لاسماعيل خير القول يهدى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لاسماعيل خير القول يهدى | اليه كل من قد ضل يهدى |
مليك في المكارم فاق حدا | ونائل راحتيه فات عدا |
أبو العرب الذين لسانهم ذا | فما لهما وربك من تحدي |
توخوا بابه الاعلى فآبوا | وقد فازوا بما راموه قصدا |
أفادهم اللآلي من صلات | باصداف المديح خلدن خلدا |
وأوسعهم فواضل سابغات | عليهم أوجبت شكرا وحمدا |
تخونهم القوافي إن أرادوا | مديح سواه ثم تتيه صدا |
فلا يجدونها وان اشمعلوا | إلى نشدانها وخدا ووجدا |
ابريني الورى أبا وجدا | واكرم من يسود ايا وجدا |
فيوم النحر للاضياف اندى | ويوم الفخر بالأسلاف أمدى |
إذا ما حل أرضا وهي مرت | تراها أنبتت عزا ومجدا |
وان ذكر اسمه من صام شهرا | نشيت لفيه نسرينا ووردا |
أجاد صنائع الأسداء جدا | وأدى كل أصناع فأجدى |
تلافى مصر إذ لقيت خطوبا | وفي إسعادها لم يأل جهدا |
أشاد معالم الإحسان فيها | وهد مباني العدوان هدا |
ورد السوء عنها فاطمأنت | فخاب المفترى ان لن يردا |
فأصبح بينهم ما شيدته | يداه وبين قفر الفقر سدا |
يكاد رضيعهم يثنى عليه | بان لولاك ما مليت مهدا |
ولما ان فداها من رداها | دعته انت فاديي المفدى |
فلولا انت ما لبس ابن تربى | وذاق لعيشه بردا وبردا |
ولولا انت لم يصبح خبيري | خبيرا بالتمدن مستعدا |
وقدما سيم دغرا ثم غدرا | فامسى عيشه امنا ورغدا |
وكان اذا يبيت يئن سهدا | فصار له سواد الليل رقدا |
ولكن عودته يداك بذلا | فينفق ما يعد وما اعدا |
ليهنى مصر ان لها اميرا | حليما عادلا شهما مجدا |
تراه العين فردا والحجا من | مآثره العديدة لن يعدا |
ألا يا من يرى في الخل ندا | له استغفر فانك جئت ادا |
تشابهت القلى لكن منها | الوفا لا تعادل ويك فردا |
لعمرك ليس من سهر الليالي | لمحمدة كذى ارق بسعدي |
لعمرك ليس من نفع البرايا | كمن لذويه بالنفع استبدا |
لعمرك ليس من أعطى فاقنى | كمن اعطى على كره فاكدى |
تحر اللفظ ان تمدحه نقدا | تجده في لهاتك مرقندا |
فخير الناس اجدرهم بمدح | متى ينشد ترمه النفس نشدا |
أعاد العبد بالإنصاف حرا | ورد الحر بالالطاف عبدا |
تعيد الليل طلعته صباحا | فكل نجومه يطلعن سعدا |
فلو جحد البصير طلوع شمس | ابى لطلوع هذا البدر جحدا |
يمينا ان هذا القول صدق | وعند الله ذاك تخذت عهدا |
هو المولى الذي يولي العطايا | كوامل مثله قربا وبعدا |
هو المرجو للاسلام يحمى | حقيقته ويمنع من تعدى |
له بحرا جوار منشئات | وبرا جحفل كالبحر مدا |
يصول على العدو بمرهفات | تقد الدرع والحجفات قدا |
ولولا البغى من سفهاء قوم | اباعد لم يقم في مصر جندا |
لان قطينها طرا يراهم | له جندا وقل ان شئت ولدا |
ليوث في المعارك إن دعاهم | اميرهم لها لبوه حشدا |
يرون طلائع الاعداء عصفا | فيبتدرونها قلعا وحصدا |
عنت لهم عسير وهي تحكى | قبيل العسر طغيانا وقمدا |
وقبلا لم يدع ماضي ابيه | وسطوة جده في الارض ضدا |
فما حجز الحجاز لهم نفوذا | وقد فجعوا تهامة ثم نجدا |
فهل منت ثعالبه النجاشي | بان ستبز بالروغان اسدا |
اذا رام اشتهارا ذو خمول | فاول شهرة هي ان يحدا |
لسيدنا العزيز نجيد مدحا | وتهنئة بعيد الفطر تهدى |
لئن تك سافرت عنا وغابت | فمن انواره صبحا تبدى |
كذلك كان مهديها خفيا | فحين رنا اليه بدا فجدا |
فندعو الله ما عشنا وقلنا | بان يبقى لنا غوثا وصمدا |
أدام الله دولته وابقى | معاليه لجيد الكون عقدا |