أَلْجَدِيدَانِ حَرْبُ كُلِّ جَدِيدِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أَلْجَدِيدَانِ حَرْبُ كُلِّ جَدِيدِ | هَذِهِ صَرْعَةُ الْعَتِيِّ المَرِيدِ |
غَيْرُ سَهْلٍ إِصْلاَحُ مَفْسَدَةِ الأَخْ | لاَقِ فِيمَا دَعَوْهُ بِالتَّقْلِيدِ |
رَكَدَتْ فِي قرَارِهِ فِطَنُ النَّا | سِ وَطَابَ الْقَذَى لَهَا فِي الرُّكُود |
يَا عَدُوَّ الجَهْلِ المُمَوَّهِ بِالعِلْ | مِ عَلَى شَكْلِهِ المُرِيبِ الْعَتِيد |
جَلَلٌ مَا ابْتَغَيْتَهُ فَخَذِ الطَّعْ | نَةَ مِنْ ذلِكَ الْعَدُوِّ اللَّدُودِ |
ظِلْتَ جِدَّ الْعَنِيدِ تَلْقَى كَمِيّاً | فِي مِرَاسِ الآفَاتِ جِدًّ عَنِيدِ |
وَالأَبَاطِيلُ مِنْ قَدِيمٍ نِصَالٌ | وَدُرُوعٌ لِخَصْمِكَ الصِّنْدِيدِ |
فَتَصَاوَلْتُمَا إِلَى أَنْ تَرَدَّيْ | تَ بِسَهْمٍ مُصَمِّمٍ فِي الْوَرِيدِ |
نَمْ وَلاَ يُشْمِتَنَّهُ أنْ رُ | حْتَ شَهِيداً فِي إِثْرِ أَلْفِ شَهِيدِ |
فَلَقَدْ نِلْتَ مِنْ مَفَاتِلِهِ أَمْ | نَعَهَا جَانباً بِسَهْمٍ سَدِيد |
ثُلَّ عَرْشُ الْجُمُودِ فِي مَعْقِلِ الحرْ | صِ عَلَيْهِ وَفُلَّ جَيْشُ الْجُمُودِ |
وَتَرَاختْ قُوَى الدَّوَائِبِ فِي تَمْ | كِينِهِ مِنْ مُخَلَّفَاتِ عُهوُدِ |
عَنْ يَقِينٍ مِنَ الأُولَى رَابَهُمْ قَبْ | لَكَ أَنَّ الحَيَاةَ فِي التَّجْدِيدِ |
نَمْ وَحَسْبُ الأَجْيَالِ بَعْدَكَ مَا أَذْ | كَيْتَ مِنْ شُعْلَةٍ لِغَيْرِ خُمُود |
تَطْفَأُ النَّيِّرَاتُ وَالقَبْسُ السَّا | طِعُ مِنْهَا يَظَلُّ مِلْءَ الْوُجُود |
نَمْ وَحَسْبُ الأجْياَلِ مِنْ صَوْتِكَ الرَّ | نَّانِ رَجْعٌ مُؤَبَّدُ التَّرْدِيدِ |
يَسْكُتُ الأيْكُ وَالمَسَامِعُ مَلأى | بِصَدَى النوْحِ مِنك والتغرِيدِ |
وَيْحَ لُبْنَانَ مَا دَهَى العِزَّةَ الْقَعْ | سَاءَ مِنْهُ فِي رُكنِهَا المَهْدُودِ |
أَيُّ رُزْءٍ شَجَا بَنِيهِ وَأَدْمَى | فِي الحَشَى كُلَّ مُعْجَبٍ وَمُرِيدِ |
نَالَنِي مِنْهُ طَائِلٌ فَتَلَفَّ | تُّ بِطَرْفٍ بَاكٍ وَفِكْرٍ شَرِيدِ |
وَانْتَحَيْتُ الشَّمَالَ فَالْهَيْكَلَ الْ | حَيَّ بِهِ مِنْ غِرَاسِ عَهْدٍ عَهِيد |
اَسْأَلُ الأَرْزَ وَهْوَ أَقْدَمُ جَدٍ | مِنْ لِدَاتِ الدُّنْيَا سَمِيعٍ شَهِيدِ |
كَيْفَ حَمَّلْتَ وَالأَمَانَةُ وِقْرٌ | هَمَّكَ الضَّخمَ قَلْبَ ذَاكَ الْوَلِيدِ |
وَأَقَلُّ الذِي نُحَمَّلُ مُوهٍ | لِصِلابِ الْقُوَى وَبِالصَّبْرِ مُودِ |
