أصيبت فرنسا بالرجال وبالمال
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أصيبت فرنسا بالرجال وبالمال | فيا ويحها من بعد عز واقبال |
اعدت جيوشا للقتال وجهزت | بوارج حرب في البحار كاجبال |
وقالت الى برلين يا جندي انفروا | فتلك التي قد كدرت صفوا حوالي |
وتلك التي قد زاحمتني على العلى | ولم تك قبل اليوم تخطر بالبال |
وصولوا على جرمانيا كلها فقد | اراها يدا معها تحاةل اذلالي |
فلي قيصر قرم جليل تهابه | جميع ملوك الارض هيبة رئبال |
اذا انذر الاملاك حربا تزلزلت | ممالكهم من بأسه أي زلزال |
فهذي جيوشي وهو فيها محكم | رئيس عليها آمر امر مزيال |
وقد ناب عنه في الامارة زوجه | ومعها رجال من ذوي الحدس والخال |
واكثرهم صخبا وشغبا واحنة | غرامون شيخ ذو هياج وتصهال |
ندا مع اولي الشورى وقال اميرنا | يرى الحرب فرضا فانفروا دون امهال |
فعارض قوم منهم في وجوبها | فضجوا ولجوا في جدال وبلبال |
الى ان بدا للاكثرين لزومها | وكانوا على راي لقيصرهم تال |
فسارت الى الرين الجيوش وعسكرت | هنالك سكرى من وساوس آمال |
ورافقهم ذاك المحكم وابنه | وحلوا بمتز كلهم ناعمي البال |
وكانت لهم مثوى لعزة شانها | ومعقل امن لم ينظر بامثال |
على ثلث مليون اناف عديدهم | وكل له في الحرب مشية مختال |
ومنهم رعيل كان في حرب مكسكو | وآخر في ارض الجزائر ذوبال |
وقال الورى يا ويح من برزوا له | ويا ويل مغرور لنارهم صالي |
فاول ما اصموا بروك مدينة | على السار لكن ادبروا بعد اقبال |
فان العدو اشتد باسا عليهم | وكان له ضعفا جيوش وعمال |
فكان له فيهم نكاية ظافر | وردهم قهرا بخيل ورجال |
ويا يوم فلوا في بروت وادبروا | شماطيط فلا عز عن كل منوال |
ومذ ايقنوا ان قد تقلص ظلهم | ذوى منهم يقطين بطش وآمال |
واثمر للجرمان غرس مناهم | بفوز قريب لا يشاب باخلال |
فهابتهم الدنيا واثنت عليهم | ومالت اليهم ميل راج وامال |
وكان يدير الامر بسمرك فيهم | وسير السرايا ملتكى دون اغفال |
فيا لهما من حازمين ترفعا | على كل ذي حزم وعزم وافضال |
فلما احس الامبراطور باسهم | نجا منهم منجى الجبان بترحال |
وغادر شطر الجيش في متز هاربا | وقال يداجيهم مقالة فعال |
ساطلب آثار العدو مقاتلا | بمن هوا باق من كماتى وابطالى |
بمن هو باق بعد كبرى هزيمة | وقائدكم يا لاين اجرأ صوال |
وقائد جيشي مكمهون وانني | به قاهر الاعداء عن روم ايغال |
وسار الى حصن يسمى بفردن | يظن به امنا وارجاء افشال |
فطارده جيش العدو معقبا | فولى الى شالون يمزع كالرال |
ومنها الى سيدان بالجيش كله | عقيب معاناة وبوس واوجال |
وذلك حسن عند بلجيك حوله | ربى وتلال حبذا الوزر العالي |
ولكنهم نآوا سفاها عن الربى | فحلت بها الجرمان من دون امهال |
هنالك عم الويل والشر والردى | بترميل ازواج وتيتيم اطفال |
وتبضيع آراب وتقطيع أوصال | وتفليق هامات وتدمير اطلال |
ويلاتهم الجرمان فاستسلموا لهم | ثمانين الفا اويزيدون في الحال |
ومن قبلهم عشرون ألفا ونيف | اجيئوا إلى اسر وقيدوا باذلال |
