لا يزال الحق فينا مذهباً
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
لا يزال الحق فينا مذهباً" | "رضي الخصم علينا أم أبى |
ما بقينا فعلى الحق وإن" | "نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا |
إنما سيرتنا العدل ولن" | "ننثني عن نشره أو نذهبا |
نحن مَن قمنا على السلطان إذ" | "جار لا نتركه أن ينكُبا |
إنما البغي وظلم الناس لا" | "يثبت الملك عليه مركبا |
قومنا اضطروا إلى مذهبنا" | "عزلوا سلطانهم مستوجبا |
نحن قَوّمنا وسكنَّا بما" | "فيهم المعوجَّ والمضطرِبا |
ليس للدُّنيا لَدينا قدَر" | "مثل قوم عظّموها طلبا |
رفضُنا الدنيا وإن بَّرحت حرٍ" | "كيف إن ولَّت وسَاءت حُقُبا |
إنما الدنيا حطام زائل" | "فاقضِ منها يا فتى ما وجبا |
تعلمُ الدُّنيا وإن راقت لنا" | "ما عداها المجتلى والمجتبى |
نُعِشت فينا عقولٌ للهُدى" | "وجسوم فيه تشكو النًّبا |
لا نبالي إن بذلنا أنفساً" | "في رضا المولى ونؤتى المطلبا |
لم تَرعنا بارقات لمعت" | "قد أثارت صاعقاتٍ بالظُّبا |
كثرت أعدانا لكنَّ من" | "صحب الحق وإن قلَّ رَبَا |
شأننا الإِنصاف في الحكم ولا" | "نلج الرشوةَ أو بابَ الرِّبا |
ننصف العاجز من ذي قدرة" | "كان مِنّا أبعداً أو أقرَبا |
فإذا قلنا فعلنا أبداً" | "ما حيينا لا نقول الكذبا |
قولنا أنفذُ من صَوْلٍ وكم" | "صولنا زلزل أركان الجِبَالِ |
جذبتنا نفحة وَهْبية" | "تجعل المنكر والجور هَبَا |
خرجت في الأرض تمحو باطلاً" | "وتردّ الظلم ممن ركبا |
دولة غراء كالشمس بها" | "تشرق الدنيا وتسمو رُتَبا |
سهلة بيضاء لم تُلفِ بها" | "حرجاً أو كدراً أو معتبا |
وهب الله لها من لطفه" | "سالماً ذاك الامامَ المجتبى |
سلَّه الله حساماً لامعاً" | "يقطع الكفر ويجلو الغيهبا |
بايعته العُلما والأُمرَا" | "والبرايا فترقّى منصبا |
قام بالأمر فكان اليُمْنُ في" | "سعيه حيث أتى أو ذهبا |
فهو فتّاح الصيَّاصي والقرى" | "وهو وضاح الصَّحاري والرُّبا |
زهتِ الدنيا به كالعيد في" | "أهله وافق دهراً طيبا |
وبه لطف كبَرْد الماء من" | "كَبِد الظمآن يُطفي اللهبا |
فهو الماءُ جرى عند الرِضا" | "وهو النار يُرى إن غضبا |
دائم الصبر حَمول للأذى" | "قائم الشكر يجلي الكربا |
أمرُه شورى فلا خُلْف لما" | "يرتضيه العلماء النقبا |
حف بالنصر لما يقصده" | "وببرهان يُزِيل الحجبا |
ما عناه أصعب إلا وقد" | "سهّل الله إليه الأصعبا |
راشد الأُمّة مأمون البِنا" | "واقد الهمة مسنُون الشَبا |
سالم الجانب ممدود المدى" | "طاهر الحُجْزة معقود الحُبا |
آمِن المرصد ميمون اللقا" | "صاعد المقصد يعلو الشهبا |
وأخوه الناصر الشهم الذي" | "قام في سبل الهُدى محتسبا |
باسط الراحة محمود العلا" | "واسع الساحة مأوى الأُدَبا |
يا حُماة الدين يا أهل الوفا" | "يا كرام الناس قومُوا غضبا |
أيِّدوا هذا الامام المرتضى" | "واعمروا بالعدل هذا المذهبا |
وانزعُوا الأحقاد منكم واسلكوا" | "سُبل الخير وداووا الوَصَبا |
واجمعوا الأمر ولا تختلفوا" | "واحذروا ريحكم أن تذهبا |
واطلبوا الألفة وارعَوْا حقكم" | "واذكروا إذ كنتم أيدي سَبَا |
وابذلوا الفانيَ بالباقي فما" | "يطلب الأشرفَ إلاَّ النُّجَبا |
هذه دولتكم يدري الورى" | "إنكم أركانها والخُطبا |
