إِنْ أَتَاهُ | طَائِفٌ مِنْ خَيَالِهِ المُعْتَادِ |
لِلمَقَادِيرِ فِي شُؤونِ الجَمَاعَا | تِ تَصَارِيفُ رَائِحَاتٌ غَوَادِي |
فِتَنُ الجَيْشِ وَالبَوَاعثُ كُثْرٌ | فِتْنَةٌ لَمْ تَكُنْ بِذَاتِ امْتِدَادِ |
فَاسْتَطَارَ السُّوَّاسُ وَاضْطَرَبَتْ أَحْ | لاَمُ زُرْقِ العُيُونِ فِي القُوَّادِ |
رَابَهُمْ حَافِظٌ فَعُوقِبَ فِي جُمَ | لَة مَنْ عَاقَبُوهُ بالإِبْعَاد |
آخَذُوهُ بِالظَّنِّ مِنْ غَيْرِ تَحْقِ | يقٍ وَمَا آخَذُوا عَلَى إِفْنَاد |
فَتَوَلَّى وَمَا لِمُؤْتَنَفِ العَيْ | شِ بِعَيْنَيْه مِنْ ضِيَاءٍ هَادي |
والجَديدَانِ يَضْرِبَانِ عَلَيْه | كُلَّ رَحْبٍ فِي مِصْرَ بِالاسْدَادِ |
مُوغَراً صَدْرُهُ لِمَا سِيمَ فِي غَيْ | رِ جُنَاحٍ مِنْ جَفْوَةٍ وَاضْطِهَادِ |
عَاطِلَ الثَّوْبِ مِنْ كَوَاكِبِه الزُّهْ | رِ وَمِنْ سَيْفِهِ الطَّوِيلِ النِّجَادِ |
فَهْوَ فِي مِصْرَ وَالبِجَادُ مِنَ الرِّقَّ | ة فِي الحَالِ غَيْرُ ذَاكَ البِجَادِ |
لَقِيَ البُؤْسَ وَالأدِيبُ مِنَ البُؤْ | سِ قَديماً فِيهَا عَلَى مِيعَادِ |
حَائِراً فِي مَذَاهِبِ الكَسْبِ لاَ يَفْ | رُقُ بَيْنَ الإِصْدَارِ وَالإِيرادِ |
عَائِفاً خُطَّةَ الجُدَاةِ وَفِيهِ | طَبْعُ حُرٍّ يَجُودُ لا طَبْعُ جَادي |
وَلَقَدْ زَادَهُ شَجىً أَنَّ سُوقَ ال | عِلمِ كَانَتْ فِيْ مِصْرَ سُوقَ كَسَادِ |
وَسَجَايَا الرِّجَالِ رَانَتْ عَلَيْهَا | لُوثَةٌ مِنْ قَديمِ الاِسْتِعْبَادِ |
فَهُمُ وَادِعُونَ لاَهُونَ بِالزِّي | نَاتِ وَالتُّرَهَاتِ وَالأعْيَادِ |
عِبَرٌ مَرَّ فِي جَوَانِحِه مَا | لاَحَ مِنْهَا مَرَّ النِّصَالِ الحِدَادِ |
فَتَغَنَّى أَسْتَغْفِرُ اللهَ بَلْ نَا | حَ نُوَاحاً يُذيبُ قَلبَ الجَمَادِ |
بَاكِياً شَجْوَهُ تَرِنُّ قَوَافِي | هِ رَنِينَ النِّبَالِ فِي الأكْبَادِ |
ذَاكَ وَالقَوْلُ لَيْسَ يَعْدُو شَكاةً | لَوْ جَرَتْ أَدْمُعاً جَرَتْ بِجِسَادِ |
وَعِتَاباً لَوْلاَ البَرَاءَةُ مِنْهُ | عَاجِلاً كَانَ سُبَّةَ الآبادِ |
بَرِئَتْ مِصْرُ مِنْهُ بِالحَقِّ لَمَّا | نَشِطَتْ مِنْ جُمُودِهَا المُتَمَادِي |
طَرَأَتْ حَالَةٌ تَيَقَّظَ فِيهَا | لِدُعَاةِ الهُدَى ضَمِيرُ السَّوَادِ |
فَإِذَا حَافِظٌ وَقَدْ بَشَّ مَا فِي | نَفْسِهِ مِنْ تَجَهمٍ وَارْبِدَادِ |
وَبَدَا لِلمُنَى الجَلاَئِلِ فِيهَا | أُفُقٌ وَاسِعُ المَدَى لاِرْتِيَادِ |
مَا تَجَلَّى نُبُوغُهُ كَتَجَلِّي | هِ وَقَدْ هَبَّ مُصْطَفَى لِلجِهَادِ |
