وتنهب ماله السؤال حتى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وتنهب ماله السؤال حتى | كأنهم غزاة للاعادي |
كسا لبنان ثوبا من سرور | نضا عنه به ثوب الحداد |
وابدله من الايجاس امنا | ومن ارق الفجيعة بالرقاد |
ورد اسى الأرامل واليتامى | عزاء بالطريف عن التلاد |
فكلهم له طوعا ملبّ | لما قد نال منه من المفاد |
وكلهم له داع شكور | يقول رضاه ذخرى او عتادى |
فعادوا نادمين على التفاني | وهادوا جانحين الى التفادي |
فلم تك فينة حتى تآخوا | على اسس التعاهد والوداد |
وكم من محنة عادت صلاحا | وشر آل خيرا في المعاد |
فلولاه لظل الشر يربو | ولج القوم في لجج العناد |
فطارت هامهم في كل جو | وسال نجيعهم في كل واد |
فوافاهم على قدر بجيش | وآخر من عزائمه الشداد |
فهذا للتثبت والتلافي | وذلك للتلاقي والطراد |
وقام لهم مقام اب مرب | تساوى عنده نسب الولاد |
فسوى كل امر ذي اعوجاج | واصلح كل شان ذي فساد |
وداوى من جنون الحرب قوما | وقوما من ضغائن في الفواد |
وارضى كل مشكو وشاك | واقنى كل مجدو وجاد |
كذا فليرض رب الناس مرض | وينفذ حكم سلطان العباد |
ويعمل سيفه في نعش حق | ومصرع باطل تحت الجياد |
لنعم من ارتضاه اليوم ردءا | امير المؤمنين على البلاد |
وقلده النيابة عنه فيما | له فيه الفخار الدهر باد |
فامجدت الملوك له فعالا | واخلاقا تجل عن المجاد |
وان يك طالما حمدوا رشيدا | فهلا يحمدون ابا الرشاد |
اذا نفد المديح على كريم | فمدحي فيه ليس بذي نفاد |
وان يكسد بسوق الفخر شعر | فشعري فيه ليس بذي كساد |
وان يك من يزيف النظم نقدا | فهذا الضرب جل عن انتقاد |
ولو اني اعمر الف عام | لكان ثناؤه ابدا حمادى |
فقد انجى الوفا من نفوس | احاط بها البلاء بكل ناد |
ولي من بينهم اهلون عزل | واخدان قلوا حزب الفساد |
ادام الله نعمته عليه | ومنته الى يوم التناد |