مدينة الأموات
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمنِ القبابُ تروع والأسوارُ | وزخارفٌ حارت بها الأبصارُ |
ومآذن للريحِ فيها دعوة | نامت لها هممٌ وثار غبار |
لا حيّ في حيّ المنية والردى | إلا الصخور تئنُّ والأحجار |
بين المساكن وحشة قتالةٌ | الموتُ يحسد ظلّها ويغار |
وعلى القباب من السكون نوادبٌ | سُكَّتْ بصوت عويلها الأبصار |
قفراءُ والأشباح ملء دروبها | ومن الفجيعة جحفل جرار |
تحبو الحياة مروعة في جنبها | وتدبُّ في عرصاتها الأفكار |
ويذوب ضوء الشمس فوق صخورها | فرق النضار إذا اعترته النار |
تلك البيوت جماجم منخوبةٌ | فيها مراحٌ للبلى ومثار |
ترنو من الكوات فيها أعينٌ | شوهاءُ لا مقل ولا إبصار |
لما مشينا والحياة بظلها | نفضت مراقدَ بومها الأوكار |
وتململ الأموات في أجداثهم | لما علا من صخبنا إعصار |
"ركبُ الحياة، ويا لتلك معرة | يختال لا يثني خطاه وقار !" |
*** | |
يا موتُ ، لا تغضبْكَ مناخلةٌ | ركضت بأيدي خيلنا الأقدار |
نبكي ونضحك والحياةُ وأهلُها | كلٌ إليك مردُه والدار |
_________________ | |
بجانب مصر القديمة في القاهرة تقوم مدينة الأموات، وهي مقبرة السراة والأغنياء كأن مدافنها المبنية على الطراز العربي قصور مشيدة بقبابها وابراجها وزخارفها الرائعة ولا ساكن لها الا الموت والموتى |