واكثر من هذا ابادتهم الوعغى | وذلك من بعد اقتحام وقيتال |
فانهم والله ابلوا وصابروا | وكلهم ابدى بسالة جدال |
وكم هجموا في وقعة بعد وقعة | وخاضوا المنايا دون خشية اوهال |
ولكنما قوادهم ابسلوهم | وقيصرهم يرمى باول ابسال |
فقد آثر التسليم تسليم ناكص | فسبق اسيرا واستخف به القالي |
فلم يبق من ذا الجيش اجمع راجل | ولا فارس فالجو من ذكرهم خال |
فلما درت باريس ذا الخطب اعولت | وضجت وباتت في شجون وولوال |
وقالت منتنى دولة قيصرية | باهلاك اجنادي واتلاف اموالي |
وان صلاحي دولة جهرية | تسدد اعمالي وتصلح احوالي |
فنادت بخلع الامبراطور وابنه | وثارت لاخذ الثار ثورة قسطال |
ففرت حليل الامبراطور بغتة | وكان لها في السير سرعة مرقال |
تحرت بلاد الانكليز مباءة | وقدما اليها فر كل امرء جال |
وجمع غميتا جموعا كثيرة | وخال بذا التجميع ادراك اذحال |
وبث على نهر اللوار جحافلا | مولفة من بين طاه وبقال |
فلم يغن عنهم ما اعدوا وعددوا | واين دفاع الغر من بطش محتال |
فاوغل في ارض السويس هزيمة | ثمانون الفا منهم أي ايغال |
وقد حصرت باريس من بعد ما جرى | بسيدان من حصر واسر وتقتال |
وحل حواليها عساكر جمة | على اهبة بعنو لها باس اشبال |
وحل المليك القرم ولهلم شاتيا | بفرساي مع جيش عظيم واثقال |
وحينئذ جآته اقيال قومه | بتاج وقالوا انت قيصرنا العالي |
كذلك تبقى القيصرية دائما | لنسلك ما دامت عشائر اجيال |
ومن عجبي ان الفرنسيس فاخروا | بذا الامر واعتدوه من ايمن الفال |
لانهم خالوا سعادة ارضهم | اظلته حتى صار قيصر اقبال |
وبالغت الجرمان في حصرها فلم | تغادر لها قونا ولا بر مفضال |
وكم من مئات من مدافع صوبت | عليها وكم شبت بها نار اثكال |
فيا حصرة ما كان اشأم وقتها | عليهم فقد عانوا بها شر اهوال |
وقد اكلوا لحم الكلاب وفاتهم | من الدفء ما لا بد منه لذي الآل |
وبثوا بريدا من حمام وطيروا | قبابا الى طور مسافة اميال |
لان اولى الاحكام كانوا ثووا بها | ولم يلبثوا ان غادروها باعجدال |
وحلوا ببردو وانتدوا بفنائها | لاصلاح اخلال وانماء آمال |
وقالوا اذا لم يبق في الارض ملجأ | لنا ففسيح البحر ملجأنا الكالي |
واعجب شيء قيل حرب القباب في | مدى الجو مثل الدو من صادق القال |
ويقرب منه ما حوى البحر من لظى | اعادت سفين الحرب من دون اعمال |
وفي تلكم الاثناء عزت عساكر ال | شمال فكانت تحتوي مدن الغال |
فكم فتحوا من قلعة بعد حصرها | وكم اسروا من زاجل مع ابطال |
وكم غنموا من راية ومدافع | وخيل وآلات ومال وانفال |
وقام بامر الجمهرية ناهضا | تيار ومعه اهل شوى وانقال |
ودابهم في كل ندوة مجلس | معارضة الراوي بانكر اسجال |
فما ان يزال الشغب والشر فيهم | مثيرا لاضغان واصلا لبلبال |
فان فريقا منهم ما يروقهم | سوى ملك من آل بربون عضال |
وقوما يرون الامبراطور وحده | جديرا بهذا الملك فهو له كال |
وهذا الذي لا يهتدى لعداله | ولو قام فيهم خاطبا الف قوال |
اذا لم يكن للمرء من ربه هدى | فلا شي يهديه من القيل والقال |