مررت على الربوع فغاب صبري
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مررت على الربوع فغاب صبري | مغيب بدورها عن كل خدر |
فيا عجبا لشاني اذ تراني | عليها واقفا والدمع يجري |
بهيجني نئيج الريح فيها | فاحسبها اذاعت صون سرى |
قد انتهكت حريم الترب منها | فذرت تبره في كل قطر |
ومن لم ان البده بدمعي | والا بالحرى فيعيه صدري |
شفاء من جوى فيه مقيم | مذ استهواه عشقا اهل بدر |
الا يا سائق الاظعان رفقا | بقلب شج جنيبك حين تسرى |
ولو اني اطقت السير يوما | سحرت العيس عن رمل يشعرى |
ولكني صريع عند ربع | ولم اقض الطواف به لجبري |
افكر في لقائهم كاني | اشتغلت بمدح عبدالله فكري |
اديب العصر قد ارى افتخارا | على الادباء في نظم ونثر |
اذا ما خط في طرس سطورا | فذلك للعديم مغاص در |
وللمثرين بشرى بالاماني | وفأل بازدياد غنى ويسر |
يزيدك ريم منطقه اعتقادا | بان سيزاد من عز وقدر |
ولم لا وهو حلف للمعالي | ومولى كل احسان وبر |
حوى في صدره علما ودينا | قريني سؤدد وعلى وفخر |
فايا تستفد منه يفده | وقد اغناك عن زيد وعمرو |
امين ناصح شهم نزيه | عفيف النفس في سر وجهر |
فليس الفضل الا فيه يربى | وليس الوصل الا منه يبرى |
وليس العلم الا عنه يروى | وليس الراي الا منه يورى |
تنزه مع كمال الخلق منه | عن الدعوى وعن صلف وكبر |
فتحسبه وانت له جليس | لنزر من علوم القوم يدرى |
وما تدري جياد الخيل الا | اذا جربتها في يوم كر |
رآه عزيز مصر ذا مزايا | فقربه اليه على التحرى |
فمنها انه ندب يرجى | لكل مهمة وعظيم أمر |
وان له مساعي كل يوم | تديم عليه مدحا كل دهر |
له همم على قدر المعالي | فتوشك ان تكون لدات عمر |
ارب بمصر فهي به تباهى | ولكن صيته في كل مصر |
تمتعنا بحضرته زمانا | وغاب ولم يغب عن عين فكري |
فابصره متى صغت القوافي | وادعوه متى ما ضاق صدري |