هُنَّ النساء حبائل الشيطانِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هُنَّ النساء حبائل الشيطانِ | يعنو إليها أشجع الشجعانِ |
يسلبنَ ألباب الرجال بنظرة | واللحظ مغناطيس كل جَنانِ |
فإذا مشين ومِلن في حَليٍْ وفي | حُلَل أثرن مكامن الأشجانِ |
وإذا سفرن عن المحاسن للورى | فهناك مصرع كل قلب عاني |
يا للرفاقة من طلوع غزالة | ترعى القلوب بحسنها الفتانِ |
فإذا بدت سجدت لها شمسُ الضحى | وإذا انثنت سجدت غصونُ البانِ |
قامت بعرش الحسن تستولي على | أهل الهوى والحور والولدانِ |
رضيَ الأنام بها مبايعةً لها | طوعاً فتمت بيعةُ الرضوانِ |
صدحت حمائم حَليْها في قدّهَا | وكذاك دأبُ حمائم الأغصَانِ |
غصن عليه قلوبنا طيرٌ ولا | عجب إذا طارت بلا أذهانِ |
سكرى ترنِّحها مدام شبابَها | فتميل لكن عن أولي الميلانِ |
لله ليلة أقبلت والطيب من | اردانها يحيي الكئيب الفاني |
مرَّت عليَّ شفيقة والدمع في | وجناتِها كالدر والمرجانِ |
وتقول لي ماذا وجدت من الهوى | فلقد وجدتُ لواعج النيرانِ |
وشفيتُ منها ما عنا وشفت كذا | خير الهوى فيه استوى القلبانِ |
حتى تفرقنا كذا وكذا فلم | يبرح سوى التذكار والتحنانِ |
أحبابَنا ذهبت بكم أيدي النوى | فمتى رجوعكمُ إلى الأوطانِ |
غادرتمونا في أسىً وصبَابة | نرعى النجوم وثلة الأحزانِ |
أسهرتمونا بالجفا من بعدكم | ونعمتم في بعدكم بتهاني |
غارت مناهلكم بغور تهامة | ورويتم بمناهل الرَّيانِ |
بالأجرع الفرد ارتعت أجسامنا | وجسومكم في روضة الصمَّانِ |
هلا بعثتم في الرياح تحية | تطفي الحشى من جذوة الهجرانِ |
هل تذكرون ليالياً كُنا بكم | نختال بين الحسن والإِحسَانِ |
لا أوحش الرحمن منكم إنكم | قد كنتم الأرواحَ للأبدانِ |
مالي وللأيام توجب فرقتي | وتحبُّ تشريدي بكل مكانِ |
أوَقد دَرَتْ أدبي وأني نازل | بحمى سلالة زايدٍ سلطانِ |
شيخ أمير بني فلاحٍ جامعٌ | كرم الورى وشجاعة الشجعَانِ |
يهب الكثير ويستقل فإنما | دنياه ينظرها بعين هوانِ |
وتهابه أسد الشرى وتخافه | صيد الورى ويروعه الملكانِ |
لله سلطان إذا طال المدى | وتسابق الفرسان في الميدانِ |
تتذلل الخيل الجياد إليه إذ | هو في ذُراها أفرس الفرسَانِ |
لله سلطان الكميُّ إذا ارتقى | اسد الكريهة والتقى الجمعانِ |
كم من شجاع في الوغى بحسامه | رغماً غدا متمزق الجثمانِ |
متحمل عِبْءَ النوازل قائم | في كشفها بمهنَّد وسِنانِ |
ساس الأمور بحكمة وتجارب | وبنجح تدبير وحسن بيانِ |
تلقاه مبتسماً وليس تهوله | في كل يوم كثرة الضيفانِ |
فهِباته موجودةٌ وجِفانه | مملوءة وضيوفه الثقلانِ |
بَرقت سحائب راحتيه وأرعدت | فانهلت الأمطار بالاحسَانِ |
واستقبلت رحب الفجاج فأعشبت | ساحاتها من جوده الهتّانِ |
فتزاحم الوُرّادُ حول جنابه | من كل قاصٍ قد أتاه ودانِ |
أبقاه رب العرش كهفا للورى | وملاذ أهل الفضل والايمانِ |
وادام أشبالا له يقفونه | فهمُ لبيت العز كالأركانِ |
وأدام اخوته أولى الفضل الأُلى | شادوا منازلهم على كيوانِ |
فخليفة صقر محمدٌ الفتى | وبنوهم أهل العُلا والشانِ |
فهم الجبال إذا تزلزلت القرى | وهم الغيوث بشدة الأزمانِ |
وبنو فلاح هم هداة الناس في | طرق الهُدى بهداية الرحْمنِ |