لقاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جاءَني في الضحى النديّ الرطيبِ | يفغمُ الوردَ منْ شذاهُ بطيبِ |
لم أرَ الشمسَ قبلَ يوم التقينا | نسجتْ مثلَ ذا الصباح العجيب |
وأنا عاشق الليالي أراني | باطلاً همتُ بالظلام الكئيب |
خضَّبَ النور ثغرهُ وخطاهُ | بثَتِ الزهرَ يانعاً في الدروب |
آهِ منْ خطوك الرفيق صباحاً | تحمل الريَّ للوحيد الغريب |
ما رأينا العيون في القفر تسعى | طيّعاتٍ إلى المحلِّ الجديب |
يا حبيبي، وحسرتي في ضلوعي | أنتَ أججتَ نارها يا حبيبي.. |
*** | |
حُلماً كانَ أن أراكَ بقربي | بسمةً نبَّهتْ ربيعَ سهوبي |
الدُّنى حولنا نشيدٌ وعطرٌ | وطيوفٌ مخضلَّةٌ بطيوب |
أصبحتْ مثلنا النجومُ هيامى | عاشقاتِ بأكبدٍ وقلوبِ |
والفراشاتُ مثلنا خائفاتٍ | في هواهنَّ من عيونِ الرقيب |
أنت يا مشبه الفراشِة زهوراً | ما ترى نارَ وجديَ المشبوب |
غضَّ منْ طرفكَ القتولِ فصدري | ضاقَ بالشوقِ والمنى والوجيب |
أعينُ الزهرِ ، إذْ ترانا ، حيارى | كيف نحْيا على الجوى واللهيب! |
*** | |
لا تقلْ لي الوداع هذي الليالي | أترعتْ من أسى بعادِك كوبي |
كلما لاحَ لي لقاؤكَ نجماً | حثَّتِ البينُ خطوهُ لغروب |
والذي شاءَ أن تحبَّكَ روحي | شاءَ أن يجعلَ الفراقَ نصيبي |
فاسأل الصبح بعدَ نأيي ستلقى | لوعتي في شعاعهِ المسكوب |
وأدِرْ لحظكَ النفور يسيراً | إنني من خطاك جدّ قريب: |
قطرةٌ من ندى الصباح ، وحيناً | بحةُ الحزنِ في النشيد الطروب |
وإذا دمعةُ عصتْكَ فسالتْ | فأنا خلفَ شجوها يا حبيبي |