وَأَقَلُّ الذِي نُحَمَّلُ مُوهٍ | لِصِلابِ الْقُوَى وَبِالصَّبْرِ مُودِ |
فَإِذَا الأَرْزُ لاَ يُحِيرُ جَوَاباً | وَإِذَا السِّرُّ فِي ضَمِيرِ الْحَفِيد |
رَاحَ ذَاكَ الفَتَى المجِيدُ يُؤَدِّي | مَا يُؤَدِّيهِ كُلُّ دَاعٍ مَجِيدِ |
نَازِحاً مُلْهَبَ الْفُؤَادِ اسْتَكَنَّتْ | بَيْنَ جَنْبَيْهِ عِلَّةُ المَفؤُودِ |
يَتَخَطَّى الْحَيَاةَ وَالإِنْسَ فِيهَا | مُوحَشاً مُنْذُ كَانَ لَدْنَ الْعُودِ |
رَاجِياً غَيْرَ مَا رَجَا النَّاسُ مِنْهَا | وَارِداً غَيْرَ حَوْضِهَا المَوْروُدِ |
مُشْبِعاً مُقْلَتَيْهِ نُوراً وَمَا يَقْ | بِسُ إِلاَّ سَنَى وَمِيض بَعِيدِ |
طَرِباً لاِسْتِماعِهِ هَزَجاً فِي الْ | غَيْبِ جَزْلَ الإِيقَاعِ عَذْبَ النَّشِيدِ |
نَاهِجاً نَهْجَهُ أَبِياً جَرِيئاً | رَاضِياً بِالْعَذَابِ وَالتَّسْهِيدِ |
تَتَلاَشَى أَنْفَاسُهُ فِي سَبِيلِ الْ | خَيْرِ بَيْنَ التَّصْوَيبِ وَالتَّصْعِيدِ |
يُرْشِدُ النَّاسَ بِالْبَيَانِ وَبِالْقُدْ | وَةِ لاَ بِالْوُعُودِ أَوْ بِالْوَعِيدِ |
لَوْ يُجَارِي المُضَلِّليِنَ لأَلْقَى الْ | عِبْءَ عَنْهُ وَعَاشَ جِدَّ سَعِيد |
إِنَّمَا المُصْلِحُ الأَمِينُ هُوَ الصَّا | بِرُ غَيْرُ الْوَاهِي وَلاَ الرِّعْدِيد |
قَانِتٌ لاَ يَلَذَّهُ الْعَيْشُ مَا لَمْ | يُدْنِهِ مِنْ مَرَامِهِ المَنْشُودِ |
أَيْنَ عِيسَى وَتَاجُهُ الشَّوْكُ مِنْ مُتْ | رَفِ رُومَا وَتَاجُهُ مِنْ وُرُودِ |
أَيُّ تَاجَيْهِمَا هُوَ العَدْلُ وَالرَّحْ | مَةُ لِلْمُسْتَضَامِ وَالمَنْكُودِ |
اَيُّ تَاجَيْهِمَا عَلَى الدَّهْرِ عُنْ | وَانُ الْهُدَى وَالْفِدَى وَعَتْقُ الْعَبِيدِ |
أَيْ فَتَى الأَرْزِ هَلْ أَرَدْتَ مِنَ الدُّنْ | يَا سِوَى مَا يَعُزُّ كُلَّ مُرِيدِ |
هَلْ يَكُونُ الخَيْرُ المُجَرَّدُ وَالخَ | يْرُ بِهَا يَنْتَفِي عَلَى التَّجْرِيدِ |
هَلْ يَشِيعُ الْهُدَى وَتَسْلَمُ مِنْ زَيْ | غٍ صِلاَتُ الْعِبَادِ بِالمَعْبُودِ |
هَلْ يُدَالُ الحُبُّ الْعَمِيمُ مِنَ البَغْ | ضَاءِ وَالحِلْمِ مِنْ شِفَاءِ الْحُقُودِ |
هَلْ تُؤَدَّى زَكَاةُ كُلِّ حَرِي | بٍ قَائِمٍ عُذْرُهُ وَكُلِّ طَرِيدِ |
هَلْ يُسَاوَى بَيْنَ الشُّعُوبِ فَلاَ يُسْ | مَعُ فِيهِمْ بِسَائِدٍ وَمَسُودِ |
هَلْ تُفَكُّ الْقُيُودُ حِسّاً وَمَعْنىً | وَالسَّخَافَاتُ شَرُّ تِلْكَ الْقُيُودَ |
هَلْ يَصُونُ الْحُدُودَ مِنْ طَامِعٍ يَطْ | مَع فِيهَا لُزُومُهُ لِلْحُدُودِ |
