يا صاحبي لدى فروق أقيما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا صاحبي لدى فروق أقيما | تجدا المقام مسرة ونعيما |
وتغادرا ألم النوى نسياكما | ينسى الصدى من يوعد التسنيما |
بلد يقول لزائريه ابشروا | بنوال ما املتموه عميما |
حمد السرى من فيه عند صباحهم | فكأنهم لم ينكروا التهويما |
وكأنهم لم يجزعوا حزنا ولا | جزعوا له حزنا ولا تهيما |
قروا به عينا وفي اليد منه ما | عنهم نفى غينا ووسد جيما |
يدعون للملك المعظم من غدت | آلاوه تستغرق التعظيما |
عبد المجيد لكل أمجد سيد | مولى الملوك جبلة وأروما |
شرفت له نفس فارفع مارب | يبدو حضيضا عندها مثموما |
ويجل عن أن يستماح فإنما | جدواه تسبق من جداه قدوما |
تمضي جليل الهم همته كما | تمضى المضارع لم بها مجزوما |
إن السعيد بنظرة يوما له | أو منه يصبح مسعدا مأموما |
وإذا كليم الدهر باء كليمه | لم يلقه يوما وآب كليما |
فدواء هذا الدهر طلعة وجهه | لا ان تراقب طالعا ونجوما |
وصلاح هذا الخلق يمن وجوده | لا أن تنوط تميمة وتميما |
من أين مثل مليكنا في خلقه | برا رؤوفا عادلا وحليما |
لو خالطت أخلاقه الأرواح ما | هبت لنا إلا صبا ونسيما |
لا يزدهيه الملك والسلطان عن | أن يستجيب لمن شكا مظلوما |
فالظلم أنكر خطة في سمعه | والعدل أشجى مطرب تنغيما |
لو يعلم الأقوام من لبنان ما | آساه من لاوائهم ترحيما |
لراوا أساه فقط لذلك آسيا | بله التدارك بالجنود جموما |
لكنما محتوم ربك واقع | أحذرت أم لم تحذر المحتوما |
لولا البلاء لما تميز صابر | عن جازع فجنى الجزاء عظيما |
ما دام مولانا المفدى سالما | يغدو السليم من الزمان سليما |
تنمى صنائعه الثواكل حزنها | وترب براعيلا ويتيما |
فاق الملوك تكرما وتحلما | وعلا على كل البرية خيما |
يسر العباد يسره فكأنه | لهم اب كلا يخول نيما |
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني | ألم تيأسوا اني ابن فارس زهدم |
لو لم يكن في الدهر إلا جوده | ووجوده لكفى بذاك مروما |
أحيى لنا دول الخلافة بعدما | قد غودرت منها العظام رميما |
فرشيدها من رأيه وأمينها | من فعله ومعزها تصميما |
جبلت قلوب الناس قاطبة على | إيثار ما يختاره تقديما |
علما بفطرته على الكرم الذي | ما ان يجيز من الأمور ذميما |
ولذاك مد اللَه في سلطانه | وأتم نعمته عليه مديما |
وأمده برجال عزم رأيهم | شورى يشور صواب ما قد ريما |
ما فيهم من فى رضاه مؤتل | أو موجس في حبه تلويما |
من كان رب العالمين أحبه | أنَّى يكون العبد فيه ملوما |
إن أبهمت خطط واغطش ليلها | بزغت إرادته عليه صريما |
فكما يشاء تقدر الأشياء إذ | لم يبغ قط منى تلى التاثيما |
ما خانه إلا الخؤون لربه | ولسوف يصلى حسرة وجحيما |
ما كان مولاه لينصر ضده | ولو انه ملأ البلاد اطوما |
فلدعوة في جمعة منه على | جمع الخميس ترده مهزوما |
اللَّه سدده وشدده وأيده | وكان بما قضاه عليما |
فمن المخاصم والإله نصيره | ومن الذي يبغي الإله خصيما |
ومن الذي ينسى فواضل بره | ومن الذي يلقى سواه كريما |
هاتوا أحاديث الملوك وابرزوا | منها له في كل فخر ليما |
أقسمت باللَّه الذي بقضائه | تجري الأمور كما أراد قديما |
ليصغرن لديه كل مكابر | ويحطمن جنودهم تحطيما |
وليجعلن لواء إمرته على | رغم الحسود مويدا معصوما |
أشقى الورى من باء من رضوانه | أو عهده وأمانه محروما |