أصغيتُ لأنّي تشوّقت إلى صوتك |
نظرت لأنّي تشوّقت إلى وجهك |
مُدّي يديك إلى حافظ عهدك |
أُنظري إلى الثعلب العاشق ولا تقولي: يا اللّه، كم من |
الدجاج يحمل ضميره! |
بل قولي: حان للثعلب أنْ يجدني، فهو ترك وراءه |
الغابات، وأنا لم أعد أرى أمامي. |
... |
بعدما عرفتُ حقائق العالم فكرهتها وأحببتها |
تركتُ الشمس تغيب |
وأطفأتُ في غرفتي |
أطفأتُ وقلتُ: أُحبّك |
أجابوا: أُحبّك ! |
وأغمضتُ عيني فوجدتك |
لأنّي كُلّما أغمضتُ عينيّ |
رأيتُ السعادة. |
... |
أيكون حُبّي لك واحداً؟ |
أتمجّد بك ألتجئ إليك |
يا امرأة الأعمار المديدة |
يا امرأة الثمرات والمعونات |
يا امرأة الأحراج والبحار |
يا امرأة العينين المُرسِلَتَين إلى الأشياء نعمتها |
يا امرأة الشفتين المُغرورقتين بالدموع... |
... |
هُمْ رأوا شرّاً بينهم |
أنا رأيتهم. |
إلى متى يقصد الرجل الظُّلمة فيضيع |
وهو مكاناً واحداً يبغي |
إلى متى أُرْزق باطل العطايا |
وأنا ما اشتهيت غيرك |
إلى متى ينزل اللّيل على اللّيل كُلّ ليل |
ولا يطلع اللّيل ليلة من قلبي... |
... |
إنّي أترك الأسئلة والأجوبة |
أترك التظاهر والادّعاء |
أترك الوطن السطحيّ وأزقّة الجَدَل |
أترك مشاغلي وأترك مبادئي |
فأنت السّنون التي انقضت من دونك. |
ومهما يكن هذا الكلام باهتاً |
فهو عادل وليس باهتاً. |
إنّي سأترك الأسئلة والأجوبة |
ودمي سأترك على الصخور |
والشجر |
وسواحل الشمس وكواحل الأدغال |
وسأتركه على قوس القزح |
وعلى طريق بيتك |
فانظري إلى دمي ولا تقولي: كم حزين هذا |
المنظر بل قولي: كم هو حيّ حبيبي وحُبّه في |
الحَجَر والشجر والبشر |
فإنّي سأذهب لكنّ الذي جئتُ لأجله |
سوف يبقى. |