مضى وكل قطين بعده فان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مضى وكل قطين بعده فان | من كنت في البعد ارعاه ويرعاني |
ومن على فوته عيني مسهدة | ترعى النجوم وليل الهم يغشاني |
ومن اتاني منعاه ولم اره | فهاج حزني واضناني واضناني |
يا طور لبنان هل تشجيك اشجاني | لفقد الف عزيز للصبي ثان |
وهل ذوى منك دوح باسق اسفا | كما ذوى من فوادي كل سلوان |
وهل اتاك حديث الاولين مضوا | وفخرهم دائم من دون نقصان |
امثال فردك ناصيف فهل لك من | فقدانه بدل يا فجع فقدان |
هيهات ليس له ند فينسينا | فرط الحنين اليه بعض نسيان |
يا سائلي هل شجا ناعيه ذا شحط | ولاع منه فؤادا لوعة الداني |
انظر الى دمعي القاني وقس لهبا | عليه بين الحشا من نار احزاني |
حر تحرى على الآداب في زمن | فيه المآدب تحدو كل انسان |
فلم يضع ساعة من عمره عبثا | ولم يضع قوله في غير احسان |
كانت قوافيها البيد سائرة | سير النجوم فتهدى كل حيران |
تنزهت عن عيوب الشعر رائقة | لفظا ومعنى هما في الحسن صنوان |
كما تساوي لديه من نزاهته | مال وعدم هما للحر سيان |
لو لم تكن دررا ما كان ناظمها | فكر له ثاقب في جيد ازمان |
له البلاغة مذ عهد الصبى خلق | لم يثنه عنه في السبعين من ثان |
ما كان يهجو ولا يهجى ولا حجبت | ذكا قريحته احلاك حدثان |
كانت اسرته عنوان نيته | على المصافاة في سر واعلان |
وشانئ شانه تهجين ذي شان | لكنه عاش ذا شان بلا شان |
مضى وفي ثوبه الآداب قد طويت | من بعد ما نشرت عنه بتبيان |
ان الذي انشرت اشعاره حكما | حي وان درجوه ضمن اكفان |
ان كنت بالغت في تابينه فلكم | في مدحه بالغت صحبي واقراني |
لا تنكروا فضل ذي فضل لمذهبه | وفي اطلبوا علم اهل الصين برهاني |
واحسرتاه عليه اذ نؤرخه | مضى وكل قطين بعده فان |