يَوْمَ نَادَى الفَتَى العَظِيمُ فَلَبَّى | مَنْ نَبَا قَبْلَهُ بِصَوْتِ المُنَادِي |
وَوَرَى ذَلِكَ الشُّعُورُ الَّذي كَا | نَ كَمِيناً كَالنَّارِ تَحْتَ الرَّمَادِ |
فَتَأَتَّى بَعْدَ القُنُوطِ الدَّجُوجِ | يِّ رَجَاءٌ لِلشَّاعِرِ المِجْوَادِ |
مَسَّ مِنْهُ السَّوَادَ فَانْبَجَسَتْ نَا | رٌ وَنُورٌ مِنْ طَيِّ ذَاكَ السَّوَادِ |
أَكْبَرَ الدَّهْرُ وَثْبَةً وَثَبَتْهَا | مِصْرُ مُفْتَكَّةً مِنَ الأصْفَادِ |
وَثُغَاءً غَدَا هَزِيماً فَأْلْقَى | رُعْبَهُ فِي مَرابِضِ الاسَادِ |
مَا الَّذي أَخْرَجَ الشَّجَاعَةَ مِنْ حَيْ | ثُ طَوَتْهَا قُرُونُ الاِسْتِبْدَادِ |
وَجَلاَ غُرَّةَ الصَّلاَحِ فَلاَحَتْ | تَزْدَهِي مِنْ غَيَاهِبِ الإِفسَادِ |
فَإِذَا أُمَّةٌ أَبِيَّةُ ضَيْمٍ | مَا لَهَا غَيْرُ حَقِّهَا مِنْ عَتَادِ |
نَهَضَتْ فَجأْةً تُنَافِحُ فِي آ | نٍ عَدُوَّيْنِ أَسْرَفَا فِي اللِّدَادِ |
أَجْنَبِياً أَلْقَى المَرَاسِيَ حَتَّى | تُقْلِعَ الرَّاسِيَاتُ فِي الاطْوَادِ |
وَهَوَاناً كَأنَّمَا طَبَعَ الشَّعْ | بَ عَلَيْه تَقَادُمُ الإِخْلاَدِ |
حَلْبَةٌ يُعذَرُ المُقَصِّرُ فِيهَا | وَالخَوَاتِيمُ رَهْنُ تِلْكَ المَبَادِي |
لَيْسَ تَغْيِيرُ مَا بِقَوْمٍ يَسِيراً | كَيْفَ مَا عُوِّدُوهُ مِنْ آمَاد |
غَيْرَ أَنَّ الإِيمَانَ كَانَ حَلِيفاً | لِقُلُوبِ الطَّلِيعَة الانْجَاد |
فَاسْتَعَانُوا بِه عَلَى مَا ابْتَغُوْهُ | غَيْرَ بَاغِينَ مِنْ بَعِيدِ المُرَاد |
لَمْ يَطُلْ عَهْدُ مِصْرَ بِالوَثْبَة الأُو | لَى وَدُونَ الوُصُولِ خَرْطُ القَتَاد |
فَتَرَاخَى فِيهَا وَثِيقُ الاوَاخِي | وَوَهَى الْجَزْلُ مِنْ عُرَى الاِتِّحَاد |
آيَةٌ أَخْفَقَتْ فَقَيَّضَ أُخْرَى | أَثَرٌ مِنْ عِنَايَة الله بَاد |
فَزِعَتْ دِنْشِوَايُ تَحْمِي حَمَاماً | مِنْ مُلِمِّيْنَ كَالذِّئَابِ الأَوَادِي |
فَتَصَدَّى لِلذَّوْدِ عَنْهُ جُفَاةٌ | مِنْ شُيُوخٍ بِهَا وَمِنْ أَوْلاَدِ |
حَادِثٌ رَوَّعَ العَمِيدَ أَيَخْشَا | هُ وَسُلْطَانُهُ وَطِيدُ العِمَادِ |
لاَ وَلَكِنَّ عِزَّةً أَخَذَتْهُ | عَنْ غُرُورٍ بِبَأْسِهِ وَاعْتِدَادِ |
سَفَهٌ جَرَّأَ العَبِيدَ المَنَاكِي | دَ عَلَى مُعْتَقِيهِمِ الأَجْوَادِ |
فَخَلِيقٌ بِهِمْ أَشَد قِصَاصٍ | حَلَّ بِالآبِقِينَ وَالمُرَّادِ |
سَاقَهَا مُثْلَةً تَوَهَّمَهَا خَيْر | اً وَكَانَتْ عَلَيْهِ شَرَّ نَآدِ |