هَلْ تَصِحُّ النُّفُوسُ مِنْ عِلَّةِ الْجَ | هْلِ وَمِنْ آفَةِ الشِّقَاقِ المُبِيدِ |
مرْهِقَاتٌ مِنَ المُنَى ذَاقَ فِيهَا | كُلَّ لَوْنٍ مِنَ الْعَنَاءِ الشَّدِيدِ |
بَثَّهَا دَائِباً وَلَمْ يَدَّخِرْ دُو | نَ الْبَلاَغِ المَبِينِ مِنْ مَجْهُود |
فِي طُرُوسٍ رَاعَتْ بِكُلِّ طَرِيفٍ | مِنْ أَفَانِينِهِ وَكُلِّ مُفِيدِ |
أَي سِرٍّ فِي ذَلِكَ الْقَلَمِ الْقَا | طِرِ مَا تَقْطُرُ ابْنَةُ الْعُنْقُودِ |
أَيُّ فَيْضٍ يَصُبُّ صَبَّ الْجِرَاحا | تِ دَماً فِي نَثِيرِهِ وَالْقَصِيدِ |
أَيُّ وَحْيٍ يَصُوغُ رَسْماً فَيُحْيي | هِ بِذَاكَ التَّقْدِيرِ وَالتَّجْويدِ |
دَرَّ فِي المَجْدِ دَرُّهُ مِنْ فُؤَادٍ | ثَائِرٍ يَهْتَدَي بِعَقْلٍ رَشِيدِ |
مَنْ يُطَالِعْ آيَاتِهِ يَرَ فِعْلَ الشُّ | هُبِ الْبِيضِ فِي الدَّيَاجِي السُّود |
أَوْ يُتَابِعْ آثَارَهَا يَتَبَيَّنْ | مِنْ مَدَاهَا مَا لَيْسَ بِالمَحدُود |
بَيْنَ أَهْلِ الطُّبِّ سِتِّينَ أَوْ سَبْ | عِينَ يَسْتَصْنِعُونَهَا مِنْ حَدِيدِ |
وَقَطِينِ الْبُيُوتِ مِنْ وَبَرٍ أَوْ | مَدَرٍ فِي النُّجُوعِ أَوْ فِي النُّجُودِ |
هَلْ عَجِيبٌ أَنْ يَجْمَعَ الشَّرْقَ وَالغَرْ | بَ مُصَابٌ فِي الْعَبْقَرِيِّ الْفَرِيدِ |
يَا بَنِي أُمِّهِ الَّذِينَ تَلاَقَوْا | فِي وُفُودٍ تَمُوجُ تِلْوَ وُفُود |
إِنْ تَسِيرُوا بِنَعْشِهِ فِي جَلاَلٍ | لَمْ يُشَاهَدْ فِي مَوْكِبٍ مَشْهُودِ |
فَلَهُ الذِّمَّةُ الَّتِي لَيْسَ تُوفَى | بِضُروبِ التَّكْرِيمٍ وَالتَّمْجِيدِ |
عَدِّدُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا فَلَنْ تُحْ | صُوا مَزَايَا النُّبُوغِ فِي التَّعْدِيد |
رَضِيَ الْحَق عَنْكُمُ الْيَوْمَ مَا كُ | لُّ فَقِيدٍ مُؤَبَّنٍ بِفَقِيدِ |
أَسَفاً أَنْ يَكُونَ يَوْمَ عَزَاءٍ | عَوْدُ ذَاكَ الْحَبِيبِ لاَ يَوْمَ عِيدِ |
رُدَّ مِنْ غُرْبَةٍ عَلَى الأَرْزِ مَحْمُو | لاً عَزِيزاً وَلَيْسَ بِالمَرْدُودِ |
لَمْ يُزَايِلْ كِرَامَهَا عَنْ قِلىً كَلاَّ | وَلَمْ يَسْمَحُوا بِهِ عَنْ جُودِ |
سِرُّ لُبْنَانَ أَنَّهُ لَيْسَ يُسْلَى | كَيْفَ سَلْوَى ابْنِهِ الْوَفِيِّ الْوَدُودِ |
فَلْيَكُنْ فَيءٌ ذلِكَ الأَرْزِ بَرْداً | وَسَلاَماً عَلَى المَشُوقِ الْعَمِيدِ |
وَلْتَطِبْ رُوحُهُ إِذَا هِيَ حَيَّتْ | مِنْ سَمَاءِ الْخُلُودِ رَمْزُ الْخُلُودِ |