لله عيسٌ ضُحاً مناهجها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لله عيسٌ ضُحاً مناهجها" | "فاسترسلت وغدت تسمو معارجها |
حملن غيداً بها تمّت مباهجها" | "صوائر ربما سارت هوادجها |
منيعةً بين مطعون ومضروبِ | |
محفوفة بأسود دون مركبها" | "فكم دماء أُريقت عند مطلبها |
فربما اصطلحت حرب بمذهبها" | "وربما وخدت أيدي المطيّ بها |
على نجيع من الفرسان مصبوبِ | |
للّه من عَزَماتٍ غيرِ واهيةٍ" | "وهمّةٍ تنطح الجوزاء عاليةٍ |
يا صاح كم من يد بالليل وافية" | "كم زورةٍ لك في الأعراب خافية |
أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب | |
لله من ألم أهداه لي أملي" | "وزورة لي بين البِيض والأسَل |
لم يَرْمِ عزمي سوادُ الليل بالفشل" | "أزورهم وسواد الليل يشفع لي |
وأنثني وبياض الصبح يُغْرِي بِي | |
جماعة البدو تغشى في مواضعها" | "لها على الغير فضل في صنائعها |
لهم من الوحش حظٌّ في طبائعها" | "قد وافقوا الوحش في سكنى مرابعها |
وخالفوها بتقويض وتطنيب | |
قد آلفوا الوحش شُعْثاً في مجاهلها" | "لكن أساؤوا صنيعاً في عقائلها |
حيث استباحوا دماها في منازلها" | "حيرانها وهم شر الجوار لها |
وصحبها وهم شر الأصاحيبِ | |
لسان كل أديب في نعوتهم" | "وطيب كل فلاة في ثبوتهم |
وحسن كل حبيب في تخوتهم" | "فؤاد كل محب في بيوتهم |
ومال كل أخيذ المال محروب | |
الحسن في البدو بادٍ في كواعبه" | "يُضيء كلَ جمال في جوانبه |
على الحضارة فضل في مناسبه" | "ما أوجُهُ الحضرِ المستحسناتِ به |
كأوجه البَدَويات الرعابيبِ | |
والفرق بينهما يجري بأقضيةٍ" | "حسن البداوة جالٍ لا بتجلية |
والغانيات به عن كل تحلية" | "حسن الحضارة مجلوب بتطليةٍ |
وفي البداوة حسن غير مجلوبِ | |
لله ملتفتات بين أكثُبها" | "لم تحوِ من كل شيءٍ غيرَ أطيبها |
لم تدر ما القصرُ إلاَّ مدَّ أطنبِها" | "أَفدي ظباءَ فلاةٍ ما عرفن بها |
مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيبِ | |
لم تلفها في برود الوشي رافلةً" | "لكن تراها لجمع الحسن كافلةً |
لا بالتمدن بين الغيد طائلة" | "ولا برزن من الحمام مائلة |
أوراكُهنَّ صقيلاتُ العراقيبِ |