حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا | وَالْفِتْيَةَ النُّضْرَ الصِّلاَبَا |
أَلتَّارِكِينَ لِغَيْرِهِمْ | نَزَقَ الطُّفُولَةِ وَالدِّعَابَا |
أَلْجَاعِلِي بَيْرُوتَ وَهْ | يَ الثَّغْرُ لِلْعَلْيَاءِ بَابَا |
أَلطَّالِبِينَ مِنَ المَظِنَّا | تِ الْحَقِيقةَ وَالصَّوَابَا |
أَلْبَائِعِينَ زُهَى الْقُشُو | رِ المُشْتَرِينَ بِهِ لُبَابَا |
آدَابُهُمْ تَأْبَى بِغَيْ | رِ التِّمِّ فِيهَا أَنْ تُعَابَا |
أخْلاَقُهُمْ مِنْ جَوْهَرٍ | صَافٍ تَنَزَّهَ أَنْ يُشَابَا |
نِيَّاتُهُمْ نِيَّاتُ صِدْ | قٍ تأْنَفُ المَجْدَ الْكِذَابَا |
آرَاؤُهُمْ آرَاءُ أشْ | يَاخٍ وَإِنْ كَانُوا شَبَابَا |
مَهْمَا يَلُوا مِنْ مَنْصِبِ الْ | أَعْمَالِ يُوفُوهُ النِّصَابَا |
وَالمُتْقِنُ المِجُوَادُ يُرْ | ضى اللهَ عَنْهُ وَالصَّحَابَا |
أُنْظُرْ إلى تُمْثِيلِهِمْ | أَفَمَا تَرَى عَجَباً عُجَابا |
فَاقُوا بِهِ المُتَفَوِّقِي | نَ وَأَدْرَكُوا مِنْهُ الْحَبَابَا |
أَسَمِعْتَ حُسْنَ أَدَائِهِمْ | إِمَّا سُؤَالاً أَوْ جَوَابَا |
أَشَهِدْتَ مِنْ إِيمائِهِمْ | مَا يَجْعَلُ الْبُعْدَ اقْتِرَابَا |
أَشَجَتْكَ رَنَّاتٌ بِهَا | نَبَرُوا وَقَدْ فَصَلُوا الْخِطَابَا |
قَدْ أَبْدَعُوا حَتَّى أَرَوْ | نَا جَابِرَ الْعَثَرَاتِ آبَا |
حَيّاً كَمَا لَقِيَ النَّعي | مَ بِعِزَّةٍ لَقِيَ الْعَذَابَا |
لاَ تَسْتَبِينَ بِهِ سُرُو | راً إِنْ نَظَرْتَ وَلاَ اكْتِئَابَا |
مَا إِنْ يُبَالِي حَادِثاً | مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ نَابَا |
يَقْضِي الرَّغَائِبَ بَاذِلاً | فِيهَا نَفَائِسَهُ الرِّغَابَا |
يُخْفِي مَبَرَّتَهُ وَيُجْ | بَرُ أَنْ يَبُوحَ بِهَا فَيَابِى |
لاَ يَنْثَنَي يُوْماً عَنِ الْ | إِحْسَانِ لَوْ سَاءَ انْقِلاَبَا |
وَتَحَوَّلَتْ يَدُهُ إلى | أَحْشَائِهِ ظُفْراً وَنَابَا |
هُنَّ الْخَلاَئِقُ قَدْ يَكُنَّ | بُطُونَ خَبْتٍ أَوْ هِضَابَا |
وَالنَّفْسُ حَيْثُ جَعَلْتَهَا | فَابْلُغْ إِذَا شِئْتَ السَّحَابَا |
أَوْ جَارِ في أَمْنٍ خَشَاشَ | الأَرْضِ تَنْسَحِبُ انْسِحَابَا |
كُنْ جَوْهَراً مِمَّا يُمَحَّ | صُ بِاللَّظَى أَوْ كُنْ تُرَابَا |
لَيْسَا سَوَاءً هَابِطٌ | وَهْياً وَمُنْقَضٌ شِهَابَا |
ألْبَيْنُ مَحْتُومٌ وَآ | لَمُهُ إِذَا مَا المرْءُ هَابَا |
وَالطَّبْعُ إنْ رَوَّضْتَهُ | ذَلَّلْتَ بِالطَّبْعِ الصِّعَابَا |
لاَ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا اجْتِدَا | ءً تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلاَبَا |
