بانَ الخليطُ بسحرة ِ فتبدَّدوا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بانَ الخليطُ بسحرة ِ فتبدَّدوا | والدّارُ تسعفُ بالخليطِ وتبعدُ |
هَاجُوا عَلَيْكَ مِنَ الصَّبَابَة ِ لَوْعَة ً | بردَ الغليلُ، وحرُّها لا يبرُدُ |
لمَّا رأيتُهُمُ حزائقَ أجهشتْ | نَفْسي وقُلْتُ لَهُمْ: أَلاَ لاَ تَبْعُدُوا |
وجرى ببينهمُ، غداة َ تحمَّلوا | منْ ذي الأبارقِ، شاحجٌ يتفيَّدُ |
شَنِجُ النَّسَا، أَدْفَى الجَنَاحِ، كأَنه | في الدَّارِ، بَعْدَ الظَّاعِنِينَ، مقَيَّدُ |
مَذِلٌ بِغَائِبِ مَا يُجِنُّ ضَمِيرُهُ | غردٌ، يعسِّرُ بالصِّياحِ، وينكُدُ |
كَصِيَاحِ نُوتِيٍّ، يَظَلُّ، عَلَى ذُرَى | قيدومِ قرواءِ السَّراة ِ، يندِّدُ |
يا صَاحِبِي بِسَوَاءِ فَيْفِ مُلَيْحَة ٍ | مَا بِالثَّنِيَّة ِ بَعْــدَ قَوْمِكَ مَقْعَدُ |
فَاطْرَحْ بِطَرْفِكَ هَلْ تَرَى أَظْعَانَهُمْ | والكَامِسِيَّة ُ دُونَهُنَّ فَثَرْمَدُ |
ظعنٌ تجاسرُ بينَ حزمِ عوارضٍ | وعنيزتينِ، ربيــعهنَّ الأغيدُ |
بِأغَنَّ كَالحُوَلاَءِ، زَانَ جِنَانَهُ | نَوْرُ الدَّكَادِكِ، سُوقُهُ تَتَخَضَّدُ |
حَتَّى إِذَا صُهْبُ الجَنَادِبِ وَدَّعَتْ | نَوْرَ الرَّبِيعِ، ولاَحَهُنَّ الجُدْجُدُ |
واسْتَحْمَلَ الشَّبَحَ الضُّحَى بزُهَائِهِ | وأميتَ دعموصُ الغديرِ المثمدُ |
وتَجَدَّلَ الأُسْرُوعُ، واطَّرَدَ السَّفَا | وجرتْ بجائلها الحدابُ القرددُ |
وانسابَ حيَّاتُ الكثيبِ، وأقبلتْ | أرقُ الفراشِ لما يشبُّ الموقدُ |
قَرَّبْنَ كُلَّ نَجِيبَة ٍ وعُذافِرٍ | كالوقفِ صفَّرَهُ خطيرٌ ملبدُ |
غوجِ اللَّبانِ إذا استحمَّ وضينُهُ، | وَجَرَى حَمِيمُ دُفُوفِهِ المُتَفَصِّدُ |
يَمْطُو مُحَمْلَجَة َ النُّسُوعِ بِجَهْضَمٍ | رحبَ الأضالعِ، فهْوَ منْها أكبدُ |
فَبِذاكَ أَطَّلِعُ الهُمُومَ إِذَا دَجَتْ | تَبْرِيَ لَهُ أُجُدُ الفَقَارَة ِ جَلْعَدُ |
منْ كلِّ ذاقنة ، يعومُ زمامُها | عومَ الخشاشِ علَى الصَّفا يترأَّدُ |
فُتْلٍ مَرَافِقُها، كَأَنَّ خَلِيفَها | مكوٌ، أبنَّ بهِ سباعٌ، ملحَدُ |
حَرَجٍ كَمِجْدَلِ هَاجِرِيٍّ لَزَّهُ | بِذَوَاتِ طَبْخِ أَطِيمَة ٍ لاَ تَخْمُدُ |
عملتْ علَى مثلٍ، فهنَّ توائمٌ | شَتَّى ، يُلاَحِكُ بَيْنَهُنَّ القَرْمَدُ |
كمْ دونَ إلفكَ منْ نياطِ تنــوفة ٍ | قذفٍ، تظلُّ بهَا الفرائصُ ترعدُ |
فيهَا ابنُ بجدتها يكادُ يذيبُهُ | وَقْدُ النَّهَارِ إِذَااسْتَذَابَ الصَّيْخَدُ |
يُوفِي عَلَى جِذْمِ الجُذُولِ، كَأَنَّهُ | خَصْمٌ اَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ يَلَنْدَدُ |
أو معزبٌ وحدٌ، أضلَّ أفائلاً | ليلاً، فأصبحَ فوقَ قرنٍ ينشدُ |
في تِيهِ مَهْمَهَة ٍ كَأَنَّ صُوِيَّها | أيْدِي مُخَالِعَة ٍ تَكُفُّ وتَنْهَدُ |
لَزِمَتْ حَوَالِسُهَا النُّفُوسَ، فَثَوَّرَتْ | عُصَباً، تَقُومُ مِنَ الحِذَارِ وتَقْعُدُ |
