لمّا مات الأمير هَرَبَ البُسانيُّ الفقير من بطش |
الخليفة. |
تسلّل في اللّيل من أبراج السور وسافر مجموع ليالي |
السفر. دلّته نجمة العطش على جزيرة حيث استراح. |
وسمع أصواتاً ورأى حدوداً. ودلّته نجمة الجوع |
فأبصرهنّ. |
كانت في تلك البلاد عشرون ومليون امرأة. |
وبساتين. |
وشُهرة لطيفة لرجل إنْ أتى أتى وإنْ لم يأت أتى. |
وكُنّ يغزلن الصوف، ويرمين الصحون في الأنهر، |
ويأكلن التُّفّاح قبل أوانه إذ هو جاهز على الدوام في |
الجزيرة. وكُنّ يتعلّمن اللّغات والمبادئ والضحك |
والشوق والعلوم والغرائز. |
أعانت النساء راعي البساتين على الإقامة . خصّصن |
له راتب ملبس جديد، لكنّ راتبَ المأكل كان |
قديماً وأيضاً راتب الخمر. فمثل جسد الإنسان وروحه |
مثل بدء الخليقة. |
أعطينه الأرض فأخصبها. أعطين الحقل فروّج فيه |
العبير. أعطينه العشب فعلّمهنّ ما فيه من كواكب. |
أعطينه البراري فزيّنها باللّعب والأنغام. بلّل عيونهنّ |
وقصف التراب بعواصفهنّ. |
حفظن عليه اللّذّة قبل الحساب والسعادة قبل |
التاريخ. |
واللّواتي لم يكُنّ جميلات صرن جميلات. |
لقد هرب تحت اللّيل حتى وصل . لكُلّ هارب تحت |
اللّيل نجمة فوق اللّيل. |
وبعد ممات الأمير هو البُسانيُّ أمير. |
لقد أسّس هُناك حياته لنا. |
والنداء هو: لنهربْ وراءه تحت اللّيل. فَلْنقَعْ فريسة |
الجزيرة!... |