ذَاعَ فِي الشَّعْبِ وَصْفُهَا فَفَشَتْ آ | لاَمُهَا فِي القُلوبِ وَالأَجْسَادِ |
وَكَأَنَّ السِّيَاطَ يَحْزُزْنَ فِي أَجْ | لاَدِهِ وَالحِبَالَ فِي الأَجْيَادِ |
كَانَ تَرْجِيعُ حَافِظٍ نَوْحَ مَوْتو | رٍ فَدَوى كَاللَّيْثِ بالإِيعَادِ |
فِي قَوَافٍ بِهِنَّ تَنْطِقُ لَوْ أُوْ | تِيَتِ النطْقَ أَلسُنُ الأَحْقَادِ |
عَلَّمَتْ خَافِضِي الجَنَاحِ لِبَاغٍ | كيْفَ شَأْنُ الحَمَامِ وَالصَّيَّادِ |
وُعِدَ الصَّابِرُونَ بِالفَوْزِ وَعْداً | حَقَّقَتْهُ أَنْبَاؤُهُمْ بِاطرَادِ |
إِنَّمَا الصَّبْرُ فِي النفُوسِ جَنِين | يُرْهِقُ الحَامِلاَتِ قَبْلَ الوِلاَدِ |
كَيْفَ يَأْتِي بِهِ ارْتِجَالٌ وَلَمْ يَأْ | تِ ارْتِجَالٌ يَوْماً بِقَوْلٍ مُجَادِ |
خلق عَزَّ فِي الجَمَاعَاتِ مِنْ فَرْ | طِ تَكَالِيفِهِ وَفِي الآحَادِ |
طَالَمَا خَانَ فِي النِّضَالِ الجَمَاهِ | ييرَ فَأَلقَتْ لِغَاصِبٍ بِالقِيَادِ |
بَعْدَ وَثْبٍ فِي إِثْرِ وَثْبٍ عَنِيفٍ | وَارْتِدَادٍ فِي الشَّوْطِ غِب ارْتِدَادِ |
سَاوَرَ الأُمَّةَ التَّرَددَ وَالْتَا | ثَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ وَجْهُ الرَّشَادِ |
وَتَبَدَّى الإِحْجَامُ فِي صُورَةٍ زَلاَّ | ءَ جَرَّتْ إِقْدَامَ أَهْلِ الفَسَادِ |
بالدِّعَايَاتِ وَالسِّعَايَاتِ حَاموا | حَوْلَهَا لِلسِّوَامِ أَوْ لِلرِّوَادِ |
لاَ تَسَلْ يَوْمَذَاك عَنْ جَلدِ القا | دَةِ فِي مُلْتقى الخطوبِ الشِّدَادِ |
كلَّمَا ازْدَادَتِ الصِّعْابُ أَبَوْا إِلاَّ | كِفاحاً وَعَزْمُهُمْ فِي ازْدِيَادِ |
يَبْذلونَ القُوى وَفَوْقَ القوَى غَيْ | رَ مُبَالينَ أَنَّهَا لِنَفَادِ |
وَالزعِيمُ الأَبَر أَطْيَبُهُمْ نَفْس | اً عَنِ النَّفْسِ فِي صِرَاعِ العَوَادِي |
هَلْ يُنَجِّي شعْباً مِنَ اليَاس إِلاَّ | حَدَث مِنْ خَوَارِقِ المُعْتادِ |
مُصْطَفَى مُصْطفَى بِحَسْبِكَ إِنْ يُذْ | كَرْ فِدَاءٌ أَنْ كنْتَ أَول فَادِ |
مُصْطَفَى مُصْطَفَى لِيَهْنِئْكَ أَنْ أَح | يَيْتَ قَوْماً بِذَاكَ الاِسْتِشْهَادِ |
دَب فِيْهِمْ رُوح جَدِيدٌ لَهُ مَا | بَعْدَهُ فِي القلوبِ وَالإِخلادِ |
تنقضِي الحَادِثَات بعْدَك وَالرو | حُ مُقِيم فِيهِمْ عَلَى الابَادِ |
كَادَ يَوْم شيعْتَ فِيهِ يُرِيهِمْ | لَمحَةً مِنْ جَلاَلِ يَوْمِ المَعَادِ |
صَدَرُوا عَنْهُ بِالتَّعَارُفِ فِيمَا | بَيْنَهُمْ وَهْوَ قوَّةُ الأَعْدَادِ |
