طرف التصور في غرامك جامح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طرف التصور في غرامك جامح | والى جمالك كل طرف طامح |
يا من جفاني بعد ان سلب النهى | مني فليت الوجد بعدك بارح |
غادر على قريحة اهدى بها | مدحا إلى من يرتجيه المادح |
من في المعالي والمكارم راغب | ولكل سؤدد رتبة هو صالح |
وبكل عزم صادق متثبت | ولكل وجه فضيلة هو جانح |
في بيت مال المسلمين مناقش | وبمال راحته الحلال مسامح |
شهم يطوع لحزمه وثباته | من شارد الآراء ما هو جامح |
كل اطلاب ان يمر بباله | ويرم نداه سانح لا بارح |
ما راز منه الفكر مثقل مشكل | الا وخف وما رآه الراجح |
حسن الخلائق والسريرة دابه | بر الخلائق والفعال الواضح |
لم يغض عن حق لرب الناس او | للناس مهما تعترضه مصالح |
ومتى يشاوره العزيز بنص ما | هو منزل فهو المشير الناصح |
هذا الوزير المستعز بمجده | غاد يجيد له المديح ورائح |
اياه يشكر في العشية سارب | وعليه يثنى في الضحية سارح |
لا يستر ادلهما ليل بره | والمسك مهما تكتتمه فائح |
ان يحو حضرته الندى ففكره | في وجه كل صنيعة هو سائح |
اوان يكن بالقرب يسمع صوته | فالصيت منه حيث تنزح نازح |
هذا الذي نشرت حلاه صحائف | وبه لغات الاعجمين فصائح |
ذو همة تقتد كل ملمة | ولها تقاد مطامع ومطامح |
لا فخر الا لامرء نفع الورى | ولن على حفظ الحقوق يكافح |
اما السعيد فكم راينا من له | سعد ويا للشؤم سعد الذابح |
روحي الفداء لمن يزيل ظلامة | واذا استميح يقال نعم المائح |
هذا الذي في مدحه انا شاعر | ويذكر ما قد ضل عنه نائح |
وابيك ان العز ليس يناله | الا همام في المعالي شائح |
واذا امرء خطب الرئاسة فليكن | منه لجلوتها مجد كادح |
ان الوزارة ليس يصلح شانها | الا بمن هو للخطوب مصافح |
ويبيت يعمل فكره في الملك لا | في ان يسامره خليع مازح |
ان الكريم هو الذي حمل الاذى | عن قومه لا من تقل ضوابح |
او من اذا امسى شكا الم الهوى | فاتت تمرضه رداح بادح |
المرء مذكور بحسن صنيعهذ | وله بذا التعريف قول شارح |
فمتى يغب فكأنما هو حاضر | واذا نأى فكأنما هو لائح |
من يكتسب دعوات مظلوم على | خسران لذته فذاك الرابح |
اني رأيت الناس اوفرهم حجا | للخيرلا مستبق وذاك الناجح |
لو لم يكن لله سر غامض | في الخلق مما لم تبنه قرائح |
لم يرعهم الا حكيم عادل | ومن الاماني غير ما هو تائح |
جهل الظلوم مراد خالقنا بذا | فطغا ولم يكبح هواه كابح |
في ارض مصر عزيزها ووزيره | بران قد فسحا وبحر سافح |
كل على نفع الرعية قد جرى | طبعا وكل بالمكارم طافح |
ابقاهما المولى بعز دائم | ما صاح فوق الايك طير صادح |