خلّصني، خلّصني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الحُرُّ لا يُراقبُ نفسه | فلا يرى أيّة أزهار يدوس | وأيّة أزهار يزرع. | ... | الحُرُّ ليس له ذاكرة | فها قد نسي نظرة | رَبَطته بتلك المرأة | التي سوف كثيراً تكون. | ... | لكنَّ الحُرَّ يُراقب نفسه | عندما يستعيد الذاكرة | فيرى تلك المرأة | وكمْ كان غبيّاً | كم سيصير عَبْداً | كمْ كان فرحاً | وكم سوف كثيراً يبكي. | ... | لأنّ الحُرَّ الذي صحا | أيّتها الفاتحة عينيها | لأنّ الحُرَّ الذي صحا | شقَّ قلْبَه الخوفُ عليك | ونسَفته الغَيْرة وركّزته الغَيْرة | وطوّحته الهموم | طوّحته، ضعيفاً مطعوناً | بين المخالب كقمر | ينظر إلى الأحرار | يكره الأحرار | ويصرخ ويعرف أنّه لا يصرخ: | خلّصني خلّصني | ويبكي ويعرف أنه لا يبكي، | لأنّ البكاء يُحرّر العاشق | وهو عاشق | ولا شيء يُحرّره. | ... | الحُرُّ لا يُراقب نفسه | الحُرُّ ليس عاشقاً | الحُرُّ لا يعرفك الحُرُّ لا يشتهيك | الحُرُّ إناء مكسور | الحُرُّ لم يأخذك | الحُرُّ لا يتعذّب لا يعرف لم يَدْخل. | آه لأكُن وحديَ العبد | ولْتُطفئني الغَيْرة والمخاوف تخنقْني | لم تعد الحُرّيّة جميلة | لم تعد الحُرّيّة كريمة. | بعدما ألبسني حُبّك وجهي | عرفت أنّ استقلالي السابق | هو الأسْر | وعرفت أنّ حُرّيّتي السابقة | هي المنفى | وعرفت أنّ كلّ شيء سابق | كان يحفر في المنفى نفقاً | مَشيْتُه طويلاً إليك | وكانت مسيرتي إليك | مسيرة أعظم الزنوج بياضاً. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أنسي الحاج) .