وَاسْتَشَفوا لِبَأْسِهِمْ فِيهِ سِرا | كَمْ تَحَامَى أَنْ يُدْرِكوهُ الأعَادِي |
هَذِهِ مِصْرُ الفَتِيَّة هَبتْ | فِي صُفوفٍ فَتِيَّةٍ لِلذيَادِ |
رَجَلٌ مَاتَ مُخْلِفاً مِنْهُ جِيلا | رَابَطَ الجَأْشِ غَيْرَ سَهْلِ المَقَادِ |
إِنْ دَعَاهُ الحِفَاظُ أَقْبَلَ غِلْما | ن سِرَاعٌ مِنَ القُرَى وَالبَوَادِي |
أَحْدَثُوا فِي البِلاَدِ عَهْدَ لَجَاجٍ | فِي تَقَاضِي حُقُوقِهَا وَعِنَادِ |
عَهْدُ نُورٍ مِنَ الحِفَاظِ وَنَارٍ | بَعْدَ طُولِ الخُمُودِ وَالإِخْمَادِ |
اتَخِذَتْ عَبْقَرِيَّةُ الشِّعْرِ فِيهِ | سُلَّماً لِلعُرُوجِ وَالإِصْعَادِ |
أَبْلَغَتْ حَافِظاً مِنَ الحَظِّ أَوْجاً | زَادَ مِنْهُ العَلْيَاءَ كًلَّ مَزَادِ |
مَنْ رَأَى الشَّاعِرَ المُفَوَّةَ يَوْماً | وَحَوَالَيْهِ أُمَّةٌ فِي احْتِشَادِ |
مُوفِياً مِنْ مِنَصَّةِ القَوْلِ يَرْنُو | بِاتَّئَادٍ وَلَحْظُهُ فِي اتِّقَادِ |
وَاسِعَ المَنْكِبَيْنِ مُنْفَرِجَ الحُ | قْوَيْنِ يَخْطُو خُطَاهُ كَالمُتَهَادِي |
بَاسِماً أَوْ مُقَطِّباً عَنْ مُحَيَّا | بَارِزِ العَارِضَيْنِ فَوْقَ الهَادِي |
عَزَّ مِنْهُ العِذَارُ إِلاَّ تَفَارِ | يقَ خِفافاً فِي الوَجْنَتَيْنِ بَدَادِ |
يُنْشِدُ الحَفْلَ فَاتِناً كُلَّ لُبٍ | بِبَدِيعِ الإِيمَاءِ والإِنْشَادِ |
وَبِشِعْرٍ لاَ يُطْرَفُ الجَفْنُ فِيهِ | صَادِرٍ عَنْ حَمِيَّةٍ وَاعْتقَادِ |
مَنْ رَأَى حَافِظاً نَذِيراً بَشِيراً | جَائِلاً صَائِلاً بِغَيْرِ اتِّئَادِ |
غَرِداً كَالهَزَارِ آنَاً وَآناً | حَرِداً كَالخِضِمِّ ذِي الإِزْبَادِ |
يَنْبِرُ النَّبْرَةَ العَزُوفَ فَمَا تُ | سْمَعُ إِلاَّ أَصْدَاؤُهَا فِي الوَادِي |
وَكَأَنَّ الأَثِيرَ يَحْمِلُ مِنْهَا | كَهْرَبَاءً تَهُزُّ كُلَّ فُؤَادِ |
فَهْيَ عِزٌّ لِلأَرْيَحِيِّ المُفَادِي | وَهْيَ ذُلٌّ لِلخَائِسِ المُتَفَادِي |
وَهْيَ خَفْقُ اللِّوَاءِ يَحْدُوهُ مِنْ إِي | قَاعِ أَبْطَالِهِ إِلى المَجْدِ حَادِي |
ذَاكَ أَنَّ الرُّوحَ المُرَدَّدَ فِيهَا | رُوحُ شَعْبٍ وَالصَّوْتَ صَوْتُ بِلاَدِ |
أَيُّهَا الرَّاحِلُ الَّذِي مَلأَ العَصْ | رَ بِآثَارِهِ الرَّغَابِ الجِيَادِ |
أَعْجَزَتْنِي قَبْلَ التَّمَامِ القَوَافِي | وَالقَوَافِي تَضَنُّ بِالإِمْدَادِ |
قَدْكَ مِنْهَا بَيَانُ مَفْخَرَةٍ وَاعْ | ذِرْ قُصُوراً بِهَا عَنِ التَّعْدَادِ |
بِتْ قَرِيراً فإِنَّ ذِكْرَاكَ فِينَا | أَجْدَرُ الذِّكْرَيَاتِ بِالإِخْلاَدِ |