العيد أقبل والهناء بشير
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
العيد أقبل والهناء بشير | فرواء وجه الكون منه بشير |
يئنى على عز العزيز ومجده | ويقول اني بالحبور أحور |
ما دام في الدنيا بهاء جماله | لم يغش الباب الورى تكدير |
عيد به يأتي إلى أعتابه | للتهنئات مؤمر وأمير |
من كل أروع إن تبوأ ناديا | يرتد عنه الطرف وهو حسير |
كالمسك نكهته إذا شهر الهوى | ولنشر نجواه يفوح عبير |
يصبيهم تصهال خليهم اذا | اصبى سواهم قينة وخمور |
اسد اذا كروا على جيش فقل | هي كرة ما بعدها تكرير |
ودعاوهم لله سابق حشدهم | وثناؤهم كلوائه منشور |
مهما تكاثر حمد حامد فضله | فعلى قياس علائه مكثور |
اسفا على معنى بديع ضاع في | غير المديح له فذلك زور |
ربحت تجارة من لخدمته انتمى | وجنى الغناء ودون ذلك بور |
والاخسرون هم الذين تقاعسوا | عنها فعقبى امرهم تحسير |
الله ناصره فما يقصد ينل | ومن استعان بربه منصور |
والسعد رائده فليس عليه من | صعب فحيث يسير فهو يسير |
للملك منه مؤيد ومعزز | والدين منه معزر وظهير |
ذاك العزيز باصله وبفعله | الفان بينهما الثناء يدور |
من بشره يوم النوال بشير | وعبوسه يوم النزال نذير |
يا امة الاسلام قرى اعينا | هذا مجيرك ان عداك مجير |
هذا الذي احيى علومك بعدان | كادت الى رمم الرفات تصير |
هذا الذي من عدله وامانه | مدت عليك سرادق وستور |
هذا ابن ابراهيم قهار العدى | من لم يجر من باسه ديجور |
هذا الذي يرضى المهيمن فعله | ومن الملائك والورى مشكور |
هذا الذي ضمن المثاني ذكره | يحيى العباد وما لذاك نكير |
العمر ما انفقته في مدحه | فاذا اجتباك اجابك المقدور |
ان يسع ساع وهو ندب لم يفز | ما لم بيسره له التقدير |
والمدح ما يهدى إليه لا الى | من ظن ان غناك منه نقير |
ويخال انك سائل ارضاؤه | رد السلام عليه وهو كثير |
والشعر ما جلته منه خلائق | غراء لا ما سودته شعور |
قل فيه شعرا كيف شئت ودع لها | تجبيره ان فاتك التجير |
فهي التي منها شؤون خلائق | تزكو ويزكو معهم الشعور |
والعدل ما يقضيه ابلج حكمه | لا ما اقتضاه الاصفر المصرور |
لم يختلف قولان في اطرائه | سيان فيه شاكر وكفور |
كل يقر بانه في عصره | فرد عزيز ما حكاه نظير |
لا تنكروا من في المكارم قد اتى | متقدما ولعصره التاخير |
ان الاصيل من الزمان مؤخر | وهو المعلل من اعل هجير |
قد جاء اسماعيل في عصر به | حلك فجلاه فها هو نور |
وسعت عطاياه المنى فعن الثنا | علثيه ضاق من القريض بحور |
كم في الممالك من يلوذ بظله | ورجاهم برجائه معمور |
قد امرعت ارض الاماني منهم | لما سقاها من نداه نمير |
كم في دجى رمضان من داع له | وله فطور رفده وسحور |
كم في المساجد والزوايا نعمة | منه وكم بنيت عليها دور |
من منه في كل عين قرة | وبكل قلب من مناه سرور |
ان قيل قد جبر الفقير عطاؤه | قل ليس الاجبره اكسير |
فطرت على حب العزيز قلوبنا | وعلى المحامد طبعه مفطور |
انا لفي زمن يقول البر في | ترك الاذى لا ان يغاث مضير |
فلذاك كل يطلب الدنيا له | وله بخيبة من سواه حبور |
لو لم نشاهد من اعاد شبابه | انفا لقلنا انه انه مهتور |
يا ارض مصر نعمت حالا فاشهدي | ان كل فعل صالح مبرور |
وبان من افراد هذا الخلق من | يسطيع ما لا يفعل الجمهور |
الله اقدره عليه لانه | رضوانه لعباده التيسير |
والعدل والاحسان في قرآنه | فرض على كل امرء مامور |
لا سيما من ساس قوما محصت | منهم له فيما يشاء صدور |
بالعدل تعمير البلاد وعزها | وبضده التتبير والتدمير |
ان لم يكن للمصر سور شامخ | فالعدل في ارجائه هو سور |
وكتائب ومقانب ومضارب | وحدائق وجواسق وقصور |
ان كنت تطلب شاهداً فانظر إلى | عمران مصر وحسبك التذكير |
انا نهنى ذا المليك بما حوى | ويدور عيد يمند ماثور |
ندعو له المولى بطول بقائه | فبقأوه للعالمين جبور |
وبقاء من ولدته اشرف من لها | حمد على انجابها مذكور |
دامت مهنأة به فهي التي | للناس من تعميرها تعمير |
بفروق من احسانها ما قله | مستكثر واقله مشهور |
هذي العيال تظل داعية لها | حتى كأن دعاءهم تكبير |
ما بشر الاسلام قط بمثلها | فاتاه منها امة ونصير |
وبقاء انجال له ما لاح في | افق السماء اهلة وبدور |