وعجيب أصلها منا ولم" | "نعتلق منها بأدنى سَبَبا |
راقبوا مولاكم في دينكم" | "واحفظوا دينكم والأدَبا |
يا بني الاسلام هل من يغرة" | "تُنهض المُقْعَد والمنقلبا |
تلك عباد المسيح اختبرت" | "أمركم هل طال سعياً أم كبا |
فإذا ما استضعفوا أمركم" | "جعلوكم مغنماً أو منهبا |
وإذا ما استصعبوا أمركم" | "أدبروا عنكم وولوا هربا |
هذه حالتهم لم تختلف" | "ومحال حالُنا أن تُغلبا |
حالنا قد بَهرت أعلامنا" | "رفرفت بالنصر فيها كتبا |
ولْيروا منا سيوفاً رُهِفت" | "قَطفت منهم رؤوساً حبحبا |
فلْيروا منا خميساً لَجِبا" | "عجلاً يحمل موتاً عجبا |
قد سمعنا رنّةً صَافرة" | "من بني الكفر فقلنا هبهبا |
لم يكن كل صدىً تسمعه" | "صلت السيف ولا صوت الظبا |
هب صدى السيف فإنّا عرب" | "بذباب السيف نقضي الأربا |
نحن نهوى الموت في درك العُلا" | "ولأن الموت حكم وجبا |
فإذا الحرب علت أصواتها" | "لا تلمنا إن رقصنا ضرَبا |
أوَ لَم يَدْرِ بنو الكفر على" | "قِلِّنا إنا كثيرٌ حَسَبا |
نحتسي من ارؤس القوم الطلى" | "ونعد الضرب فينا ضربا |
وهم أكثر منا عدداً" | "وهمُ أكثر منَّا نشبا |
غير إنا عندنا الحق ومن" | "عنده الحق علا فوق الربى |
ولقد نُزّل في الذكر لنا" | "كم قليل لكثير غلبا |
عبدوا عيسى وقالوا إنه" | "ولدٌ واعتقدوا الله أبا |
حاشَ لله فلا نخِذل من" | "صار في توحيده منتدبا |
وابن إبراهيم أبدى أنه" | "مستعين بهم كي يُرهبا |
وتحدّى بهم مستظهراً" | "أمره فينا وبث الكُتُبا |
ورمى المسفاة حرباً فرأى" | "سيئاً ثم انثنى محتجبا |
فأثار الناصر الدين على" | "حربه جيشَ مَنون لَجِبا |
جيش صدق سُقيت أنصُلُه" | "سُمَّ شجعان تُذِيق العطبا |
فأحاطوا بجهات الحزم لا" | "يجد الحصن إليهم مضربا |
والمقاديم يشبّون وغىً" | "ويدبّون إليه كالدَّبا |
وعُمان حركت أرجاءها" | "وغدت تجري دَبوراً وصَبا |
فأماتوا نهرهم كَبْساً ولم" | "يَدَعَوا فيه لطفل مشربا |
وإِمام الناس في رستاقه" | "يتوالون إليه رغبا |
ومضى أحمد يستنجد من" | "آل سعد والنصارى طلبا |
والنصارى في الذي ليس لهم" | "فيه نفع لم يكونوا سببا |
إيعادي مُسلمُ ذو نهُيةٍ" | "دولةَ الأسلام قل لا مرحبا |
ظن ماء وهو آلٌ واعتلى" | "بحبال مدّها وهي هَبَا |
وأتى مسترضياً بالصلح في" | "آل جنّي لا رِضاً مستعتِباً |
لم يزل في غِرّةٍ ملتهياً" | "وعلا ثم غلا ثم أبى |
غالب الأيامَ فانحط وذا" | "شأن من قام يعادي الأغلبا |
ما درى أنَّ العوادي طرقت" | "حوله لما دعاها كَثَبا |
ليته أضمر طيباً وحلا" | "مورداً واعتاد قولاً طيبا |
ما عليه ثائر من أحد" | "لا ولا كان له مرتقبا |
أين ذاك العقل منه والذكا" | "والدَها ولىَّ وأنى ذهبا |
ما اقتفى آباءه الصيد الأُلى" | "دوّخوا الأرض وهاداً ورُبى |
فهم غوث الورى غيث الثرى" | "عدلُهم شرَّق حتى غرَّبا |
وبنو جني برأي غلَبُوا" | "الجن والإِنس وراعوا مطلبا |
أهل عقل وسكون قد رأوا" | "ميلهم للصُّلح فوراً أصوَبَا |
صالحوا فارتفعوا منزلة" | "وهَمَوْا جوداً فبارَوا سُحُبا |
يا إمام المسلمين استمعُوا" | "بلبلاً يصدح في دوح الرُّبَى |
تجدوا سِحراً حلالاً ضمَّه" | "منطقٌ جزل وقولٌ عَذُبا |
أطلبُ الأجر من المولى بكم" | "وعليه أن يُتِمّ المطلبا |