لاع الغرام فؤادا لازم الشجنا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لاع الغرام فؤادا لازم الشجنا | وعال حكما فطر في صارم الوسنا |
تناوشتني عوادي الدهر ملبسة | اياي من حوكها ثوبى اسى وضنى |
فكدت اذهل اني في رضى ملك | وانه لي مجن يدفع المحنا |
من لا تزال سجاياه مطهرة | عن ان تشاب بشيء ذكره هجنا |
سن المحامد بين الناس فاتخذوا | فرض الثناء عليه واجبا سننا |
تأبى عدالته في منظر عوجا | والسيف اعمله بالحق فاحتتنا |
ترى اللغات جميعا في مدائحه | فصيحة والذي لم يتغر لسنغا |
ان لم يكن لكريم قط معجزة | فذاك معجز اسماعيل قد علنا |
لو ينطق الصخر يوما قال مرتجلا | اني الين لذكرى عدله غدنا |
قل الجدير بهذا المدح وهو عنا | لمن به غيره من ذا الانام عني |
سل عنه من صار يجدى السائلين يقل | ما جدت الا من استجدائه المننا |
سل القياصر عنه والملوك وهم | يعظمون حماه اينما سكنا |
وسل ممالك اوربا وقد نعشت | فيها مكارمه كلا كما زكنا |
هل الرشيد وابناء الرشيد بنوا | للفخر ذكرا كما فضل العزيز بنى |
اكان يوما لبغداد الفسيحة ما | لمصره من قرى قد باهت المدنا |
الاق دجلة لوحا من بواخره | ام الفرات اقل الجيش والسفنا |
ام المعارف كانت في زمانهم | تحوى رئيسا عليها عارفا فطنا |
ام كان ينشر مما الفوا صحف | في كل فن تسنى للهدى سننا |
ام كان ام كان مما لا اطيل به | قولا فحسبك ان كنت امرء الحنا |
ذاك الفخار على اصل الحضيض مشى | طفلا وهذا فخار يفرع القننا |
ذاك الزمان بتدمير العباد اتى | وذا اوان لتعمير البلاد اني |
سل رهط احمد والنعمان ما جنبا | حتى اهينا وفي تقواهما سجنا |
وسائل الصبر اذ يعلو مطهمه | كيف الجناب الرفيع اليوم قد امنا |
فاي هاتين اولى ان يقال لها | دار السلام وهل تؤتى الجمال كنى |
وانظرا من كان مطبوعا على خلق | كمن تكلفه من هاهنا وهنا |
اتى من المادحين المطرئين على خلق | جميع من خلدوا ذكرا لهم حسنا |
فانما المرء تحييه مآثره | وما له غير ما تجنى يداه جنى |
لكن اقول مقال الحق لا وجلا | من ذي ملام ولا مغرى يقول خنى |
وما بقال فلان كنت ذا ولع | ولا بزخرف مدح كنت مفتننا |
ومن تشقه حكايات مموهة | فانما مثله من بعيد الوثنا |
ان الاوائل في روم الفخار شأوا | لكنهم في الجد للآخرين ثنى |
قد يدرك الآخر الشأو الذي عجزت | عنه الاوالى وقد ينقاد ما حرنا |
افدى العزيز الذي لولا مكارمه | لم يبق في الشعر الا قول من مجنا |
من وصف خصر وارداف وماكمة | ونحو ذلك مما عقله فتنا |
فلو عرضت على قوم جواهره | لما حلا احد منهم بها ثمنا |
من ذا يشابه اسماعيل في خلق | تنسى حلاه الغريب الاهل والسكنا |
صلاته رجحت آمال سائله | فكل قول اتى في شكرها اتزنا |
في عصره الورق المضروب يبذل في | قراضة الورق المهدى اليه ثنا |
ان تحص ما في لغات الناس من كلم | فأحص ايلاءه الآلاء والمثنا |
لولا معاليه خلنا الناس قد نسيت | فعل الجميل وان الدهر قد افنا |
اذ لا ترى غير وعد فات موعده | والغدر والمكر والاضغان والاحنا |
ما ذا ترى في اناس طال مسخهم | فهل يعودون انسا بعد ما اسنا |
راموا العزيز بضروهو نافعهم | وفي حماه اصابوا الرغد والغدنا |
كادوا ولكنهم بآوا بغيظهم | وكل ذي منطق اياهم لعنا |
سيعلمون غدا ماذا يحيق بهم | ومن يساوره السوء الذي اضطبنا |
يا للعجاب وقد صرنا إلى زن | فيه نرى الجن امثال الورى سحنا |
يروق عينك مرآهم ومخبرهم | يشف عن غول قصد في الحشا كما |
ورب حر تراه العين ممتهنا | حتى تفاوضه في الامر ممتحنا |
قد خيب الله مسعاهم وردهم | بغيظهم فهو عنهم يسلب الامنا |
كما ادام لاسماعيل نعمته | وزاده بسطة يا طيب ذك منى |
ابا الفداء ابيت اللعن ان لنا | منك الغناء وما عنه نصيب غنى |
واننا ان نعد مدحا اليك يعد | مدحا علينا وفخرا باقيا وسنا |
واننا ان نبلغ مصر تهنئة | بان سلمت فللدنيا بذاك هنا |
العيد عاد بتخويل السرور لنا | وفي بحابح رغد العيش اسكننا |
عيد به حزت انواع المبرة من | صوم ومن صدقات احيت الوطنا |
بهرت خلقا واخلاقا ومنقبة | وشيمة ومزايا كلها حسنا |
فما يباريك الا بائر بعنا | وما يجاريك الا خاسر غبنا |
لا تخش باسا فذ والباس الشديد له | عناية بك اني كنت لن تهنا |
ان الذين تقيهم منك مرحمة | ليبذلون لك الارواح والسكنا |
فاسلم مدى الدهر في عز ومقدرة | وسيف عزمك ماض اينما مزنا |
ودام نسلك فخرا للانام كما | سميك البر حلى نسله الزمنا |