رَاجِعْ ضَمِيرَكَ مَا اسْتَطعْ | تَ وَلاَ تُهَادِنْهُ عَتَابَا |
طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَمْضِ فِي | غَيٍّ تَبَيَّنَهُ فَتَابَا |
أَلْوِزْرُ مَغفُورٌ وَقَدْ | صَدَقَ المُفَرِّطُ إِذْ أَنَأبَا |
يَا مُنْشِئاً هَذِي الرِّوَايَة | إِنَّ رَأْيَكَ قَدْ أَصَابَا |
بِاللَّفْظِ وَالمَعْنَى لَقَدْ | سَالَتْ مَوَارِدُهَا عِذَابَا |
حَقًّا أجْدْتَ وَأَنْتَ أحْ | رَى مَنْ أَجَادَ بِأَنْ تُثَابَا |
وأَفَدْتَ فَالمَحْمُولُ فِي | هَا طَابَ وَالمَوْضُوعُ طَابَا |
يَكْفِيكَ فَضْلاً أَنْ عَمَرْ | تَ بِهَا مِنَ الذِّكْرَى خَرَابَا |
يَا حُسْنَ مَا يُرْوَى إِذَا | أَرْوَى مَعِيناً لاَ سَرَابَا |
أَذْكَرْتَ مَجْداً لَمْ تَزَلْ | تَحْدُو بِهِ السِّيَرُ الرِّكَابَا |
وَعَظَائِماً لِلشَّرْقِ قَدْ | أَعْنَتْ مِنَ الْغَرْبِ الرِّقَابَا |
خَفضَ الْجَنَاحَ لَهَا العِدَى | وَعَلاَ الْوُلاَةُ بِهَا جَنَابَا |
مَشَّتْ عَلَى الأَسْنَادِ في ال | رُّومِ المُطَهَّمَةَ الْعِرَابَا |
وَبِمُسْرِجِيَها الْفَاتِحِي | نَ أَضَاقَتِ الدُّنْيَا رِحَابَا |
آيَاتُ عِزٍّ خَلَّدَتْ | صُحْفُ الزَّمَانِ لَهَا كِتَابَا |
يَا قَوْمِيَ التَّارِيخُ لا | يَأْلُو الَّذِينَ مَضُوْا حِسَابَا |
وَيَظَلُّ قَبْلَ النَّشْرِ يُو | سِعُهُمْ ثَوَاباً أَوْ عِقَابَا |
مَنْ رَابَهُ بَعْثٌ فَه | ذَا الْبَعْثُ لَمْ يَدَعِ ارْتِيَابَا |
فَإِذَا عُنِينَا بِالْحَيَا | ةَ خَلاَ أَلْطَّعَامَ أَوِ الشَّرَابَا |
وَإِذَا تَبَيَّنَّا المَسِي | رَةَ لاَ طَرِيقاً بَلْ عُبَابَا |
فَلْنْقضِ مِنْ حَقِّ الْحِمَى | مَا لَيْسَ يَأْلُوهُ ارْتِقَابَا |
ويْحَ امْرِئٍ رَجَّاهُ مَوْ | طِنُهُ لِمَحْمَدَةٍ فَخَابَا |
أَعْلَى احْتِسَابٍ بَذْلُ مَنْ | لَبَّى وَلَمْ يَبْغِ احْتِسَابَا |
إِنَّا وَمَطْلَبُنَا أَقَ | لُّ الْحَقِّ لاَ نَغْلُو طِلاَبَا |
نَدْعُو الْوَفِّي إلى الحِفَا | ظِ وَنُكْبِرُ التَّقْصِيرُ عَابَا |
وَنَقُولُ كُنْ نَصْلاً بِهِ | تَسْطُو الْحِمِيَّةُ لاَ قِرَابَا |
وَنَقُولُ دَعْ فَخْراً يَكَا | دُ صَدَاهُ يُوسِعُنَا سِبَابَا |
آبَاؤُنَا كَانُواوَإِنَّا | أَشْرَفُ الأُمَمِ انْتِسَابَا |
هَلْ ذَاكَ مُغْنِينَا إِذَا | لَمْ نُكْمِلِ المَجْدَ اكْتِسَابَا |
يَا نُخْبَةً مَلَكُوا التَّجِلَّ | ةَ في فُؤَادِي وَالْحُبَابَا |
وَرَأَوْا كَرَأْيِي أَمْثَلَ الْ | خُطَطِ التَّآلُفِ وَالرِّبَابَا |
للهِ فِيكُمْ مَنْ دَعَا | لِلصَّالِحَاتِ وَمَنْ أَجَابَا |