أمن البوادي فاح مسك ينشر
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أمن البوادي فاح مسك ينشر | أم من حواضر ومصر طرس ينشر |
كلتاهما اذكت بمهجتي الهوى | وبذكر كل منهما يتسعر |
كلتاهما انسى ومطمح ناظري | شوقا واول ما ببالي يخطر |
كلتاهما قد قلدتني منة | كبرى لها ما دمت حيا اشكر |
لولاهما ما كان هذا مخبري | في ذا اللسان لكل من يستخبر |
لهفي على زمن بمصر قد انقضى | ويد الشباب جنى الاماني تهصر |
والدهر سلم والزمان مطاوع | والحظ يسفر ليس عني يسفر |
واليوم قد عوضت عنه بالنوى | وبوحشة منها المدامع تهمر |
اني لبؤس آدنى متصبر | وعلى نعيم فاتني متحسر |
لو كان في التذكار يرجع ما مضى | لم يعدني الارب الذي اتخير |
لكن امر الله يجرى عكس ما | نبغى وكل في الكتاب مقدر |
حمدا له سبحانه اذ لم ازل | ممن الى مدح الاكابر يبكر |
ان كنت احمد فيه احمد موفيا | نذرى له فلذاك حظي الأوفر |
رب المعاني مرة هي مورد | لحلى البديع ومرة هي مصدر |
حبر اذا ما خط كان محبرا | وكلامه عند التحادث محبر |
ذاكرت فيه المادحين فكلهم | اثنى عليه بالذي هو اجدر |
تعلو مناقبه المدائح مثلما | يعلو على عرض الذوات الجوهر |
سبحان من جعل الشعور شعاره | ولكم ترى من شاعر لا يشعر |
يحكى اللالئ لفظه سيان اذ | يختاره نظما واذ هو ينثر |
يا سيدا فيه الكمال سجية | فسواك ان حاكاك فهو مقصر |
مهلا فانك لا تجارى فارسا | بل راجلا بخطائه يتعثر |
حتام تسقينا وانت تقينا | من راح نظمك وهي راح تسكر |
حسبي من الايام انك ذاكر | سر الليال فصار مما يذكر |
حسبي ولاؤك ان تولى معشر | عني غضابا او يحين المحشر |
اني لافخر ان وجدت مفاخرا | يوما بمدحك لي فمن ذا يفخر |
من اين لي اني اقابل دره | بنظيره والنظم عني مدبر |
فصروف اشغالي صرفن فنونه | عني ومن ذا الشغل ذهني يصفر |
إن كنت فيه مقصرا فلعلما | مدح العزيز عن الذنوب يكفر |
العادل المفضال ما من كابر | في الناس الا وهو منه اكبر |
شمل البرية عدله ونواله | فاستنطقا بالشكر من لا يشكر |
كثرت مآثره فضوعف اجرنا | فالله من يثنى عليها ياجر |
لم يعتصم بحماه الا فائز | ابدا وما ناواه الا الاخسر |
تجري عيون الارض وهي كثيرة | لكن عيون السعد منه تفجر |
ثلثت مزايا ذا اللسان بمدحه | والاوليان الوحى ثم المنذر |
لا يبلغ الاطراء كنه صفاته | ولو ان مادحه مجيد مكثر |
الواحد الفرد الذي ما ابصرت | ندا له في الناس عين تبصر |
هجعت عيون النائمين بامنه | ولطالما باتت لخوف تسهر |
احيى به الله الكرام فانشروا | وكأنهم من قبله لم يذكروا |
فهو العزيز وكل راج امه | في العالمين معزز ومعزز |
وهو الكريم وكل ناح يمه | مستوعب من زخره ما يذخر |
هذا العلاء فهل له من جاحد | هذا الفخار فهل به من يكفر |
ان يفتن القوم الجواري فهو لم | يتصبه الا الجواري تمخر |
حملت كتائيه الى حيث التقى | باغ وعضبهم وكل ابتر |
لو كتبت جدوى يديه عسكرا | يغزو لعمرك لم يطقه عسكر |
ولو ان اراء له قد جسمت | لاصاب الزمان بعرفها يتعطر |
الشاعر اللسن الخطيب الناثر ال | فطن الاديب وما لذلك منكر |
ان كان قد نحر العلوم فانه | بالنشر يحييها وها هي تنشر |
ظهرت معاليه ظهر الشمس في | كبد السماء وقد رآها الاجهر |
فالناس كلهم على اطرائه | قد اجمعوا وسنا هداه تنوروا |
شهدت له صحف الوقائع بالذي | هو اهله وهي التي لا تهتر |
لله مصر وعلمها وعليمها | هي جنة والنيل فيها كوثر |
لو لم تكن للفضل اجمع روضة | ما كان ثم رياضها والازهر |