سمعنا قائلا بشرى لمصرا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سمعنا قائلا بشرى لمصرا | وآخر قد أشاد لمصر بشرى |
فكل الناس متفقون معنى | على ان مصر طابت مستقرا |
هني الفلك المنبر وشاهدى ان | بها قد لاح اسماعيل بدرا |
هو النور الذي لولاه امسى | جمال الكون عنا مستسرا |
وما رأت العيون سواه بدرا | يدوم تمامه ويفيض درا |
كأن ثناءه في الناس مسك | اذا ما صر صرا لن يسرا |
تعطر كل ثغر من شذاه | وجاب الارض ثغرا ثم ثغرا |
له غرر المعالي لو افيضت | على دهم الليالي عدن غرا |
فمن تعزيز دين الله بدءا | بعزم صادق سرا وجهرا |
ومن نصر الخليفة بالمواضي | وابطال تذيب القرن ذعرا |
يلاقون الحمام لقاء صب | متيمه وقد أولاه هجرا |
نفوسهم العزيزة في رضاه | تهون كانها رخصت فتشرى |
متى تسمع بحربهم فانشد | عليهم انزل الرحمن نصرا |
فهم كالنون اذ يغشون بحرا | وهم كالضب اذ يعشون برا |
فلو عاذل البغاث بهم لامسى | ومخلبه ينوش النسر نسرا |
تمر على مباريهم ليال | طوال تنبرى سودا وغبرا |
اذا نظروا بها برقا حجوه | وميض سيوفهم فبغوا مفرا |
وان سمعوا مكاء الطير ما عاوا | له ذعرا وقد حسبوه زأرا |
فهل لعزيز مصر يرى نظير | وهل لجيوشه ند فيدرى |
ومن جبر لحال الملك حتى | علا شانا وباهى ملك كسرى |
ومن فضل واحسان وعدل | وبذل صنيعة وهلم جرا |
خلائق ما تعاب سوى بانا | سحرنا في محبتهن سحرا |
وأنا مع تجنبنا المعاصي | ترنحنا مدائحهن سكرا |
لنا من نور طلعته صباح | اذا ما الافق اظلم واكفهرا |
ومن ذكرى أياديه ارتياح | إلى نشر الثناء عليه دهرا |
ولو عشنا مئات سنين نثنى | لما اسطعنا لما اولاه حصرا |
وهب هذا القريض له بحور | فما تحصى لفيض يديه قطرا |
جرت سفن الاماني ثم قرت | على الجودى من يده مقرا |
فلا تقصد سواه ولا تساوم | بقصد الشعر زيدا ثم عمرا |
فان نعم واين نعم يراها السوى | نعما وتشغل منه فكرا |
جرى احسانه كفارة عن | اساءة غيره فازداد اجرا |
ببضع سنين احيى ارض مصر | وابدلها مكان العسر يسرا |
وقام لها مقام اب مرب | فاوسع طفلها والشيخ برا |
فكل نال من يمناه خيرا | وكل قال في مغناه شكرا |
كما احيى لسان العرب فيها | وانشر علمه سفرا فسفرا |
ومن قدم عزوا لسميه ما | به قد زاد افصاحا وسفرا |
فذكرنا الرشيد ومادحيه | وللمأمون والندماء عصرا |
ذممنا الدهر قبل وكان اني | عكست حروفه ينثال شرا |
فصار اليوم سلما لا يعادى | وان عاديته نهيا وزجرا |
وآلى انه يبقى وفيا | ويوفي كل حر ما تحرى |
فهل عاد الزمان إلى صباه | واصلح شان هذا الخلق طرا |
فزال عن القلوب الخوف جذرا | ومكن في النفوس الامن جذرا |
فاني لست انظر غير بشر | واني لست اسمع غير بشرى |
وكل نثا يفوه به امرؤ في | مديح عزيز مصر اراه شعرا |
عزيز الشان ذو القدر المعلى | له صيت يبارى الريح نشرا |
واراء تعيد الليل صبحا | واخلاق تعير الروض نشرا |
حباه الله ملكا لا يضاهى | وشد به لهذا الدين اسرا |
وانمى حبه في كل قلب | فما كادت لتشرب بعد كفرا |
اذا ساد امرؤ نهيا وامرا | فاسماعيل اعظم منه قدرا |
اشاد لقومه منتاب شورى | فهم فيه لى ما بان احرى |
فان الله يأمر بالتأني | وتفويض المشورة عن امرا |
فليس لمصرفي ذا العصر ند | وان يك واحد البلدان مصرا |
فما كل الديار ديار سلمى | ولا كل الخدور تكن بكرا |
كفاها الفخر ان بها عزيزا | على كل الملوك على ابرا |
وفيها العلم والعلماء جمكا | لقد فاقوا الورى شانا وذكرا |
فما تلفى لهم في الراي غرا | ولا تلقى بهم الا الاغرا |
ومن ان قال لم يترك مجالا | لآخر قائل فظما ونثرا |
وقد ما كان ازهرها سماء | به طلعوا لاقصى الارض زهرا |
قرنت بمدحهم لاولى | كريم بالمديح ونلت سرا |
واني معهم اهدى دعاء | وتهنئة بعيد الفطر غرا |
أدام الله سؤدده علينا | وزاد مقامه عزا وفخرا |
ومتعه بأنجال كرام | له فيهم يدوم الملك ذخرا |
أرى في مدحه الإطناب نزرا | وأن أدعو له فرضا ونذرا |