يمسي بعقوتها الهجفُّ كأنَّه | حبشيُّ حازقة ٍ غدا يتهبَّدُ |
مُجْتَابُ شَمْلَة ِ بُرْجُدٍ لِسَرَاتِهِ | قدراً، وأسلمَ ما سواها البرجُدُ |
يعتادُ أدحية َ بنينَ بقفزة ٍ | مَيْثَاءَ يَسْكُنُها الَّلأى والفَرْقَد |
حَبَسَتْ مَنَاكِبُها السَّفَى ، فَكَأَنَّهُ | رُفَة ٌ بِنَاحِيَة ِ المَدَاوسِ مُسْنَدُ |
والقَيْضَ أَجْنُبُهُ، كَأَنَّ حُطَامَهُ | فِلَقُ الحَوَاجِلِ شَافَهُنَّ المُوقِدُ |
يدعو العرارُ بها الزِّمارَ، كما اشتكَى | ألِمٌ تُجَاوِبُهُ النِّسَاءُ العُوَّدُ |
هلْ يُدنينَّكَ منهمُ ذو مصدقٍ، | شجعٌ، يجلُّ عن الكلالِ، ويحصدُ |
كمخفِّقِ الحشيينْ باتَ تلفُّهُ | وَطْفَاءُ سَارِيَة ٌ، وهِفُّ مُبْرِدُ |
ضاحي المراعي والطَّياتِ، كأنَّهُ | بَلَقٌ تَعَاوَرَهُ البُنَاة ُ مُمَدَّدُ |
يققُ السَّراة ِ، كأنَّ في سفلاتِهِ | أثرَ النَّؤورِ جرَى عليهِ الإثْمِدُ |
حُبِسَتْ صُهَارَتُهُ، فَظَلَّ عُثَانُهُ | في سيطلٍ كُفئتْ له، يتردَّدُ |
حَتَّى إِذَا هُوَ آلَ، واطَّرَدَتْ لَهُ | شُعَبٌ كَأَنَّ وُحِيَّهُنَّ المُسْنَدُ |
أجلتْ يدا بلويَّة ٍ عنها، لهَا | إِبَرٌ تَرَكْنَ قَرَائِحاً لاَ تَبْلُدُ |
يَبْدُو وتُضْمِرُهُ البِلاَدُ، كَأَنَّهُ | سيفٌ علَى شرفٍ يُسلُّ ويُغمدُ |
وكَأَنَّ قِهْزَة َ تَاجِرٍ جِيبَتْ لَهُ | لِفُضُولِ أَسْفَلِها كِفَــافٌ أَسْوَدُ |
هَاجَتْ بِهِ كُسُبٌ، تَلَعْلَعُ لِلطَّوَى | والحِرْصِ يَدْأَلُ خَلْفَهُنَّ المُؤْسِدُ |
صُعرُ السَّوالفِ بالجراءِ، كأنَّها | خَلْفَ الطَّرائِدِ خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ |
واجتبنَ حاصبَهُ، وولَّى يقتري | فيحانَ، يُسجحُ مرَّة َ ويعرَّدُ |
يُذْرِي رَوَائِسَهَا الأَوَائِلَ مِثْلَ مَا | يُذْرِي فَرَاشَ شَبَا الحَدِيدِ المِبْرَدُ |
تترَى ، ويخصفُها بحرفَيْ روقهِ | شَزْراً، كَمَا اخْتَصَفَ النِّقَالَ المِسْرَدُ |
فصددنَّ عنهُ، وقدْ عصفنَ بنعجة ٍ | خذلتْ، وأفردَها فريرٌ مفردُ |
فالقومُ أجنبُها شرائجُ، منهمُ | طَاهٍ يَحُشُّ، وهَبْهَبيٌّ يَفْأدُ |
وغَدَا تَشُقُّ يَداهُ أوْسَاطُ الرُّبَى | قسمَ الفئالِ تقدُّ أوسطَهُ اليدُ |
يَقْرُو الخَمَائِلَ مِنْ جِواءِ عُوارِضٍ | ويخوضُ أسفلَها خُزامَى تمأدُ |
فبذاكَ أطَّلعُ الهمومَ إذذا دَجَتْ | ظلمٌ خوالفُها تخلُّ وتؤصَدُ |
قَالَتْ أُمَامَة ُ، والهُمُومُ يَعُدْنَني | وِرْدَ الحَوائِمِ سُدَّ عَنْها المَوْرِدُ |
أَنَبَا بِحاجَتِكَ الأمِــيرُ، ومدَّهُ | في ذاكَ قومٌ كاشحونَ فأجهدُوا |
فَاقْذِفْ بِنَفْسِكَ في البِلادِ، فَإِنَّما | يقضي، ويُقصرُ همَّهُ المتبلِّدُ |
وأخُو الهُمُومِ، إِذا الهُمُومُ تَحَضَّرَتْ | جُنْحَ الظَّلامِ، وِسَادَهُ لا يَرْقُدُ |
فلبستُ للحربِ العوانِ ثيابَها، | وشَبَبْتُ نَارَ الحَرْبِ فَهْيَ تَوَقَّدُ |